مخاطر التسويات وخدعة السلام مع آل سعود .. حتى لا يعيد التاريخ نفسه ؟!........... بقلم/عبدالجبار الحاج

مخاطر التسويات وخدعة السلام مع آل سعود .. حتى لا يعيد التاريخ نفسه ؟!........... بقلم/عبدالجبار الحاج

مخاطر التسويات وخدعة السلام مع آل سعود .. حتى لا يعيد التاريخ نفسه ؟!

 

 

بقلم/عبدالجبار الحاج

 

 

إذا ما عدنا لتاريخ التسويات في حروب اليمن مع السعودية بما هي وكما حدثت وبما هي ليست أكثر من تحويل الحرب من دفاع عن اليمن في وجه السعودية إلى حرب يمنية من اجل السعودية .

وإذا ما أعدنا النظر في تاريخ مرحلة الانقضاض على ثورة سبتمبر من خلال مؤامرة تمكن الفريق السعودي داخل الصف الجمهوري منذ انقلاب 5 نوفمبر 67 وعبر خطوات محبوكة بانت وأبانت فيها السعودية حبكتها في التسوية عبر الإطاحة بصف الثورة الحقيقية مع إسقاط أسرة حميد الدين من أي تسوية فكان التمهيد لذلك كله بهذا الانقلاب الذي أتى به فريق سعودي استخدم راية الجمهورية شعارا لإخفاء حقيقة عدائه للثورة الحقيقية .

ذلك شان كل مبادرة تيمنن الصراع وتبرئ ساحة العدو.. من هنا ينبع موقفنا الرافض للمفاوضات والمبادرات التي تصب في خانة التاريخ الأسود في الصراع اليمني السعودي وفيه يغدو الصف الوطني المناهض للعدو وهيمنته واحتلاله مجرما في محاكم وسجون ومقاصل السلطات القادمة على ظهر هذه التسويات ..

عندما نتناول موضوعات تتعلق بالتاريخ السري لعلاقة أنظمة حكم اليمن ودورها في تمكين المشيئة السعودية من تحقيق أحلامها وأطماعها في اليمن بالتسويات وصفقات السلام حينا ومبادرات التسويات وأدوار الرعاية حينا آخر والتي برزت خلال الستينات من خلال أدواتها الاحتياطية التي تسلقت باسم الثورة والجمهورية .. ثم تناولنا للجذور التاريخية للصراع اليمني السعودي ..

.....

إننا بهذا الجهد لانحاول إعادة كتابة التاريخ وأقصد في كتاباتنا التي تناولنا فيها الجذور التاريخية للصراع اليمني السعودي عبر حلقات منها ما نشر على صحيفة الثورة وأخرى لازالت قيد النشر .... ونحن نتناول أجزاء منه ونكشف أحزاء منه ظلت سرية ومنه اتفاقات كانت تعنون بشيء وتتضمن النقيض .. بغية التسلح بذاكرة حية تراقب وتتحضر لإسقاط اي محاولات مشابهة في اللحظة الراهنة مهما تسلحت بشعارات السلام وعودة المحبة بالشقيقة إلى سابق عهدها ..!!!

في مقال آخر تناولت فيه مخاطر التسويات اقتطف من وقائع التاريخ صورا حية حتى لا نعيد إنتاج التاريخ في أحداث ستكون اقرب إلى مسرحيات هزيلة منها إلى وقائع حقيقية وأعيد هذه الفقرات :

( في لقاء جمع عبد الناصر وفيصل في جدة لمناقشة الوضع العسكري والسياسي في اليمن عقب وأثناء معارك الدفاع عن سبتمبر صارح فيصل عبد الناصر بوضوح لا يشوبه اي غموض أثناء الكلام عن من هم الأطراف الذين سيشاركون في التسوية فيما لوكتب للقاء إياه أن يكلل بالنتيجة المتوقعة ..حيث كان في يقين عبد الناصر أن فيصل هو من سيتبنى أسرة حميد الدين كطرف يمثل الملكيين قي أي تسوية في اليمن فرد فيصل على ناصر لا .. لا يمكن أن نقبل بمشاركة أو عودة بيت حميد الدين في اليمن و يجب أن يستبعدوا قطعا، ويمكن إشراك الملكيين من الذين لا ينتمون لبيت حميد الدين فرد عبد الناصر باستغراب ولماذا وهم يقودون حربكم في اليمن وهم طرف أصيل في الحرب فقال له فيصل أنتم لم تعانوا شيئا من هذه الأسرة أما نحن فقد عانينا مالم يعانيه غيرنا منهم خلال خمسين سنة مضت . وبهذا المعنى من الكلام أورده الدكتور محمد علي الشهاري في كتابه مجرى الصراع بين القوى الثورية والرجعية في اليمن من عام 62 حتى عام 74 ..

