بيان المجالس اليمنية الإسلامية بشأن ذكرى الهجرة النبوية
بيان المجالس اليمنية الإسلامية بشأن ذكرى الهجرة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك النبي المجاهد المهاجر الواثق بك، والمتوكل عليك، وعلى آله الميامين، وأصحابه المنتجبين .. وبعد:
تهنئ المجالس اليمنية الإسلامية الشعب اليمني المجاهد الصابر، بمناسبة حلول ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها وآله الصلاة والسلام، أعادها الله على أمتنا جميعا في عفو ونصر ونهضة وتوفيق عامنا هذا وفي كل عام.
أيها الشعب اليمني الكريم .. إنها لمناسبة عظيمة لأمتنا العربية الإسلامية، وشعبنا الكريم المعطاء للوقوف عندها للتزود من كرمها، وبركتها، ودروسها، وعبرها، لا سيما والجميع أحوج ما يكونون للطاقة الروحية التي لا يمنحها الله إلا لعباده القريبين منه، الواثقين به، المتوكلين عليه.
إن العدو السعودي الأمريكي الذي يخوض معركة جاهلية ضد شعب الإيمان والحكمة قد سبق في جاهليته الجهلاء أسلافه الجاهليين، حيث خرق نواميس كل الخصومات، وتقلّب في تاريخٍ طويل بين أفظع الجرائم، وأقسى المجازر، وأبشع الموبقات بحق شعبنا اليمني، حتى لقد بات أولئك الجاهليون الذين هاجر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرحم من هؤلاء، واحتفظوا ببقية من الأخلاق الإنسانية، في حين داس هؤلاء على كل القيم والأخلاق والاعتبارات، ومع ذلك فإنها مرحلة محنة واختبار، يتجاوزها شعبنا العظيم بالثقة بالله باقتدارٍ وصمود أبهر العالم جميعا، مردِّدًا ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه ليلة الهجرة: (لا تحزن .. إن الله معنا).
ومثلما تحالف أولئك الجاهليون ومكروا ضد منبع الخير، ومصدر الإيمان، الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ها هم اليوم يمكرون بشعب الإيمان والحكمة، وأحفاد الأنصار، يقتلونهم على مدار عامين، ويقصفون أطفالهم بالأسلحة المحرمة، ولا يستحيون نساءهم، متفوقين في ذلك على أشباههم من الفراعنة السابقين، وأئمة الكفر المعتدين.
إن الهجرة أيها الشعب اليمني البطل .. تعني هجران حالة الكسل والتردد والشك، والانتقال من وضعية السلبيين المحايدين إلى وضعية الأبطال المجاهدين، والخروج من حالة التضعُّف المخزي، إلى حالة المواجهة البطولية والإيمانية، وتعني التحرك الإيجابي الفاعل والمثمر، والهجرة من مضاجع الكسل وأوهام التواني وموبقات التخاذل إلى ساحات الشجاعة وميادين الشرف وجبهات المروءة، وتعني الإعداد الجيد في مواجهة أعدائنا المستكبرين، وأوليائهم المنافقين في كل مجال، وفي كل أرض، وعلى جميع الأصعدة.
الهجرة تعني التحية والتقدير لكل من يبيت حِلْس سلاحه في ميدان المعركة، تذكيرا بما فعله الإمام علي في التضحية والفداء والانتصار للدين، وتعني الشدة على المعتدين وكسر اليأس وطرد الوهن، حيث يقول تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
المجلس اليمنية الإسلامية إذ تهنئ أمتنا الإسلامية وشعبنا المجاهد بهذه المناسبة العزيزة والمهمة .. تدعو المسلمين جميعا إلى الاعتصام بحبل الله جميعا في مواجهة مؤامرات الأمريكيين والصهاينة ومنافقيهم في الداخل، وتذكِّر بأن جميع المسلمين في دائرة الاستهداف، وأنهم لا يفتأون يحيكون المؤامرات ضد شعوب أمتنا؛ لأنهم (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة).
ولهذا ندعو شعوب المسلمين إلى التحرك الجاد في إسقاط مشاريع المستكبرين والمعتدين، والأطْر على يد الظالم، والأمر بالمعروف، ولا معروف أكبر من الاعتصام بحبل الله، والنهي عن المنكر، ولا منكر أفظع من هذا العدوان السعودي الأمريكي الذي يقتل شعبنا ليل نهار، والله المستعان، وعليه التوكل ومنه النصر.
التحية لكم أيها المهاجرون إلى الله في جبهات المواجهة المقدسة، والخلود لشهدائكم الأبرار، والمجد والشفاء لصقوركم الجرحى الأحرار، والفرج العاجل للأسرى والمفقودين الأطهار.
النصر لليمنيين، والخزي للمعتدين، واللعنة على مرتزقتهم المنافقين.
صادر بصنعاء عن:
المجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الشافعي الإسلامي، والمجلس الصوفي الإسلامي
بتاريخ 1 محرم 1438هـ الموافق 2 أكتوبر 2016م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 862 مرة