نتائجُ الزيارة “المباركة”.. الحصادُ أمريكي والزهو سعودي!!..............بقلم/محمد يحيى المنصور

نتائجُ الزيارة “المباركة”.. الحصادُ أمريكي والزهو سعودي!!..............بقلم/محمد يحيى المنصور

نتائجُ الزيارة “المباركة”.. الحصادُ أمريكي والزهو سعودي!!

 

 

 

بقلم/محمد يحيى المنصور

 

 

عكست الزيارةُ الاحتفاليةُ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعوديّة على مدى يومَين، الرغبةَ السعوديّةَ لسلمان بن عبدالعزيز وولده محمد، بإعادة تموضع المملكة في صدارة التحالفات الأمريكية مع دول المنطقة، بعد فترة من تدهوُر العلاقات شهدتها الولاية الثانية للرئيس أوباما التي شهدت خلافاً سعوديّاً أمريكياً حول سورية وحول الملف النووي الإيراني، وليس انتهاءً بصدور قانون جاستا الذي يتهدد السعوديّة ونظامها السياسي. وهي الأسبابُ التي دفعت محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعوديّ وصديقَه محمد بن زايد ولي العهد الإماراتي لبذل مساعيَ كبيرةٍ؛ لخطب وُدِّ إدارة ترامب بتقديم اغراءاتٍ مالية كبيرة لهذه الإدارة، وتعزيز ذلك بتسريع خطوات التقارُب مع الكيان الصهيوني، وتصعيد العداء مع إيران، وهي القضايا الجوهرية لتوجُّه ترامب الحالي.

 

نتائجُ زيارة ترامب فيما يبدو تسمَحُ للحكم السعوديّ بالشعور بالزهو ولو إلى حين، فقبضةُ محمد بن سلمان على مفاصل الحكم سوف تتعزز في الداخل، ومزيد من التصعيد العدواني في اليمن وسورية سيكون من بين نتائج زيارة ترامب، إضافةً إلى تصعيد الخطاب الإعلامي والسياسي ضد إيران وحزب الله وسورية وأنصار الله كمتلازمات للدور السعوديّ القديم الجديد.

 

في كلمته في القمة الإسلامية الأمريكية قالها ترامب بوضوح: إذهبوا أنتم لمواجهة إيران وهو نفس الموقف الذي اتخذه أوباما من موضوع المواجهة مع إيران.

 

مكاسبُ الأمريكي من الزيارة لا تقاس بمكاسب السعوديّة التي باتت ونتيجةً لعدوانها على اليمن وتورطها في سورية والعراق في وضع مالي واقتصادي لا تُحسَد عليه، وعقد هذه الصفقات العسكرية لن تجلبَ الأمن والاستقرار للسعوديّة، بل ستسرع من معاناة مواطنيها في الداخل واحتمال انفجار الوضع بأية لحظة غير مستبعد.

 

إن الصراعاتِ والفتنَ التي تؤجِّجُها السعوديّة في أكثرَ من بلد عربي لحساب الأمريكان والبريطانيين والصهاينة ولإرضاء النزعات المذهبية الوهابية المتطرّفة لدى حكم آل سعود عملت ومنذ سنوات طويلة على جلب العداوات للسعوديّة مع محيطها الإقليمي، وعملت على استنزافها مالياً، وعرّضت صورةَ السعوديّة وسجلَّها في مضمار الحقوق والحريات واحترام حقوق الإنسان للتشوُّه، وباتت السعوديّة الوجهَ الآخرَ لداعش والقاعدة. فهل بمقدور ترامب وإدارته إنقاذ الحكم السعوديّ من مواجهة المشاكل الداخلية والأزمات الناشئة جراء تلك السياسات الصبيانية المتبعة منذ صعود سلمان للحكم؟

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024