من فتنة صنعاء إلى ضجة حجور.. عبدالملك الحوثي والذين معه (3)...بقلم/ إبراهيم سنجاب
نعم أدى الزعكري بحماقته ما عليه ضمن مخطط اختلاق معارك صغيرة في مناطق أنصار الله يضخمها إعلام العربية وسكاي نيوز ويروج لها أسوأ من أنجبت اليمن من النخبة الفارة في العواصم على وسائل التواصل, ثم فليذهب إلى ثلاجة الفورمالين من ارتكب حماقة الضجة .
حتى تفهم ما يجري في اليمن – له وعليه – يجب أن ترد الشيء إلى أصله كما يقول المعماريون عند ترميم الطرق والمباني والآثار, ففي الشوارع مثلا يطلق المصطلح إعادة الشيء إلى أصله بمعنى إعادة رصفها بعد عمليات الحفر لتوصيل مواسير مياه أو مجاري أو خطوط غاز وما شابه .
والمقصود هنا في الحالة اليمنية أنه جرى زلزال كبير في العام 2011 انتهى بإسقاط نظام فاسد لم يقدم لليمن على مدى ثلاثة وثلاثين عاما إلا ما ورثته الأنظمة العربية المستبدة من سنوات الاحتلال الإنجليزي (فرق تسد) فظل الساحر يقفز على رؤوس الأفاعي إلى أن التهمته واحدة منهن، ولم يترك خلفه إلا مخزونا ضخما من الثعابين المعبأة في أشولة وشكائر وأكياس بلاستيك صغيرة, يحاول الصغير منها أن ينتهز الفرصة ليرتزق ويكبر ثم يتضخم ملتهما كل ما يقابله من خيرات بلاده يعبئها ثم ينقلها لبلد آخر أكثر استقرارا, يذهب إليه فيسب في اليمن الفقير واليمنيين المتخلفين, ويعود إلى اليمن فينشد – وسيبقى نبض قلبي يمنيا – على هذا تعودنا..
كثيرة هي المؤامرات والدسائس والفتن ويبدو أن الغباء كما يقال (له ناسه)، وما بين فتنة صالح في صنعاء وضجيج والزعكري في حجور الكثير من المتشابهات وغير القليل من المسببات .
في الأسبوع الأول من ديسمبر 2017 خرج الحليف علي صالح الذي كان يوشك على إنهاء حياته كبطل قومي يدافع عن أرضه وعرضه رافضا للعدوان على بلاده, ففض الشراكة مع جماعة أنصار الله، ليس ذلك فقط ولكنه دعا للخروج عليهم وعدم رفد الجبهات وطالب بثورة شعبية ضد الحوثي.
دعوة صالح لم تأت من فراغ وقد كان شريكا متشاكسا منذ اللحظة الأولى, انتظر اللحظة التي قد تكون مناسبة ليمارس هوايته (الساحر), تدعمه الوعود التي حصل عليها من المرتزقة والخونة, وبينما هو يخرج المنديل من جيبه ليطلق منه عصافير ملونة وأفاعي, فإذا بعصا تتحول إلى أفعى غليظة تلتقمه هو شخصيا .
أسوأ من أنجبت اليمن هم مخزون عفاش الذي كان يعجبه ويتفاخر به ويعتبرهم خبزه وعجينه, وأحقرهم هم هؤلاء الذين فروا إلى العواصم يؤججون نيران الحقد في بلدهم عن بعد، بينما هم وأولادهم وأموالهم ونزواتهم في الغربة يسيحون يتخذونها وطنا ومنها يبثون نيران الحقد والغل والكراهية عبر صفحات التواصل، لا فرق بين وزير وحقير منهم إلا في أعداد المتابعين, ولا يعنيهم إن كان التعقيب على منشوراتهم باللعن أو بالسب, فالمهم هو عدد المتابعين وعليهم يرزقون!!.
