انهم الاخوان ..فلا تستغربوا ..بقلم/ محمد المنصور
انهم الاخوان ..فلا تستغربوا
بقلم/ محمد المنصور
منذ ان وجدت جماعة الإخوان المسلمين في اوائل ثلاثينات القرن الماضي بمدينة الاسماعيلية بمصر خلال الحكم اﻻستعماري البريطاني فقد عرف عنها الباطنية السياسية فهي تظهر عكس ما تبطن ، تماليئ الطغاة والمستعمرين ، وعلى استعداد تام لتقديم خدماتها لمن يضمن انتشارها وتوسعها على حساب القوى السياسية اﻷخرى ، تميل الى العنف ومنذ نشأتها في مصر أنشأت لها البنى اﻻقتصادية والمالية الخاصة والجمعيات الخيرية ، وانشات لنفسها النقابات والاتحادات الرياضية والاجهزة الاعلامية والتربوية الخاصة والجهاز العسكري واﻷمني الخاص لحماية لتصفية الخصوم والانقضاض على السلطة .
اصطدم اﻻخوان بمعظم الحكومات والانظمة العربية المناوئة للهيمنة اﻻمريكية ، كما وجدوا في اﻷنظمة العربية الملكية الخليجية تحديدا ، وعواصم اﻻستعمار في الغرب وامريكا الملاذ اﻻمن للنشاط والحركة والاستثمار والنشاط السياسي والتنظيمي والاعلامي وحبك المؤامرات بقيادة التنظيم العالمي للاخوان المسلمين . ،
في 17فبراير1948 دفعت بريطانيا والسعودية بالاخوان المسلمين الى اغتيال اﻻمام يحي حميد الدين ، في محاولة فاشلة ﻻقامة حكم الجماعة في اليمن الذي كان يحتل اهمية خاصة لدى مؤسس الجماعة حسن البنا ، ومكانا مثاليا جغرافياً واستراتيجيا لممارسة نشاط التنظيم الذي اتخذ من شعار اعادة الخلافة الإسلامية منطلقا للعمل والحركة والتعبئة .
نشأة الجماعة تزامن مع قيام الدولة السعودية بمساعدة استعمارية بريطانية - امريكية فيما بعد - وحصل بينهما تعاون وتنسيق تام في حياة حسن البناء وبعد رحيله ، تحت مظلة المشروع اﻻستعماري الغربي وعلى قاعدة المذهب الوهابي ونزعته التوسعية التكفيرية الالغائية للآخرين .
في اليمن لعب اﻻخوان دور المطية للوهابية التكفيرية السعودية التي سعت لتدمير هوية الشعب اليمني وخصوصيته الحضارية وموروثه الديني المتعايش المتسامح .
وطيلة حكم علي عبدالله صالح سعى اﻻخوان الى تثبيت ركائز المشروع السعودي الاستعماري لليمن ، فكانت المعاهد العلمية والدينية وجامعة اﻻيمان وغيرها بمثابة محاضن للتكفيريين الذين تم تصديرهم لخوض صراعات امريكا والسعودية في افغانستان والشيشان والصومال ، وكانت اليمن بمثابة قاعدة إيواء وتدريب للتكفيريين من مصر وسورية والجزائر وليبيا وغيرها ومنطلق لتنفيذ اﻷعمال اﻻرهابية في مصر وسوريا وغيرهما طيلة الثمانينات والتسعينات ، وبعد احداث 11سبتمبر 2001 في نيويورك وبسبب الدور المشبوه للاخوان والتكفيريين في تلك اﻻحداث قبل نظام على صالح التضحية بالسيادة والاستقلال اليمني لكي يحمي نفسه وسلطته وعلي محسن واﻻخوان واﻻرهابيين ، فرضخ للشروط اﻷمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية الامريكية واصبحت اليمن بمثابة مستعمرة امريكية سعودية .
وقف اﻻخوان موقف المؤيد والمبارك للتدخلات اﻻمريكية المباشرة في الشأن اليمني ، ودعموا وبقوة التواجد اﻻمريكي العسكري واﻷمني وقتل اليمنيين عبر الطائرات الموجهه وما سمي بالحرب على اﻻرهاب .
وحينما بدا الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي انطلاقة مسيرته القرآنية التوعوية بخطورة الهيمنة اﻻمريكية والصهيونية على اليمن واﻷمة كان اﻻخوان وجهازهم اﻷمني واﻻعﻻمي في طليعة المحرضين للداخل والخارج السعودي الخليجي واﻻمريكي ، وقاموا بتوظيف الجيش وكل اجهزة الدولة في حروبهم الظالمة على محافظة صعدة ، وممارسة شتى انواع اﻻضطهاد واﻻجرام اﻻرهابي المادي والمعنوي من قتل وسجن ومحاكمات وحرمان من الوظيفة العامة وغيرها من اﻻساليب بحق المنتمين للمسيرة القرآنية والتيار الزيدي والناشطين السياسين ودعاة حقوق اﻻنسان والدعاة ورجال القضاء الخ .
ولم تتوقف مؤامرات وجرائم اﻻخوان ضد اليمن وابنائه بانتهاء حروب صعدة رسميا في العام 2009 م بل انهم اشعلوا الحروب والفتن واﻻثارات الطائفية والعنصرية والمناطقية منذ ذلك الحين للحيلولة دون نجاح ثورة 11فبراير2011م ومشاركة أنصارالله والحراك السياسي عبر فرض المبادرة الخليجية والاستيلاء على السلطة وتجييرها لمشروعهم اﻻرهابي اﻻقصائي .
أدت الحروب التي خاضها اﻻخوان وقواهم القبلية والعسكرية ضد أنصارالله بمباركة سعودية امريكية طيلة الفترة اﻻنتقالية وعلى رأسها عبدربه منصور هادي الى انكشاف مشروعهم التدميري اﻻستعماري الداعشي لليمن ، فكانت النتيجة سقوط المشروع وأدواته في ثورة 21سبتمب وتحرر اﻻرادة الوطنية من الهيمنة السعودية الامريكية وخروجهم من جديد مع هادي الى دائرة التآمر على اليمن وثورة 21سبتمبر .
ويمثل العدوان تحالف السعودي اﻻمريكي العربي على اليمن ذروة فشل المؤامرات والحروب اﻻجرامية التي خاضها اﻻخوان
الدواعش طيلة الفترة الماضية...، ولا يعني تأييد اخوان اليمن الصريح للعدوان السعودي سوى اﻻستمرار في نفس الخط التآمري على اليمن واليمنيين لحساب العدو ، ما يجعل من هزيمة العدوان وأدواته استحقاق يمني وطني اسلامي بامتياز .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1789 مرة