حتمية الصراع والنصر.... بقلم/حمود عبدالله الأهنومي

حتمية الصراع والنصر.... بقلم/حمود عبدالله الأهنومي

حتمية الصراع والنصر

بقلم/حمود عبدالله الأهنومي

ماذا يعني أن يعيد العدوان السعودي الأمريكي قواته الإماراتية الغازية إلى ثكناتها وأن يجلب مرتزقة أفارقة من كولومبيا والسودان والصومال وغيرها - سوى الفشل الذريع الذي بات اليوم هو السمة الأوضح لتطورات العدوان على اليمن، ويتجلى بوضوح حجم تضليل النفس والذات الذي يمارسه العدوان على نفسه.
ليس للعدوان أفق في هذه الحرب العدوانية، لقد رغبت أمريكا وأدواتها المتسخة في المنطقة أن يتم تدريب السعوديين والإماراتيين على استخدام الأسلحة المتطورة، وعلى أن تكون لديها الجرأة على استخدامها في معارك مفتعلة، وهي الأسلحة التي ملكتها بقدرتها الشرائية العالية لا بنفسيتها القتالية ولا بروحيتها المعنوية، لقد ظن هؤلاء الخلايجة أنهم اكتشفوا رجولتهم وهم يعتدون على شعبنا ويقتلون رجاله ونساءه وأطفاله، ويدمرون بناه التحتية، ولكنهم في حقيقة الأمر إنما أعلنوا حقارتهم وخستهم ونذالتهم للعالم أجمع ولشعبنا بصورة خاصة، لقد خرجوا ليحدّثوا العالم بإسناد صحيح ومتواتر أنهم جزء حقير من الحقارة ذاتها، وأن هذه الآلات المدمرة التي بأيديهم أخرجت من شعبنا أسدا هصورا يتحدى الصعاب، ويقهر المستحيلات وهو يرد الصاع صاعين على المعتدين الباغين.
زعم الخلايجة أنهم شعروا بالرجولة حين أسالوا أنهار الدماء البريئة على بطحاء اليمن وجبالها، ولكنها في حقيقة الأمر كانت رجولة مستعارة من مكنة الحرب الأمريكية والعالمية، ومن خبراء وطيارين وطائرات وصواريخ وقنابل وأسلحة لم يكن لهم فيها سوى دفع تلك المليارات من الدولارات التي أراد الغرب أن ترفد خزينته بها كأرباح يجنيها من وراء هذه الحرب الفاجرة، وسيكتشف الخليجي (السعودي والإماراتي) مرات عديدة أنها رجولة مستعارة حلت لديهم بعض يوم ثم انقشعت في صيف الحرب الساخنة والتي كلما طالت ستبين لهم قبل غيرهم أنهم أخطأوا تقديرات الحرب خطأ استراتيجيا لن يغفر لهم إلا رحيلهم عن المشهد السياسي تماما.
يشير توجه السعوديين إلى أفريقيا كسوق للمرتزقة إلى تقاعس ما سمي بدول التحالف العربي عن الإيفاء بتكاليف الحرب البشرية، التي ربما لم تكن في الحسبان عند بداية العدوان، وتشير أيضا إلى عجز هذا التحالف عن تحقيق الأهداف المأمولة، وإلى تورط السعودية العميق التي وجدت نفسها منغمسة فيها لوحدها بينما دويلات الخليج الأخرى تكتفي بإصدار البيانات المؤيدة، وحتى دويلة الإمارات التي أرسلت ببعض قواتها هاهي تستعيدهم بدعوى انتهاء المهمة وتحقق النصر، بينما الأخبار تتوارد حتى من قنوات العدوان أن ميزان القوة العسكرية على الأرض يتحرك بسرعة لصالح اليمنيين على جميع الجبهات.
علينا نحن اليمنيين أن نثق أنه لن يستطيع العدوان أن يحقِّق بعد اليوم ما عجز عن تحقيقه خلال ثمانية أشهر من العدوان العالمي، وأن الظروف الموضوعية التي تصب في صالح اليمنيين تتفعّل وتنشط اليوم أكثر من ذي قبل، وأنها بصدد تحقيق نصر مجل واضح وكبير، ويتنامى الوعي المجتمعي الوطني في أوساط الفئة الصامتة بعبثية ووقاحة ووحشية العدوان يوما بعد آخر.
أتصور أن الأصيل في العدوان (أمريكا والسعودية) يريد أن ينسحب من المعركة لينيب وكلاءه المرتزقة الذين جلبهم من كل حدب وصوب عنه بالتعاون مع مرتزقة الداخل، حيث هو سيعمل على تمويلهم للحفاظ على الوجود الرمزي للعدوان في بعض مناطق الجنوب، ريثما تتحقق بيئة تفاوضية تعمل على استثمار حالة التراجع من الجنوب من قبل الجيش واللجان الشعبية ولو بأثر رجعي، ليحقق ولو بعض ما يأمله في إعادة التموضع في خبايا القرار السيادي والسياسي في البلد، وهذا ما سوف لن يحدث؛ وبالتالي فإن الوضع مرشح إلى استمرار مجريات الحرب بالاتجاه الذي ظهرت عليه مؤخرا في رجحان كُفة الجيش واللجان الشعبية، وصولا إلى النصر المؤزّر لليمن، مقابل الهزيمة الساحقة للعدوان وعملائه. حيث تقول الحيثيات إن حالة اللانصر وتناقض المشروعين لدى طرفي الحرب تستدعي الاستمرار فيها إلى نقطة أكثر وضوحا.
لقد خلق العدوان بيئة صراع لا ينتهي، وأشعل نار حقد لا تنطفئ إلا بهزيمة أحد الطرفين، إما أن تغيب اليمن الحرة، أو أن يتغير النظام الحاكم في نجد والحجاز، وبما أن الجغرافيا والتاريخ يرفضان تغييب اليمن عن الوجود، فإن زوال النظام في نجد والحجاز أو تغيره هو النهاية الحتمية لهذا الصراع، ولكن بعد كثير من التضحيات، وهو شرف عظيم ربما أناطه الله باليمنيين دون سواهم، وقد يؤجر المرأ على رغم أنفه.

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024