هذا المخزون هو الذي قتل الزعكري أبو مسلم, الذي عاش دور الخراساني لعدة أيام فاعتقد أنه جيفارا, وبنفس الخطوات الغبية سقط في الفخ، واغتر فلم ينظر خلفه ليرى مصير من يستقوون بشرعية الفنادق وتحالف الشر، ولم ينظر تحت قدميه ليعرف أنه مجرد بلطجي تقوى قلبه بمنشورات وتغريدات مخزون عفاش الآمنين في الخارج والآخرين الخلايا النائمة في الداخل, فشرب الكأس حتى نهايته وحفظت جثته في الفورمالين, وما أشبه اليوم بالبارحة.
قبل مقتله بساعات سجل رسالة يسب فيها شرعية الفنادق, يبكي مطالبا بدعم طيران الملك وابنه الأمير ليحافظ على السنة ويمنع سب أم المؤمنين !! فجاءه الدعم القاصف فقتله وقتل معه العشرات من النساء والأطفال الأبرياء وهكذا يكون دعم التحالف لكل زعكري أدى ما عليه .
كيف أدى ما عليه ؟
في الطريق إلى المشروع الأعظم والمعركة الكبرى والحلم المشروع لبناء دولة الكرامة اليمنية ستجري عشرات المعارك الصغيرة كفتنة صالح وتوسل الزعكري للتحالف لإنقاذه, هذه المعارك الصغيرة المفتعلة لن تتوقف أبدا على طول طريق مسيرة العزة والكرامة, وإن انتهت في كشر فمن المؤكد أن تستأنف في مكان آخر بنفس التكتيك وبنفس الغباء، فالمرتزق والخائن والمنافق يشربون من بئر واحدة ماؤها آسن, والمحرض الطامع القاتل لا تعنيه حياتهم ولا مماتهم والمال الذي يسترزقونه مهما كان كثيرا إلا أنه لا يساوي شيئا عند من يستخدمهم، وكل المطلوب ضجة للعرض والتحليل على شاشات الفضائيات تبريرا للتدخل الأجنبي فى شأن وطني خالص, ولكنه الارتزاق ران على قلوب الحقد متجذرا فيها .
ذهب الزعكري حيث يجب أن يذهب وبقيت قوة ويقين الجيش واللجان في النصر محل دهشة واستغراب, فحتى هذه اللحظة ما زالت قدرات ذلك الجيل من أبطال اليمن محل غموض, من هم وماذا يمتلكون من سلاح ؟ وماذا عن عقيدتهم القتالية وثقتهم بالنصر, بعكس مرتزقة الفنادق والخونة والمنافقين ومعهم تحالفهم, الذين استخدموا المال والسلاح والإعلام وأفرطوا في الحقد والنيران, ورغم ذلك ترعبهم صرخات عشرات الحفاة العراة (سلم نفسك – أنت محاصر).
أين الشرعية من حجور؟
طائرات التحالف ألقت بالغذاء والسلاح والأموال لبلطجي كشر ولكن أين الشرعية؟ يبدو أن هذا السؤال غبي؟ ربما يكون غبيا فعلا لأن الإجابة جاهزة وحاضرة أين الشرعية من اليمن أصلا؟ هل هي شرعية فعلا؟ هل لها سيطرة على معركة أو مقاتلين؟ هل هؤلاء الفارون شرعية؟ ما خططهم؟ وما مستقبلهم؟ وماذا كان ماضيهم؟ إنهم أبناء عجين وخبز سنوات الفساد .
إنه زمن اللامعقول، فمن المدهش أن يطلب الطرف الأقوى الشراكة في حين تطلب الأطراف البائسة اجتثاثه!ولماذا لا يطلبون وهم سكان فنادق العواصم بأموال الشعب البائس الذي يطالبونه على وسائل التواصل بالثورة على الحوثي رمز عزتهم!!
ضجة الزعكري انتهت.. لكن قصف المستكبرين مستمر وضجيج أحقر الكائنات لا يتوقف ولكن يبقى النصر مع الصبر شعار المستضعفين.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1825 مرة