كلمة في أسبوع: اليمن النبوية الخضراء في وجه الجاهلية الدموية الرعناء .. بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي
اليمن النبوية الخضراء في وجه الجاهلية الدموية الرعناء
بقلم: حمود عبدالله الأهنومي
تكتسي اليمن هذا الأسبوع حلة خضراء نبوية تمدُّ رواق أفراحها على مختلف ربوع وأرجاء اليمن، حتى على تلك المدن والقرى التي طالها الكِفْل الأكبر من غارات الجاهلية العدوانة السعودية الأمريكية، مبشِّرة أن البركة النبوية ستحل فيها عاجلا أو آجلا، ولا يمكن لمجرمي جاهلية اليوم أن يوقفوا زخم مولد الأمة اليمنية الذي يبدد ظلام جاهليتهم، ويمزق ديجورها.
اليمن تفرح بالمولد النبوي، وتقترب أكثر من نبيها لتحمل الطاقة الإيجابية للتحرُّك إلى مزيد من الإنجازات العظيمة في مضمار الفكر والأخلاق والعدة والإعداد والقوة والتمكين، اليمن تحتفل بالمولد النبوي لتبرهن أنها يمن الإيمان والحكمة، وشعب الأنصار الذين نصروا وآووا، لتبرهن أنها الأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لتبرهن أنها ماضية في تحملها منهاج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء رحمة لكل العالمين، لتبرهن أنها هي من تفضح الجاهلية التي تتلبّس في ثياب السنة النبوية.
لا يمكن للجاهلية الحديثة أن توقف هؤلاء اليمنيين أحفاد الأوس والخزرج عن التحرك الجاد نحو المنهاج النبوي الكريم، الذي يجددون في ذكرى المولد من كل عام العهد بمزيد من الارتباط والالتحام والقرب والمحبة، لا يمكنها أن توقف حركة الفكر البنّاء، ولا أن تصد سعيه الحثيث نحو حريته وكرامته، لا يمكنها أن توظف المتوحشين من أتباعها لخلق صورة أخرى مشوِّهة للإسلام تلبي رغبات الغرب والأمريكان والصهاينة، ولا يمكنها أبدا أن تمنعنا من الكرامة والعزة والتحرك صوب بناء الحضارة الإسلامية المكتملة في مختلف جوانبها الفكرية والروحية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتقنية؛ لأن ذلك هو ما يستفيده شعبنا الكريم من محطات الإسلام العظيمة وأيام الله الغراء فيه.
إنه اليمن الإسلامي وهو يتصدى للجاهلية الحديثة، الجاهلية الأخرى، التي ورد في الحديث الشريف أنها (أشد من الأولى)، ومصاديق ذلك أكثر من أن تعدد، فشدتها وتعمقها في العدوانية وكثافة شرها، وكثرة شرورها، وتعدد مظاهرها، وتطوراتها وتعقيداتها المختلفة وإمكاناتها الكثيرة تبيّن فعلا أنها جاهلية أشد من الأولى، فهل سألنا أنفسنا متى تشرق شمس مولدنا لتبدد ظلام هذه الجاهلية، متى نستطيع أن نعكس هذا النور النبوي الكريم كاملا لنستضيء به ونحن نخطُّ طريقنا نحو العلياء والمجد؟!
ظلّت الجاهلية السعودية الأمريكية الوهابية تضخ الكثير من الزيف والهراء الذي يبدِّع مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكادوا ينجحون في اليمن، فكانت تمر المناسبة باستحياء وخجل ومواربة، لكن الأمر اختلف بعد ظهور مسيرة الثقافة القرآنية، فقد أصبح 12 من ربيع الأول من كل عام، عيد الأعياد الدينية في اليمن، يذكّر أن اليمن لا زالت شعب الأنصار، وأنها براء من كل ما حاولت منابر التضليل الشيطانية الجاهلية أن تلحقه بها، وأنها ليست شرقية ولا غربية، بل هي اليمن المحمدية الإسلامية، وهاهو المولد النبوي من كل عام يتجذّر أكثر وتشرق أنواره كل عام ليحاصر الجاهليين وأبواقهم ودعاتهم ومنابرهم، فإما أن يحتفلوا مع المسلمين بالنبي الكريم، أو فليعلنوها صراحة جاهلية مدوية تستدعي أبا جهل، والمغيرة، وعتبة وأمية بن خلف، فتضيق ذرعا بمن امتن الله عليه بقوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك).
اليمنيون اليوم وهم يحتفلون بالمولد يسجّلون انتصارات متلاحقة وهامة في ميدان المواجهة مع هذه الجاهلية العدوانية فقوات جيشنا ولجاننا الشعبية تذكّرنا بمعركة بدر وأحد والأحزاب وخيبر، وحفيد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحفيد علي الكرار هو من يقود هذه المفاصلة الميدانية ضد هذه الجاهلية العدوانية الحديثة، يوما بعد آخر نتقدّم إلى الأمام في أشكال مختلفة من المواجهة والتطور والانتصار؛ الأمر الذي يشير إلى أن شعبنا الإسلامي المحمدي في طريقه إلى الانتصار المجلي والواضح والبين ضد الجاهلية الجهلاء والعدوان الأغبى والأقذر في تاريخ البشرية.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2644 مرة