الأساليب التربوية القرآنية - أ.عُلا الحوثي
الأساليب التربوية القرآنية
أ.عُلا الحوثي
القرآن دستور للأمة بما يحتويه من دروس، وأخبار، وقصص، وعبر، وحكم وموعظة، وعلوم ومعارف، وقواعد أخلاقية، وأصول تربوية، وتشريعية ما يجعل الإنسان يستغني عن كل النظريات البشرية القاصرة، وما نراه من قصور وخلل في الأساس التربوي ماهو إلا نتاج اتباع نظريات بشرية لم تفلح في أن ترتقي بالسلوك الإنساني بما يتناسب مع التكريم الإلهي للإنسان، وبما يناسب ما كلف به الإنسان من عمارة الأرض وإصلاحها.
والله سبحانه قد جعل في القرآن من الأساليب التي يتأثر بها الإنسان، ويستجيب لها عند مخاطبة عقله ما يغير قناعاته وأفكاره، وتقدم له البرهان والدليل لما له من وقع عظيم في نفوس المسلمين، ويتجلى الأثر التربوي في التغيير الجذري الذي يحدثه بما احتواه من أساليب وطرق إقناعية تثير العواطف والانفعالات، وتربي العقل والعاطفة، فهو بحر زاخر لنماذج التربية الراقية.
والتربية تستهدف تعديل السلوك الإنساني، وبناء الشخصية بناءً متكاملاً متوازياً، والسلوك الإنساني يحتاج إلى طاقة إيمانية تدفعه وتسمو به، والقرآن وضع منهاجا سلوكيا متكاملا يقوم على الإيمان الذي يتحقق بالسلوك الواقعي في الحياة، فالتربية التي جاء بها القرآن تربية شاملة متكاملة للعقل والنفس والروح والجسد.
وفي وقتنا الراهن ضعفت وسائل التربية السليمة في ظل الإعجاب بأساليب التربية الغربية، واختلفت أساليب التربية في أوساط المجتمعات الإسلامية العربية، كما ظهر الضعف في الأخذ بكتاب الله تعالى، والتمسك بتعاليمه، والقرآن الكريم حوى الكثير والكثير من الأساليب التربوية التي زكى بها النفس البشرية، وربى بها الحواس على الاستدلال، والعقل على الاستقراء، فيجب أن ننتقل من النظري القائم على الحفظ لمجرد الحفظ اللفظي إلى السعي للعمل والتطبيق لترسيخ روحانية وأخلاق القرآن؛ لتقوى أواصر العلاقات الاجتماعية بين المجتمعات، وتربو النفس الإنسانية، وتسمو روحها، وتتحقق الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع كرامة الإنسان التي كتبها الله له، فالتربية المقترنة على تعاليم القرآن فهماً وعملاً تربية تؤتي ثمارها اليانعة، وهي الحبل المتين الذي إذا ما تمسكت به الأجيال نشأت نشأة سليمة من الضلال والانحراف.
وقد أوجد القرآن أفضل الأساليب التي تعين على بناء الإنسان، وتفهم طبيعة الإنسان واحتياجاته فحث على إعمال العقل، وعاب تعطيله، ودعا للتفكر في الخلق، وأحوال الأمم و الكون، والمقارنة بين ما ينفع وما يضر، وقد أشعل في النفوس الترغيب والنصر والفوز، وألهبها بالترهيب والوعيد، وحاور الإنسان ليصل معه إلى مستوى الإقناع، وقدم الدليل والحجة وقرب الغيبي بضرب المثل والتشبيه وتبسيط الأمر، وإعطاء القدوة من الأنبياء والصالحين فقد احتوى القرآنُ الإنسانَ وتكوينه، بل قد احتوى الكون بوسعه.
