بيان المجالس اليمنية الثلاثة في ذكرى عامين على الصمود

بيان المجالس اليمنية الثلاثة في ذكرى عامين على الصمود

بيان المجالس اليمنية الثلاثة في ذكرى عامين على الصمود

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله القائل: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد الصابر المجاهد وعلى آله جبال الصبر، وسادة النصر، وارض اللهم عن أصحابه المرابطين في مرضاة الله، وعن جميع المؤمنين الثابتين إلى يوم الدين.

وبعد

فإن المجالس اليمنية الثلاثة، وهي المجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الشافعي الإسلامي، والمجلس الصوفي الإسلامي، تشيد بالصمود الشعبي القوي والمتين، وبثبات الأمة اليمانية المجاهدة في سبيل الله على مدار عامين من العدوان، وتؤكِّد أن النصر قادم لا محالة، وأنه كلما اقترب الناس من رضوان الله كانوا أقرب إلى النصر منه، يقول تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

يا جماهير شعبنا اليماني العظيم، ويا شعوب أمتنا العربية والإسلامية، إن المجالس اليمنية بمناسبة مرور عامين على صمودنا، أمام أكبر حفلة للقتل المسكوت عنه في العالم اليوم، تُجْمِلُ بيانها في النقاط التالية:

أولا: بات واضحا أن هدف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي من هذا العدوان الغاشم هو تدمير شعبنا إنسانا ومقدّرات، عقابا له على ثورته ضد الهيمنة الأمريكية، والوصاية السعودية، ولأنه شعب أبي حر حمل هم الأمة العربية والإسلامية، وتبنَّى قضاياها المركزية، وعلى رأسها قضية فلسطين، وسعى إلى استقلال شعوبنا في قراراتها السيادية والسياسية والاقتصادية، ولأجل ذلك قرّر الأمريكان والصهاينة الانتقام من شعبنا من خلال أدواته العميلة في المنطقة، وهي النظام السعودي والنظام الإماراتي، وهذا أمر لا يخفى على ذي عينين. وأما دعاواهم حول مزعوم الشرعية فهي من الزيف الفاضح والادعاء المتبجِّح بمكان لا يجيز لنا الوقوف للاستدلال والتوضيح.

ثانيا: رغم ما ألحقوا بشعبنا من خسائرَ بشرية، ومادية، ورغم استخدامِهم جميع أنواع الأسلحة، ومنها المحرَّمة دوليا، وارتكابِهم مئات المجازر الجماعية البشعة، وارتكابهم جرائم الحرب المحظورة، إلا أنهم لم يحقِّقوا إلا مزيدا من الإحباط، وكثيرا من الفشل، وكما هائلا من أخفاف حُنين، حيث تصدَّى شعبُنا شعب الحكمة والإيمان لهم بكل قوة وشموخ، وبصمودٍ قلَّ نظيره في عالمنا، ورغم أن هذا العدوان يعتبر الأكبر والأشرس والأكثر تمويلا والأحدث أسلحة، والأقوى فتكا، غير أن رجال الله في الميدان، ومِن خلفهم دعاء الآباء وتسبيح الأمهات، كانوا أقوى صمودا، وأشرس مواجهة، وأكثر انطلاقا وسعيا، وأمضى فتكا، فكتبوا على مدار عامين ملحمة أسطورية عجز العالم أجمع عن تفكيك ألغازها، وسطروا بذلك تاريخا مشرِّفا لكل يمني في الحاضر وعبر الأجيال. وبارق العامين اليسير، يدل على النوِّ المطير في الأعوام القادمة.

ثالثا: لقد تكشَّفت تباعا أكاذيبُ العدوان على مدار عامين، فأبانت عن مؤامرات المعتدين على هذا الشعب، بتمكينهم الحركات التفكيرية التي تخدم المشروع الأمريكي في المنطقة، وبمحاولاتهم المستمرة في التهيئة لها بشتى السب والوسائل لا سيما في المحافظات الجنوبية، وباحتلالهم لمدينة عدن، والمكلا، وللجزر اليمنية، ومنها جزيرة ميون، وجزيرة سقطرى، التي ظهرت أطماعهم فيها بشكل غير قابل للتشكيك، وكذلك بسيطرتهم على القرار في مدن الجنوب، بحيث لا يستطيع الفار عبدربه هادي - من شنوا الحرب بزعم شرعيته الكاذبة - أن تحُط طائرته في مطار عدن إلا بإذن الحاكم الإماراتي فيها، وقد اكتشف شعبنا اليمني من أول يوم أن تلك ذريعة شيطانية، وأنها مجرد قميص عثمان للتمكن من أهدافهم الحقيقية. وآية ذلك أن هذه المدن المحتلة لا تزال ترزح تحت الفوضى الأمنية، والاغتيالات، والتفجيرات، والأزمات الخدمية.

