أوقفوا الوهابية والصهيونية قبل أن يتحول تاريخ الإسلام الى أسطورة...بقلم/منيب السائح
أوقفوا الوهابية والصهيونية قبل أن يتحول تاريخ الإسلام الى أسطورة
بقلم/منيب السائح / "شفقنا"
ليس هناك من يأخذ على محمل الجد ، المواقف السياسية وحتى الدينية المعلنة من جانب السعودية ازاء ما تقترفه “داعش” والجماعات التكفيرية ، في العراق وسوريا وباقي الدول الاخرى ، فالجرائم التي ترتكب اليوم في هذه الدول ، قد ارتكبها مؤسسو المملكة السعودية قبل قرن واكثر من الزمن ، بحق الاسلام والمسلمين والتراث الاسلامي ، مع فارق واضح وهو ان جرائم مؤسسي المملكة لم توثق بالصوت والصورة ، كما توثق “داعش” جرائمها.
من الاسباب المهمة التي تجعل الاخرين لا يثقون بما تقوله السعودية في العلن بحق “داعش” ، هي ان السعودية و “داعش” وكل الجماعات التكفيرية بمختلف عناوينها ، تحمل “الوهابية” كعقيدة ، تنطلق منها في تعاملها مع المسلمين وتاريخ الاسلام والاخر بشكل عام ، لذلك من المستحيل ان تجد في داخل السعودية من ينتقد “داعش” بينما هو يؤمن حقا بالوهابية كعقيدة ، لذلك و وفقا لاستطلاعات الراي التي جرت مؤخرا في السعودية ، نرى ان غالبية الشعب السعودي تؤيد “داعش” ، وترى في ممارساتها الهمجية بانها الاقرب الى الاسلام “الصحيح”.
وما زاد من صدقية هذه الاستطلاعات ، وجود كل هذا الدعم المالي القادم من السعودية للجماعات التكفيرية في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها ، وكذلك وجود الالاف من الشباب السعودي في الجماعات التكفيرية ومنها “داعش” ، حيث يتبوؤن مناصب عليا في هذه التنظيمات ، واغلب انتحاريي الجماعات التكفير هم من السعوديين ، وقد اثبتت احداث اليمن وسيطرة التكفيريين من القاعدة و “داعش” على محافظات اليمن وحضرموت وباقي المحافظات الجنوبية ، حقيقة التحالف بين السعودية ، بوصفها الوطن الام للوهابية ، وبين الجماعات التكفيرية ، بوصفها الابناء الذين خرجوا من هذا الرحم.
اذا ما تجاوزنا القتل والذبح والسبي والصلب والنهب ، وهو من وجوه التشابه المألوفة بين ممارسات مؤسسي المملكة الوهابية السعودية ، وبين “داعش” والقاعدة والجماعات التكفيرية ، فمن الضروري ان نقف امام احد اهم وجوه التشابه بين الاثنين ، وهو العداء الذي لا يوصف للسعودية الوهابية و”داعش” والجماعات الوهابية الاخرى للتراث الانساني وخاصة التراث الاسلامي ، فهو اعداء يتجاوز كل حدود المعقول.
المجزرة الكبرى والمستمرة للوهابية ضد التراث الاسلامي في جزيرة العرب وخاصة في مكة والمدينة ، تجاوز نسبة ال90 بالمائة واكثر ، فلم يبق من تراث الاسلام في مكة المكرمة الا الكعبة المشرفة ، وفي المدينة الا قبر النبي (ص) ، حيث تم محو كل التراث الاسلامي ، تحت ذريعة محاربة الشرك سابقا ، وتحت ذريعة تطوير الحرمين المكي والنبوي.
الملفت ان الوهابية التي تعلن حربا لا هوادة فيها ضد كل معلم اسلامي ، تحت ذريعة محاربة الشرك ، نراها تؤيد كل المعالم التي اخذت ترتفع في مكة والمدينة لتخليد ملوك وامراء ال سعود ، حتى اصبحت الكعبة المشرفة نقطة في بحر كل تلك الكتل الاسمنتية التي تحيط بها ، والتي بنيت على اقدس مقدسات المسلمين ، وتحمل اسماء فلان وعلان من ابناء واشقاء واحفاد عبد العزيز.
اما التراث الاسلامي الذي يقع خارج الجزيرة العربية ، وخارج سيطرة ال سعود ، كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا ووغيرها من الدول الاخرى ، فقد تولت مهمة محوها “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى ، والتي لم ترحم ، كما الوهابية الاولى ، حتى قبور الانبياء والاولياء والصحابة الاجلاء ، فنبشتها واخرجت عظامها ، في هجمة في غاية الخطورة تستهدف محو التاريخ الاسلامي من الارض ومن ثم من وجدان الانسان العربي والمسلم ، لتسهيل عملية غسل دماغه وترويضه ، بعد ان تم تجريده من كل شيء ، يمكن ان يشده الى جذوره ، ويشعره بتميزه وشخصيته المستقلة.
الملفت ايضا ان الصهيونية ، التي تعتبر صنو الوهابية ، في معاداتها للتراث الاسلامي والعمل على محو هذا التراث من فوق الارض ، نراها تجهد ليل نهار على اختلاق تاريخ وتراث مزيفين ، يمكن ان يعضدا نظرياتها المزعومة في ارض فلسطين ، من خلال محاولاتها المحمومة في هدم المسجد الاقصى ، بحجة البحث عن هيكل مزعوم لا يوجد الا في عتاة الصهيونية.
يبدو واضحا من خلال ما تقدم ، ان الوهابية والصهيونية ، يعملان كمعولين لهدم التراث الاسلامي ، وبناء تراث وهابي وصهيوني مزيف ، في اقدس بقعتين على الارض في جزيرة العرب وفلسطين ، وهو ما يتطلب وقفة مسؤولة من النخب العربية والاسلامية ، وخاصة تلك التي لم تبع شرف الكلمة لحفنة من الدولارات النفطية الوسخة ، وتلك التي لم تخش الهيمنة الصهيونية على وسائل الاعلام ، ان تعلن وبصوت عال ، عبر عقد المؤتمرات والندوات في الجامعات والمراكز العلمية والبحثية ، وعبر وسائل الاعلام ، ان الاسلام وتراث وتاريخ الاسلام في خطر ، وعليهم ان يقفوا في وجه الوهابية والصهيونية ، ويعروا مخططاتهم ، قبل ان يتحول تاريخ الاسلام الى اسطورة.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1175 مرة