وراعى خصائص الإنسان ولم ينظر إليه إلا بمنظار الواقعية الشاملة لكل خصائصه الإنسانية العقلية والجسمية والنفسية، ولأن العقول متفاوتة بين الناس وقابلة للتطور والارتقاء نجد في آيات القرآن ما يحث على التفكير والتأمل والتدبر والموازنة، ونجدها في كثير من الآيات، يقول سبحانه: «يتدبرون» «يعقلون» «يتفكرون» فاهتمام القرآن بالقدرات العقلية لدى الإنسان وتطويرها لأجل الارتقاء والتقدم، وتحريرعقل الإنسان من جميع المعتقدات التي لا تتناسب مع ما كرمه الله به، وحثه على ترك التقليد والاستعانة بالعقل في تحديد موقفه من القضايا يقول سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }ومع أن القرآن يؤكد على إعمال العقل في التعامل والبحث والتفكر للحصول على المعرفة والحقائق إلا أن واقعنا اليوم نجده متأخرا علميا وإبداعيا، ومرجع ذلك التأخر هو إهمال التربية العقلية وتهميشها، بل وتفشي مرض الخرافة والخيال واستحالة التقدم والاختراع.
والله سبحانه عالم باحتياجات البشرية فراعى تكوين الإنسان الروحي والجسدي، واحتياجاته الدنيوية والأخروية، وجعل من التربية القرآنية ما يتوازن مع الإنسان عقليا وجسديا وروحيا وبدنيا ونفسيا؛ لينشأ إنسانا متكاملا مقدما له كل المعالجات التي تؤهله بأن يمارس متطلبات وجوده بثقة وطمأنينة.
و الإنسان مجبول على التدرج في القبول والاقتناع؛ لذلك استخدم القرآن الكريم هذا الأسلوب في تربية الإنسان سواء أكانت تربية إيمانية تفتح آفاق الفكر وتنمي القدرة على الربط والتحليل، وتصل بالإنسان إلى العلم الذي علمه الله له، والذي يقود إلى معرفة الحق وتهيئته بأن يكون إنسانا مثاليا .
و ربى النفس البشرية ،بوضع الخطوط العريضة على الأمراض التي تصيب النفوس وتعطب الأرواح وتميت القلوب وشخص لها الدواء، الذي يجعل الإنسان يتحلى بالثقة بالله والتي تنعكس على جوانب حياته، فالسعادة هي المسعى الذي يسعى إليه الإنسان باتباع نهج الله المنزل في كتابه بالذكر والتدبر يقول الله سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
والفجوات النفسية التي يصاب بها الإنسان من قلق وخوف وعدم استقرار منشؤها قلة الإدراك التي تؤرق عقله في فهم معاني الحياة، لكن المؤمن يعلم يقينا أنه دائما بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته.
ولعل من أنجح الوسائل في التربية وأجداها نفعا هو اتخاذ القدوة الحسنة؛ لأنها تترجم سلوكا وتصرفات ومشاعر ومبادئ وأفكاراً، وتجدب الحياة إن خلت من القدوة الحسنة؛ لذلك أكد القرآن الكريم على اتخاذ القدوة الصالحة والاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. وما أشد الحاجة للقدوة الحسنة وخاصة لأبنائنا في سنوات العمر الأولى والتي تتمثل في والديه اللذين يشكلان حياته، ويؤثران في سلوكه يقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : « مامن مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه ويمجسانه».
كذلك الموعظة لها دور كبير في التأثير على النفس البشرية، وقد أشار القرآن إلى هذا الأسلوب في مواضع كثيرة يقول سبحانه: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ولابد من اجتماع القدوة الحسنة مع الموعظة لتكون أثارها أعظم وأقوى، ومن أبرز ماجاء في القرآن على أهمية أسلوب الموعظة ماجاء في موعظة لقمان قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
وقوله تعالى: { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ* يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } والنفس بطبيعتها ميالة لما يستثيرها ويجذبها، فأورد القرآن الكريم أسلوبا تربويا فعالا مشوقا يحدث أثره في النفس ويجذبها، وقد تمثلت في القصة؛ ليحقق أهدافه بالإبلاغ والتوجيه حيث ساق القرآن قصصا كثيرة للأنبياء، وغيرها من القصص؛ ليبرز الدور التربوي في هذه القصص في التفكر والنظر والاستقراء ، كما أن الاعتماد على قصص القرآن يثير في النفس الشعور بالمتعة إن صدرت عن الحكيم الخبير ببواطن النفس حين يصيغ القصص القرآني بما يتلائم والمستوى الفكري للمتعلمين لتحقق ثمارها اليانعة.
