الشهادة حياة ....بقلم/ أمة الملك الخاشب
الشهادة حياة
بقلم/ أمة الملك الخاشب
عندما ترى بعينك أم الشهيد وهي تزغرد على جثمان فلذة كبدها، وتحمد الله على هذا الشرف العظيم وعند ما ترى أبا الشهيد يفتخر بولده، ويرفع رأسه عاليا بل ويصرح بأنه مستعد أن يبذل بقية أولاده ونفسه .. وعند ما نلاحظ أن كثير من أسر الشهداء يتصلون ويعاتبون القنوات إن لم تأت تغطي مراسيم زفة الشهيد الى جنان الخلد.. ويقولون لماذا تتجاهلوننا ؟؟؟
عندما ترش الرياحين والورود وترتدي أمهات وزوجات وأخوات الشهداء الملابس الخضراء ويشعرن بالفخر والفرحة وينزل الله تعالى على قلوبهم صبرا وقناعة للمكانة التي نالها الشهيد ،وعندما تلاحظ أنه حتى الأطفال والنساء يتمنون هذه المنزلة، ويهنئون أي شهيد والكل يتمنى لو كان مكانه ويسأل الله أن يصطفيه .. مثلما اصطفى الشهيد.
عندما تصبح هذه هي ثقافتنا بفضل الله تعالى، فالنصر سيكون حليفنا بإذن الله.
فكل يوم نقدم عشرات الشهداء ومن خيرة شبابنا، ونحن الخاسرون بفقدانهم لأننا نفقد عظماء أمثالهم ، ومثلما قال السيد حسين أن من أعظم نكبات الأمة أن تخسر عظماءها ..هم الفائزون ونحن الخاسرون، فعلينا جميعا استشعار المسئولية أمام الله تعالى لأننا جميعا سنسأل عن دماء شهدائنا الزكية؟ وسنسأل ماذا قدمنا؟ وهل عرفنا قيمة تضحياتهم ؟
عندما نسمع ونرى ونقرأ قصص الشهداء ندرك أن الشهادة اصطفاء ونجد أن وراء كل شهيد حكاية مؤثرة تجعلنا نخجل من أنفسنا ونخجل من الله أمام ما قدمه هؤلاء العظماء ونشعر أننا مهما عملنا ومهما قدمنا لن نصل الى ما وصلوا اليه..
فليتأمل أحدنا مثلا صور الشهداء التي تزدان بها الصفحات الالكترونية يوميا.. ونرى صورهم في كل حي وفي كل منطقة حتى في الجدران وفي السيارات.. سنقرأ ونلاحظ من تأمل نظراتهم وصورهم الايمان ونلاحظ أن أغلبهم شباب في عمر الزهور.
تركوا متاع الحياة الدنيا وزينتها تركوا زوجاتهم وأولادهم، وآبائهم وأمهاتهم وبيوتهم و أموالهم تركوا كل شيء واختاروا ما عند الله شوقا ولهفة فعلم الله بإخلاصهم فاختارهم عنده
هنيئا لهم مرافقة النبي وسيد الشهداء وهنيئا لأسرهم هنيئا لوالديهم.. هنيئا لكل أسرة قدمت شهيدا ،لأنها شاركت في صناعة النصر.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1728 مرة