رابعا: رغم قوافل الشهداء الذين يزفهم شعبنا إلى روضات الجنات، إلا أن شعبنا قد تحقَّق له الكثير من المنجزات العظيمة بسبب هذا الصمود، وأولها إفشال المخطَّط التدميري البشِع لهذا العدوان، وثانيها إلحاق خسائر بشرية هائلة في مقاتلي العدوان ومنافقيهم ومرتزقتهم، وثالثها تكبيدهم خسائر مادية ومالية جعلت النظامين السعودي والإماراتي يستبدلان سنواتهما السمان بأخريات عجاف، وذهبت مئات المليارات من دولاراتهم أدراج الرياح، بلا أي أفق، وبلا أي منجز، ورابعها أنه حقق شعبنا تقدما هائلا في قدراته العسكرية المتطورة، ما كان له أن يحققها لولا هذا التحدي الذي فرضه العدوان عليه، ومن ذلك التطورات الاستراتيجية في القوة الصاروخية، بمنظوماتها المتعددة، وفي الطائرات بدون طيار، وفي منظومة الدفاع الجوي، وفي القوة البحرية، وفي التصنيع العسكري المتنوع، وغير ذلك من المنجزات العظيمة التي ستفاجئنا بها الأيام القادمة.

خامسا: إن من أعظم المنجزات التي تحقَّقت لشعبنا هو هذه الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان لمختلف المذاهب الدينية ولجميع القوى السياسية الوطنية، والتيارات والمؤسسات الاجتماعية المتعددة، وكان تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ثم حكومة الإنقاذ الوطني أبرز ملامح هذه الوحدة، وما مظاهرة السبعين يومنا هذا 26 مارس 2017م بعد عامين من الصمود إلا دليل هذه الوحدة الراسخة، رغم الاستهداف الممنهج لإيقاع الفتنة بين قوى الشعب، ورغم استهداف موظفي الدولة في مرتباتهم، وإرادتهم تجويع شعبنا وحصاره من الغذاء والدواء.

سادسا: توجه المجالس اليمنية الثلاثة التحية لرجال الله في الميدان، من المجاهدين المرابطين الصابرين، حراس الوطن، والدين، والعِرض، والأرض، الذين يقفون سدا منيعا أمام مؤامرات العدوان اللئيمة، والقذرة، والذين باعوا أنفسهم لله رخيصة في سبيل الدفاع عن بلدنا وحريتنا وكرامتنا، وعن حاضرنا ومستقبلنا، والتحية الخالدة لأولئك الأبطال الشهداء الذين قضوا نحبهم في جبهات العز، غير ناكلين عن قدم، ولا واهين في عزم، وهي كذلك طيبةً مطيبةً للأسرى، والجرحى، والمعاقين، والنازحين، ولكلِّ مَنْ طالهم لؤمُ العدوان وبشاعته وفظاعته من المدنيين.

سابعا: تدعو المجالس اليمنية الثلاثة الشعب اليمني إلى الاستمرار في صموده والحفاظ على عظمته، بدعم الجبهات بالرجال والمال والسلاح، وتعتَبِر ذلك فرضا مؤكَّدًا على كلِّ قادرٍ يؤمِن بالله ورسوله، ويحرِص على أن يلقى اللهَ راضيا عنه. كما تدعو إلى المصابَرة والمرابَطة في الجبهات، وتحث على الثبات ووحدة الصف، وتنظيفه من الدساسين المدسوسين للوقيعة بين مكونات الجبهة الوطنية، والحفاظ على الأمن بتكاتف المجتمع مع رجال الأمن، كما تدعو إلى تفعيل التكافل الاجتماعي ومواجهة عدوان التجويع بالمزيد من التعامل الإنساني الخيري في أوساط المجتمع.

ثامنا: تدعو المجالس اليمنية الثلاثة رموزَ المذاهبِ الإسلامية في العالم، وجميع التيارات الفكرية والكيانات الثقافية والتعليمية والعلمية، ولا سيما الأزهر الشريف، وعلماء القيروان، والنجف الأشرف، وقم المقدسة، أن يتبيّنوا في حادثات الإفك الذي تفتريه قوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي من تضليلات سخيفة ودعاوى استعدائية، ضدّ بلدٍ مؤمن، تصدح بشرفه وفضله يوميا محاريبُ الصلوات وحلقات العلم بتلاوة الآيات القرآنية وسماع الأحاديث النبوية التي تثني عليه، وتشهد بإيمان أهله، وفقههم، وحكمتهم، وأحقيتهم، في الوقت الذي يعرِف الجميع أن مصدر هذه التضليلات هم شيوخ ووعاظ الوهابية التكفيرية، أتباع قرن الشيطان، والذين ما فتِئوا يخدمون قوى الاستعمار والاستكبار من أول يوم، وينشرون الفتن والتكفير بين شعوب المسلمين، وأنهم داء الأمة العضال الممثلون لمدرسة قرن الشيطان التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذات الحديث الذي أثنى فيه على اليمن والشام.

أخيرا لا خيار لنا كشعب يمني وكمذاهب مسلمة معتدلة إلا الصمود نيابة عن هذه الأمة جميعا في وجه منظومة قوى الشر المتحالفة من يهودية ضالة، ونصرانية منحرفة، ووهابية تكفيرية همجية، (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).

النصر ليمن الإيمان، والهزيمة لقرن الشيطان، ولا عدوان إلا على الظالمين.

صادر بصنعاء في يوم الأحد 26 مارس 2017م عن:

المجلس الزيدي الإسلامي

المجلس الشافعي الإسلامي

المجلس الصوفي الإسلامي

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024