بيان إدانة المجالس الإسلامية في اليمن منع النظام السعودي لفريضة الحج
بيان إدانة المجالس الإسلامية في اليمن منع النظام السعودي لفريضة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
تابعت المجالس الإسلامية في اليمن (المجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الشافعي الإسلامي، والمجلس الصوفي الإسلامي) منعَ النظام السعودي لفريضة الحج عامَنا هذا 1441هـ، وتعطيلَه لأبرز الفرائض الدينية، وأهم المشاعر المقدسة، وإزاء هذا الانحراف الخطير أوجزت المجالس الإسلامية موقفها في النقاط التالية:
أولا: تدين وتستنكر المجالس الإسلامية هذا المنع والتعطيل لشعيرة الحج المقدسة في هذا العام، وتعتبره صدًّا عن المسجد الحرام، وهو العصيان الذي توعّد الله عليه بالعذاب الأليم؛ قال تعالى: (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) [الأنفال:34]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج:25].
ثانيا: إن هذه الخطوة الانفرادية التي اتخذها النظام السعودي بدون تشاور مع العالم الإسلامي، تؤكّد أنه ليس مؤهَّلا لإدارة الحرمين الشريفين، ولا المشاعر المقدسة، لا سيما حين قرَّر هذه الخطوة بعد أن رفعت كثيرٌ من دول العالم قيودَ الحجر الصحي، وقد كان هناك وقتٌ كافٍ لترتيب إجراءات صحية مناسبة، واتخاذ بدائل عديدة تضمن تفادي انتشار فيروس كوفيد 19، بدلا عن المنع للحج والتعطيل لأعظم الفرائض الإسلامية، وكل ذلك يبين في أقل الأحوال الفشل الذريع في إدارة الأماكن المقدسة.
ثالثا: لا يوجد سبب يفسر تعطيل النظام السعودي للحج إلا أنه نظام يتنكر لفرائض الله، ويسارع إلى منع كل ما من شأنه أن يوحد المسلمين، ويغرس فيهم الشعور بالأمة الواحدة القوية والعزيزة؛ بدليل أنه إذا كان هناك من مُغتبطٍ من هذه الخطوة الخبيثة فهم الأمريكان والصهاينة، وقد شهد المسلمون كيف سعى ويسعى هؤلاء الأعداء إلى إفراغ الحج من محتواه ورسالته، وهاهم اليوم ينجحون في إفراغ الحرمين الشريفين من حجاج بيت الله، وهذا يؤكد الحقيقة التي نادي وينادي بها اليمنيون منذ سنوات، وهي أن آل سعود ليسوا أولياء للمسجد الحرام؛ لافتقادهم صفة التقوى، والله تعالى يقول: (وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [الأنفال:34].
رابعا: ليس غريبا أن يعتدي هذا النظام على الحج والحجيج، فطوال تاريخه المشؤوم، قتل كثيرا من الحجاج، وصدّ آخرين، وهاهم اليمنيون أقرب الناس إلى البيت الحرام ممنوعون من الحج لمدة خمس سنوات متتالية، وهناك شعوب أخرى وشخصيات وفئات لا يُسْمَحُ لهم بالحج؛ لأنهم اختلفوا سياسيا مع هذا النظام أو مع أوليائه الأمريكان، ولم يكفه تسييس الحج، بل قام بـ(سَعْوَدته) ثم (أمركته)؛ ولهذا ليس غريبا أن يأتي هذا العدوان الجديد على فريضة الحج متزامنا مع الذكرى المئوية الأولى لمذبحة الحجاج الكبرى، التي أزهق فيها أرواح ثلاثة آلاف حاج يمني، في تنومة وسدوان عام 1341هـ.
أخيرا: تدعو المجالس الإسلامية جميع الشعوب والمنظمات الإسلامية إلى إدانة هذا التعطيل والمنع، وإلى العمل على رفع يد الأمريكان والصهاينة عن المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، متمثلة في اليد السعودية، وتدعو المجالس إلى تدويل المشاعر المقدسة إسلاميا، وإشراك جميع الشعوب الإسلامية فيها، بما يضمن حصول كل مسلم في شرق الأرض وغربها على حقه في الحج والعمرة والزيارة بدون أي عراقيل ولا معوقات.
نصر الله الأمة، وجمع كلمتها على منهجه، وعزته، وكرامته.
صادر بصنعاء بتاريخ 3 ذي القعدة 1441هـ عن:
-المجلس الزيدي الإسلامي
-المجلس الشافعي الإسلامي
-المجلس الصوفي الإسلامي
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 843 مرة