من مسائل الطبريين .. للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ت298هـ)
من مسائل الطبريين .. للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ت298هـ)
مجموعة من مسائل الطبريين مقدمة إلى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، في أصول الدين وفروعه والتفسير والفرق والمذاهب، وتأتي أهميتها من حيث احتوائها على مسائل أصولية - في العدل والتوحيد - ذات خطر عظيم شغلت الفكر الإنساني قديماً وما زالت تشغله وهي:
- هل الله شيء أم لا شيء؟
- هل العالم قديم أم محدث؟
- هل العالم إلى زوال أم لا؟
- هل الآخرة أبقى؟
- لـِمَ خلق الله العالم؟
- لـِمَ خلق الله الخلق؟ ولـِمَ أُمروا؟ ولـِمَ نُهوا؟
- هل الله واحد؟
- هل يقدر الإنسان على فعل ما لا يريده الله؟
- هل الله يضل ويهدي من يشاء؟
- هل الله خلق الناس للاختلاف؟
- ما القرآن؟ وما اللوح؟
- هل الله جعل لكل نبي عدوا من المجرمين؟
- تفسير عدد من الآيات المتشابهات, وقد أجاب عن كل ذلك الإمام الهادي بما يكفي ويشفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
إضافة إلى تعريفات محكمة - من إمام كالهادي - للمصطلحات الدينية والمذهبية كتعريف:
- القدري من هو؟
- ومن الفاسق؟
- ومن المرجيء؟
- ومن المنافق؟
- ومن المشرك؟
- ومن المرتد؟
- ومن الحشوي؟
- ومن الإمامي؟
- ومن صاحب الحديث؟
- ومن الزنديق؟
- ومن الشيعي؟
- ومن الزيدي؟
وإنه لمن المفيد للفكر الإسلامي استكمال نشر تراث الأئمة الهادي والمرتضى والناصر وأئمة العدل والتوحيد عموماً؛ فالحاجة ملحة له "لكي تستقيم أمور حياتنا ونعوض ما فاتنا، ونصلح ما فسد سواء تم هذا الفساد بأيدينا أم بأيدي خصومنا" كما يقول الدكتور فيصل عون، و"لأن العدل والتوحيد أصل الإسلام، وقوام الدين، ولا يستقيم اعتقاد واحد منها إلا باعتقاد الآخر، ولم يضع الله عز وجل علم التوحيد والعدل عن مكلف من جميع الخلق" كما يقول الإمام الناصر أحمد.
وهو الإسلام حقيقة كما يقول الإمام الزمخشري؛ لقول الله تعالى: "{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران:19], جملة مستأنفة مؤكدة للجملة الأولى، فإن قلت: ما فائدة هذا التوكيد؟ قلت: فائدته أن قوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} توحيد، وقوله: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} تعديل، فإذا أردفه قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} فقد آذن أن الإسلام هو العدل والتوحيد، وهو الدين عند الله، وما عداه فليس عنده في شيء من الدين"، وقد عُلم للناس أجمعين ما عداه اليوم وأصبح عنواناً للخرافة والتخلف والجهل والعنف والإرهاب؛ لأن العقل والقرآن لا قيمة لهما فيه، والبديل التقليد الأعمى لفقهاء السوء وسلاطين الجور، وتحويل الدين من {رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} إلى نقمة للعالمين وللمسلمين بشكل خاص، وما تحدث من مجاز باسم هذا الدين في مختلف البلدان - بل يدمر اليمن اليوم باسم هذا الدين - لدليل على ذلك بل أصبح هذا الدين أو التصور للإسلام بخلاف العدل والتوحيد من أسباب الإلحاد.
حقق هذا النص ونشره الباحث القدير والمثابر المتألق الأستاذ الفاضل جمال الشامي حفظه الله
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 3039 مرة