في ذلك الوقت لم يكن جميغ رؤوس وأمراء أسرة حميد الدين يعلمون أو لم يكونوا يريدون تصديق مثل هذا الكلام وإن سمعوه أو بلغهم من مصدر موثوق وهم في تلك الفترة في أوج المعركة نيابة عن السعودية . ولم يكونوا يعلمون أن نهاية معركتهم وان مكافأتهم ستكون وفقا للقرار السري السعودي هو استبعادهم من التسوية في نهاية المعركة وظلوا يقودون الحرب من أربع إلى خمس سنوات أخرى حتى عام 70 و71 عندما وبعد أن وقعت اتفاقية جدة والتي قضت ليس باستبعاد بيت حميد الدين من التسوية والمشاركة فحسب بل نص الاتفاق السري ذاك بفرض الإقامة الجبرية أو فرض العزلة السياسية والإعلامية وفرض الانزواء عليهم داخل السعودية وغيرها ومنعهم من أي نشاط سياسي ضد الفريق الجمهوملكي الذي سيتولى الحكم وفق النصوص والالتزامات اليمنية المهينة للتضحيات والاستقلال والسيادة والقرار المستقل .. وأنا استنتج هنا من وقائع الخلاف بين البدر والحسن آنذاك ..أن البدر كان يحس ويشم مؤامرة سعود على فريقه ولكنه في وضع لا يسمح له بفضح ذلك حيث السعودية هي آخر محطة لجؤ له أو حتى مع اختيار بلاد أو عاصمة أخرى ليس ممكنا إلا بقرار وتوسط السعودية واقصد اختيار البدر لندن محطة لجوئه ...فلم يتراجع دور البدر ويختفى بسبب انقلاب عمه الحسن عليه بل بسبب يأس البدر وإحباطه وإدراكه لما تدبره أسرة سعود على كل بيت حمديد الدين وانتهاء دورها بحرب دفعوا ثمنها وحققت أسرة آل سعود أهدافها فتراجع واختفى بخطى هادئة وذكيه ليتولى بعده عمه الحسين قيادة الحرب ....

من الحقائق والوقائع التي لايمكن القفز عليها ونحن نتابع وقائع العدوان والاحتلال وأهدافه اليوم فإننا كثيرا ما نتوقف أمام محطات التاريخ القريب والبعيد في الصراع اليمني السعودي وفي التاريخ السري للعلاقة بين الحكومات المرتهنة والعميلة وكيف وصلت إلى سدة الحكم أو كيف مددت عمرها .. استنتج أن السعودية تسعى في لعبتها الخفية في الطاولة سرا أو علنا على الطاولة وخلف الكواليس بان تبذل كل إمكاناتها وقنواتها تحضيرا للصفقة والتسوية التي ترومها أولا بجعلها في العلن يمنية وتلجأ دائما إلى اختراق الطرف المباشر والمقابل أو المعادي لها والمشتبك في حربها وما أن تنجح في اختراق الطرف المعادي مباشرة حتى توسع الاختراق إلى حد يصبح فيه مركز الاختراق مستوليا على القرار المطلق ويصبح الجناح الراديكالي أو الثوري أو المتطرف بعيون السعودية في الهامش .. وهنا فإن الطرف الذي سيكون الطرف الرئيسي في التسوية التي ترومها ممثلا وغالبا ماتنجح وتتخلص من خصومها الحقيقيين الذين صاروا في الهامش وسهل محاصرتهم ومعاقبتهم والتنكيل بهم وكذلك غالبا ما تتخلص من الأدوات والرموز الرئيسية التي كانت تخوض أو خاضت المعركة تحت أمرتها وتوجيهها ..

في أحداث ديسمبر العام الماضي لو كان أمكن لصالح وفريقه الانتصار على الأنصار لكان صالح هو الطرف الجاهز والرئيسي للتسوية لأنه جاء من خط الاختراق للصف الماهض للعدوان وهو الطرف الذي تراه جاهزا للتفاوض باسم مناهضة العدوان وهو الطرف الجاهز لإنجاز كل التنازلات .. وليس بالضرورة صالح بالاسم وإنما قد يكون اسما من داخل فريق الاختراق ...

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024