ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ......حمود الأهنومي
ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
بقلم الأستاذ/ حمود عبدالله الأهنومي
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ منظر حركات التكفير القاعدة وداعش، ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ 1435 ﻫـ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺿﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻭﺳﺮﺩ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ، ﻳﺘﺒﻴﻦ - ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻬﻤﺔ - ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺫﻧﺐ ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺮﺍﺀ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ، ﻭﺗﻤﺮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻨﻜﻮﺙ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺩﺍﻋﺶ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺃﺳﺎﺅﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺧﻮﺍﺭﺝ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺤﻮﻥ ﻣﻨﺤﻰ ﺍﻟﻐﻠﻮ . ﻭﺣﺘﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻠﻘﺪﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﺼﺪُّﺭ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ( ﺍﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺢ ﻓﻲ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺬﺑﺢ ) ﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ – ﻭﺍﺭﺩٌ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺩﺍﻋﺶ ﻟﻤﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﻻ ﻟﺴﻠﻮﻛﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ، ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﺣﺎﻻﺕ ﺫﺑﺢٍ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﺮﻋﻴﺔ، ﻛﺤﻠﻖ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺝ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺫﺑﺢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺑﺮّﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺘﻨﺎﻗﺾ ﺣﺎﺩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻭﻣﻨﻀﺒﻄﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﺎﻷﻋﺪﺍﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺬﺑﺢ . ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ، ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪﻱ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2937 مرة