فقدناك ياعبد الكريم...بقلم /محمد المنصور

فقدناك ياعبد الكريم...بقلم /محمد المنصور

فقدناك ياعبد الكريم

بقلم أ/محمد المنصور

 

عبد الكريم الخيواني شهيدا  ذلك هو جديد الحياة التي نحاولها في يمن المخاض ، شهيدا بأيدي الغدر والاجرام التي عرفت مرة اخرى كيف تختار الهدف هذه المرة بحجم وأهمية واستثنائية وحضور عبد الكريم الخيواني العقل المفكرلثورة 21سبتمبر ، وأحد ابرز من منحناهم ثقة القول والمنطق والموقف السياسي والوطني منذ سنين .

فقدناك ياعبد الكريم أخا وإنسانا وصديقا ومعنى تجتمع فيه السجايا والميزات والهبات اﻻنسانية  التي ندرت عند غيرك فقد كنت الكاتب والمفكر والمحلل وصانع النبؤات التحولية والاستشرافية للواقع اليمني والمحيط ، كنت الناقد للفساد والمفسدين ايا كانوا ،الباحث عن الكمال في اﻷشخاص والعلاقات والقيم .

اختارك القتلة حسب توقيتهم اﻻجرامي بحق الوطن المتزامن مع إنضاج مؤامرة سعودية امريكية وضعت بتصرف هادي وشركائه الدواعش ومن لف لفهم انطلاقا من عدن .

استهدافك ياعبد الكريم هو استهداف لمكانتك في خط الثورة واستهداف لمكانتك وموقعك المؤثر لدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وقيادة انصارالله ، واستهداف للنموذج والمثال الذي كنت تمثله عند جيل الثوار والحقوقيين والصحافيين والسياسيين والناشطين ...ﻻنك ياعبد الكريم الواحد بشخصه المتعدد بمواهبه وانشطته واهتماماته واسهامته المتعددة ..ورصيده الجهادي والنضالي في مقارعة الطغيان وفضح وتعرية الفساد ورموزه وتجار الحروب وتعرض جراء ذلك تعرضت للاظطهاد والترهيب والمحاكمات الجائرة والاعتقالات وشتى انواع العدوان منذ حرب صيف 1994 وما بعدها   وخلال الحروب الظالمة على صعدة كنت المستهدف الاول لنظام صالح من بين الناشطين الصحفيين والحقوقيين المناوئين لتلك الحروب العبثية

رحمك الله أخي وصديق عمري عبد الكريم ، فقد كان دمك الطاهر قربان القتلة والمجرمين ..  لتمرير فصل جديد من التآمر على اليمن بما شهدته محافظتا  عدن ولحج من مظاهر  سطوة وسيطرة للقاعدة ومن تصفية لوجود اﻷمن المركزي

واﻷمن السياسي  ...وغيرها من مظاهر وجود دولة الوحدة ومؤسساتها  على طريق اﻻنغصال وفرض امر واقع يسير فيه المتآمر هادي ومن معه من العملاء  .

اغتيالك ياعبد الكريم يتصل برغبة قوى اﻻرهاب والفساد المهزومة بثورة 21سبتمبر وقواها ان تنتقم وتثأر باغتيالك ، وضمن حربهاعلى العقول المفكرة والعلماء والاكاديميين بدء من اغتيال الشهيد الدكتور عبد الكريم جدبان ، يليه الدكتور احمد عبد الرحمن شرف الدين ، بموازاة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ، ثم اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل .. ،ثم اغتيالك الذي يأتي نسف  حوار موفمبيك من بين اهدافهم عندما شعروا بامكانية ان ينجح في الخروج بصيغة تحظى برعاية الامم المتحدة ،  وهو ما يعني تجاوز هادي والمخطط السعودي القطري التركي عمليا .

وحينما جاءت ردود الفعل على جريمة اغتيالك بمؤشرات التصعيد الثوري وتواصل استكمال الفعل الثوري ، جاءت الأحداث التي انتهت بسيطرة عصابات هادي على عدن والقاعدة على لحج التي شهدت ارتكاب مجزرة قذرة من قبل دواعش هادي واﻻصﻻح ونهب البنك المركزي بلحج .

 ردود الفعل  السياسية والاعلامية على ما ارتكبه هادي والقاعدة الدواعش في عدن ولحج بتلك البشاعة والقسوة غابت خلف ما شهدته العاصمة صنعاء امس الجمعة من مجازر ارتكبها التكفيريون المجرمون بجامعي بدر والحشحشوش والحصيلة اﻷولية رقم  اولي مروع للمجزرتين : 140 شهيدا و350 جريحا ، منطق القتلة يندرج في ذات سياق جريمة اغتيال عبد الكريم ولذات اﻻهداف الاستراتيجية لرعاة المشروع التفكيكي اﻻمريكي السعودي لليمن ، نزولا الى مستوى معاقبة المجتمع الحاضن للتيار الثوري المقاوم لتلك اﻻستراتيجية العدوانية عبر استهداف المصلين في مساجد صنعاء وصعدة بارقام كبيرة من الضحايا كما بشرت بذلك قناتا العربية والجزيرة قبل وقوع اية تفجير .

نعم عبد الكريم نال منك القتلة جسدا ، لكنهم لن ينالوا من افكارك ورؤاك ومواقفك التي سوف تظل ملهمة لجيل الثورة التي حلمت بها وشاركت في صنعها وواكبتها واسهمت في فتح اﻻفاق أمامها ..هنيئا لك اخي وصديقي الشهادة وعزائي بك انك رحلت وقد تبلج الفجر وانحسر الظلام ..ولم يبق سوى القليل ليكون النهار .

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024