ولا تزال هذه القصص القرآنية ميدانا رحبا للتربية واستنباط الأهداف منها، وللتأمل والتفكير يقول سبحانه: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، ومن أهم معطيات القصة في القرآن الأخلاق الحميدة وإيجاد القدوة، وقد جاء في غير موضع من القرآن الاقتداء بالأنبياء، يقول تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}
ومن أهداف القصص التفكر والاعتبار والتدبر والتأمل ، فالتأمل من نوازع الفطرة وكوامن الغريزة، وقد اعتنى القرآن بهذه الغريزة وأعطاها حقها بل ودفع الإنسان إلى التأمل والتفكر؛ لينطبع في عقله الحكمة والنظام والترابط ، فصور له الكون المنتظم بمظاهره؛ ليزيد من اليقين والإيمان يقول سبحانه: {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
ومع اختلاف طبائع البشرية لم يستو الناس فمنهم من تفلح معه القدوة، ومنهم من ينتفع بالموعظة، ومنهم بالقصة وقسم آخر لابد له من الترغيب أوالترهيب، وقد حفل القرآن بالآيات التي تحمل في ثناياها الثواب وأخرى تحمل العقاب، يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وفي مجال الترهيب يقول سبحانه وتعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
وقد استخدم القرآن أسلوب التربية بالترغيب والترهيب في عدة مجالات منها الدعوة إلى الأخلاق بذكر ما يترتب على الخلق من مفاسد، قال تعالى {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }
ومن الوسائل التي تجعل ذهن المتعلم متقدا حاضر البديهة وتعلمه إيصال المعلومة وعرضها واستثمارها والتفاعل معها، وسيلة ضرب الأمثلة الذي ساقه القرآن ليستفاد منه في التذكير والحث والوعظ والزجر وترتيب المراد للعقل إذ يميل الإنسان إلى تغليب عقله وهو بذلك يميل إلى تجسيد التصورات، وإحالة الخيال لما يعرفه ويدركه ويقوم المثل بتحويل الكلمة الى صورة مجسدة وفي هذا الأسلوب تأثير على النفس البشرية مما يؤدي إلى التذكير والوعظ والتقرير والزجر والاعتبار وتقريب المراد للعقل، وبالتالي تعين المربين على الوصول إلى الهدف المنشود من التربية، يقول تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } و للمثل قدرة على تصوير المعنى المجرد إلى صورة المحسوس ويوقظ الإحساس في القلب ويحرك المشاعرويؤثرتأثيرا مستداما؛ لأنه يعتمد على عنصر الامتاع ويذلل صعوبات الفهم والإدراك ومن ذلك يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}
وضرب الأمثال يرفع قيمة الشيء المعنوي ويعتز الناس بفعله يقول تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
إلا أن الاتزان والاعتدال في كل الأمور من أساليب التربية الواردة حيث جاءت آيات كثيرة تشير إلى الاعتدال والتوازن، وتعمل التربية القرآنية على تحقيق الاعتدال والتوازن يقول تعالى:{َلا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
والاعتدال يوطن النفس على التأمل للأمور والحكم الصحيح، وتقيه من مغبة العجلة، يقول تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
فالشمولية والتوازن الذي شملته التربية القرآنية تلبي رغبات التربية الإنسانية وتبتعد عن الاختلالات التي تخترق الأساليب التربوية، فهذه الأساليب وغيرها الكثير المستنبطة من الكتاب الحكيم استوفت حاجات النفوس ورغباتها ونزعاتها مما جعل من التربية القرآنية تؤتي ثمارها كلما أقبل الإنسان على كتاب الله بتطبيق أساليبه وأسسه .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2581 مرة