يمانيون جنوبيون للإيجار....بقلم / أ٠د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
يمانيون جنوبيون للإيجار
بقلم / ا٠د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بهذا العنوان المُستَفز الصادم عَنْوَن العديد من الصحفيين اليمنيين والعرب والمهتمين بنقل الاخبار عبر وسائل الاعلام المختلفة، وشبكات التواصل الاجتماعي موضوعاتهم لهذا الأسبوع، لكن ما هي أصل الحكاية والموضوع وهل هي مسألة عابرة أم هي قضية تستحق الالتفاتة وربما تحولت الى قضية رأي عام في في الجمهورية اليمنية والمحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص؟
فأصل الحكاية تتمحور في الآتي : –
ان قيادات عليا في ماتُسمى ( بالمقاومة الجنوبية ) للحراك الجنوبي في عدن ولحج وأبين إتصلت وتواصلت همساً مع قيادات وسطية وسفلى للحراك، طلبوا منهم تسجيل عدد من الشباب من هذه المحافظات كمجندين او متطوعين للعمل برواتب مُغرية وبالريال السعودي للدفاع عن الحدود الجنوبية للملكة السعودية اي الدفاع عن نجران وجيزان والربوعة وعسير، ولكن الخبر انتشر سريعاً كالنار في الهشيم كما يقولون ليتحول الى خبر واسع الانتشار بالصوت والصورة والمقال، هكذا تسربت الحكاية بفصولها المُعلنة.
ومنذ انتشار خبر البدء بالتسجيل لهؤلاء الشباب ( المُغرر بهم ) انقسم الرأي العام في اليمن عموماً وعدن بشكل خاص في محاولة من هؤلاء المُجتهدين والمتابعين لتفسير هذا الحدث المزلزل، فجزء من هؤلاء يبرر ذلك بسبب العوز الشديد والفقر المُدقع الذي حل في هذه المحافظات جراء الحرب الداخلية والعدوان الخارجي، وذهب البعض الآخر الى انه التزام أدبي وربما مكتوب من قيادات الحراك الجنوبي السلمي والمسلح برد الجميل للملكة السعودية والإمارات وبقية حلف العدوان على اليمن الذي (حرر) عدن وعدد من المحافظات الجنوبية والشرقية من قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية، وذهب المحايدون في التفسير الى منطق الأشياء بقولهم في كتاباتهم ان هذه خيانة كُبرى من (القيادات الحراكية) باستغلال حاجة الشباب المادية وقذفهم الى جحيم حرب طويلة وتحويلهم الى مرتزقة مستأجرين للقتال نيابة عن الجيش السعودي الفار من المعارك الحدودية، وهذا العمل كُوفئت القيادات الحراكية بمكافآت مُغرية مقابل ما انجزوه من عمل قذر.
بل ويذهب الخُبثاء في التفسير الى تشبيه ما يحدث اليوم من تجنيد في عدن بما كان يحدث في عام 1979م، حينما أُعلن النفير العام في عدد من الأقطار العربية والإسلامية بطلب تجنيد الشباب العربي المسلم للجهاد في سبيل الله، ومقاتلة العدو الملحد وهم طلائع الجيش الأحمر السوفيتي السابق في جمهورية أفغانستان، وقام الاخوان المسلمون في اليمن وبقية الأقطار العربية والإسلامية بالدور الحاسم في حشد الشباب وتحفيز طاقاتهم، وتجنيدهم لمقاتلة الملحدين السوفييت في افغانستان، والتي لا زالت بصمات (الأخوان، والسي آي إيه) ظاهرة للجميع في كل الجهات الأربع للكرة الارضيّة.
