خطب الإيمان والحكمة - الجزء الأول (صيغة ورد) .. اللجنة الثقافية بالمجلس الزيدي الإسلامي
خطب يمن الإيمان والحكمة (1)
عشر خطب جمعة
الجزء الأول
إعداد: لجنة الثقافة بالمجلس الزيدي الإسلامي
صنعاء – 1437هـ
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، وصلّ اللهم وسلّم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:
شن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي عدوانه على اليمن من غير ما جرمٍ، ولا سابقِ إنذار، وارتكب أفظع المحرمات، وتجاوز كثيرا من الخطوط التي كان يلتزم بها حتى الصهاينة، فقصف الأسواق، والأعراس، والمقابر، والمساجد، والمشافي، والأحياء السكنية، وبالأسلحة المحرمة، وانحدر إلى مستوىً سحيقٍ من الحقد والحقارة، جعله يقصف مدينة صنعاء بالقنابل النيتروجينية، مدمِّرا آلاف المساكن، وعشرات الآلاف من الضحايا، ووثقت التقارير الأممية قصفه بالقنابل العنقودية للأحياء السكنية في محافظات مختلفة، منها صعدة وحجة، وأحياء في العاصمة صنعاء. ولا يزال حتى اليوم يوغل في الجريمة بشكل غير مسبوق في تاريخ الحروب.
ظنّ العدو بإيغاله في جرائم الحرب، وخرقه لعادات المجرمين، أنه سيقتل روح المقاومة في الشعب اليمني، وأنه كلما تجاوز السقوف في جرائم الحرب كلما ساق اليمنيين إلى الاستكانة والاستسلام، غير أن العكس هو ما حدث، حيث أدّى ذلك إلى تضاعف الكراهة، وتصاعد روح الثورة والمقاومة، واشتعال جذوة الحمية والغضب في قطاعات واسعة في هذا الشعب.
اليمن بين فظاعة العدوان من جهة، وفرادته في الصمود والعنفوان من جهة أخرى، أضفى على هذه الحرب استثنائيةً غير معهودة، فالعدو المدجَّجُ بأفضل الأسلحة، وأحدثها، وأكثر الحلفاء، وأوفر الأموال، ينهزم أمام أفقر شعب، وأضعف حكومة، وأمام شعب محاصر من كل شيء إلا من الإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، والإيمان بالقضية العادلة، وكان هذا التناقض الفريد مولِّدا للعظمة، ومشيرا بوضوح إلى الاستثنائية التاريخية اليمنية، التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفقه، والحكمة، والإيمان.
إن ازدياد رصيد الوعي الشعبي اليمني بالصمود اليماني الأسطوري، بمزيد من التذكير بالمقومات الدينية، والروحية، والجهادية، والاجتماعية، والثقافية، وخطورة التفريط لهو من أولويات خطباء اليمن وعلمائه ومفكريه ودعاته؛ الذين عليهم الثقل الأكبر في مواجهة هذا العدوان الأوقح والأخزى على مر تاريخنا اليمني، وهذا يتطلَّب منهم جُهدا أكبر، جُهدا بقدر الخطورة لا الإمكانات، وعليهم أن يتحرّكوا بفاعلية ومسؤولية وبشعورِ أن المعركة معركة وجودية، بين الخير والشر، وبين الجمال والقبح، بين الإيمان اليماني، والغواية الشيطانية النجدية, ولا عذر في هذا الصراع لأحد؛ إذ لا منطقة وسطى تحتمل للمحايدين مكانا.
من الأهمية بمكان تنمية مشاعر الثقة بالله، واليقين بنصره، وفضيلة الصمود، وآثار النصر على المعتدين، وما ستحققه الأمة من وراء ذلك من مكاسب مرحلية واستراتيجية، والتركيز على فضح العدوان وأدواته، وشيوخ الضلال المفتين به، الذين سوّغوا هذه الجرائم العدوانية باسم الله الرحيم ضد عباد الله الأبرياء، واتهموهم صراحة بالمجوسية والكفر، وشتان بين وصفهم له كذلك، ووصف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم له بالإيمان والحكمة، ولشدّ ما انصرفوا كافأهم الله عن منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، (فماذا بعد الحق إلا الضلال).
هذا هو الجزء الأول من سلسلة (يمن الإيمان والحكمة) والتي هي خطب جمعة، في الصمود والنصر، والفقه والحكمة، في مواجهة الانخذال والهزيمة والعمى والتهرُّب من المسؤولية؛ ومن المهِمِّ تذكيرُ الخطيب بأهمية قراءة الخطبة قبل إلقائها وأن لا يكتفي بقراءة العنوان، وعليه أن يأخُذَ من الخطبة ما يناسِبُ وقتَه وزمانَه وموضوعَه، ومقامَه.
استكتبنا في سلسلة هذا الخطب مجموعة من الخطباء والكتاب، والشكر كل الشكر للجنود المجهولين، ممن خططوا، وتابعوا، وكتبوا، وراجعوا، ونقَّحوا، أسأل الله العظيم أن يكتب أجورهم، وأن ينفع بما كتبوه؛ إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدِنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين.
صنعاء – 20 ذي القعدة الحرام 1437هـ
لجنة الثقافة بالمجلس الزيدي الإسلامي
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 5806 مرات