في ذكرى الإمام التاسعة:.. المولى مجدالدين أمةٌ لوحده ..... بقلم / الحسين بن أحمد السراجي
في ذكرى الإمام التاسعة
المولى مجدالدين أمةٌ لوحده
بقلم / الحسين بن أحمد السراجي
ما أنا يا سيدي وما هي كلماتي ؟ أي وصف مهما كانت كلماته ثمينة ومهما بلغت عباراته قوة يمكن أن تحيط بمناقبك وجميل شمائلك وأنت إمام العصر ومجدد الدين ؟
أنا لا أتحدث عنك كرمز زيدي حيث يحلو للبعض حصرك وقصرك فأنا لا أراك إلا مرجعاً إسلامياً وقائداً أممياً ورمزاً إنسانياً لا تُقصر ولا تُحصر .
ما دون وصف ضرارٍ لجدك عليٍّ فيك فهو هباء .. فأنت للمديح أهلٌ وللغرام أهلٌ ولا غرو أن يقال إنك علي والحسين وزين العابدين وزيد .
لم يكن شخصاً عادياً ولا مجرد عالم من علماء الشريعة الذين انزووا في المساجد أو حصروا أنفسهم بين جنبات المنازل يتناولون الكتب ويرددون : قال مولانا عليه السلام .... إلخ .. كلا لم يكن كذلك فقد كان كإبراهيم (ع) أمة لوحده .
إنه فريد عصره وإمام زمانه , القائم بأمر الله ومحيي دين الله تعالى وسنة رسوله صلوات الله عليه وعلى آله الهداة الإمام المحدث مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي .. إنه علم الهدى ونبراس التقى من أحيا الله به علوم شريعته فأفاض على القلوب حياة الروح التي جاء دين الله لإحيائها وكان نبي الله يمثل أنموذجها .. إنه مجدد الدين الذي يبعثه الله في كل مائة عام ليجدد دينه .
إمام العصر .. ولا أبالغ إن قلت ما قاله سيدي ومولاي العلامة المجتهد الراحل حديثاً الحسن بن أحمد أبوعلي رضوان الله عليه وقد سمعته بأذنيّ أكثر من مرة وهو يقول عن المولى مجدالدين : أجزم موقناً أنه لم يكن يملك الإمام الهادي عليه السلام إلا ما يملكه سيدي مجدالدين .
هو والله كذلك فحين أبحث عن مواصفاته أجد فيه علياً (ع) في وصف ضرار بن ضمرة : فإنه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته .
غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، ومع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله .
هو والله كذلك وكيف لا يكون نسخة حيدرية وهو امتداد حيدر وحفيد حيدر وشبيه حيدر ؟
هو الإمام فحين تبتغي معرفة صفات الإمام ومناقبه فعليك به .. هو العالم الرباني وحين تبحث عن صفة الربانية في عالم تجدها قد تجلّت في شخصه .. حين تبحث عن علي فهو هو , وحين تبتغي السجاد فليس سواه , وحين تطلب زيداً فلن تحيد عنه , وحين يكون الهادي مقصودك فلن تبارح ساحته .
تتجلى فيه كل المناقب والفضائل وإليه ترجع السجايا والشمائل .
يجهل الكثير حقيقته لأنهم لم يعرفوه ولم يجالسوه ولم يعاشروه ولم يخالطوه ولم يتتلمذوا على يديه ولم ينهلوا أو يغترفوا من معينه .. ومن عرفه علم حجم الخسارة التي مُنيت بها الأمة يوم نبأ رحيله .
قسمه الشهير :
( قَسَمَاً بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيْرِ، قَسَمَاً يَعْلَمُ صِدْقَهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ أنْ لا غَرَضَ لَنَا وَلا هَوى غَيْرَ النُّزُولِ عِنْدَ حُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالْوُقُوفِ عَلَى مُقْتَضَى أَمْرِه ِ، وَأَنَّا لَو عَلِمْنَا الْحَقَّ فِي جَانِبِ أَقْصَى الْخَلِقِ مِنْ عَرَبِيٍّ أَوْ عَجَمِيِّ ، أَو قُرَشِيٍّ أَوْ حَبَشِيِّ لَقَبِلْنَاهُ مِنْه ُ، وَتَقَبَّلْنَاهُ عَنْه ُ، وَلَمَا أَنِفْنَا مِن اتِّبَاعِهِ ، وَلَكُنَّا مِنْ أَعْوَانِهِ عَلَيْهِ وَأَتْبَاعِهِ ، فَلْيَقُلِ النَّاظِرُ مَا شَاء َ، وَلا يُرَاقِبْ إلاَّ رَبَّهُ ، وَلا يَخْشَى إلاَّ ذَنْبَه ُ، فَالْحَكَمُ اللَّه ُ، والْمَوعِدُ الْقِيَامَة ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ).
سلام الله عليك يا سيدي فحروفي حيرى وقد عجزت عن أن تخط اليسير من حقك .. أعاضنا الله وجبر مصيبتنا بفقدك .
السبت 6 رمضان 1437ه الموافق 11 يونيو 2016م .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2130 مرة