ان ماحدث من تسجيل وترحيل الى الموانئ الإفريقية لهؤلاء الشباب قد شكل صدمة للمواطنيين اليمنيين وبالذات في عدن والمحافظات المجاورة، ودعونا نفسر ونستعرض الحدث في الآتي :
اولاً:
ان القادات السياسية الحركية ( الجنوبية )التي تقوم بمهمة تسجيل ابنائنا من هذه المحافظات للزج بهم في حرب قذره للدفاع عن أراضي دولة معادية لهو عمل غير اخلاقي وسيعرضون انفسهم لعقوبة القانون اليمني والدولي، إذ تحرم المواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولي هذا التصرف والسلوك، وسيكونون عُرضة للمحاسبة القانونية باعتبارهم تجار حرب من الطراز الاول٠
ثانياً :
ان الغالبية العظمى من هذه القيادات الحراكية الجنوبية الجاثمة على السلطة اليوم في المحافظات الجنوبية ذات منشأة فكري يساري شمولي متطرف، مع العلم انهم قد شغلواالساحة اليمنية بضجيج إعلامي لا تضاهيه دعاية إعلامية اخرى حول فكرة ( القيم الوطنية التحررية لجنوب اليمن ) في الأيام الخوالي في زمن التشطير، ولانهم بعد ذلك تبنوا فكرة السياسة والثقافة المبنية على القواعد الشطرية الانفصالية المسيجة بحالة الكراهية العمياء للخصم التي قادت حامل هذه الفكرة الى اخطاء كبيرة واستراتيجية بحق اليمن، هؤلاء حينما يقابلون التحديات والازمات الوطنية الكبرى، نجدهم يفقدون صوابهم، ويضيعون بوصلة الاتجاه الوطني والديني والاخلاقي وحتى الإنساني ، ويعتمدون لضيق فكرهم ولقصر نظرتهم السياسية بالحياة الى استلهام النظريات العتيقة كنظرية كتاب الامير لميكافيلي، بان الغاية تبررها الوسيلة، ولهذا تجد ان قراراتهم إرتجالية،وسلوكهم غير سوي ويفتقرون لرصانة العقل في التعاطي مع التحديات الاجتماعية الموضوعية، وليس ادل على ذلك الجنون إلا اتخاذهم لقرارات طرد العمال اليمنيين من أبناء تعز وإب من عدن على سبيل المثال، ونهب ممتلكات المواطنيين بحجج غير قانونية ولا شرعية ولا اخلاقية، القيام بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية المُتطرفة لأسباب مرحلية تكتيكية، ومنع تعاطي القات في أحياء عدن، وليس آخر الجرائم القاتلة هو تجنيد الشباب وتحويلهم الى مرتزقة مأجورين.
ثالثاً :
السعودية ارادت من وراء الإيعاز بتجنيد الشباب اليمنيين في عدن التعتيم على مسائلة أخرى تتعلق بنقل التنظيمات الإرهابية ( كالقاعدة وداعش ) التي تم الاتفاق على اخراجها شكلياً من مدينتي زنجبار وجعار بابين وقبلها من حضرموت وشبوه، ونقلهم عبر اكثر من وسيلة ترحيل الى جنوب المملكة السعودية لمقاتلة الجيش اليمني هناك ٠
رابعاً :
دعوة مخلصة للأهالي والاسر العدنية تحديداً ان تنصح وتمنع ابناءها كي لا يذهبوا بعيداً في هذه الطريق التي ستقودهم حتماً الى مصير مجهول، كون قيادات ( المقاومة الجنوبية الكاذبة ) يقومون بإغراء وإغواء الشباب للذهاب بأرجلهم الى الهاوية، فهذه الجبهات تشتعل ناراً وبراكيناً مستعرةً تحت أقدام الجيش السعودي ( المغوار )، الذين يولون الدبر ويتركون وراءهم عدتهم وعتادهم وحتى صحون ودسوت الطبخ، فكيف الحال بإرسال شباب فتيان غير مدربين ولا مؤهلين لجبهات مشتعلة كجبهة نجران والربوعه وعسير، وان الإختباء خلف موضوع الحاجة والفقر ليس مبرراً للذهاب بأرجلهم الى جهنم وبئس المصير، اي ان التبرير هنا ليس له أساس،، لا أخلاقي ولا ديني ولا انساني.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1103 مرات