بين دفات سيرة الإمام الهادي إلى الحق
بثوب قشيب وطباعة فاخرة وطراز متميز في التحقيق والإخراج وتزامناً مع ذكرى وصوله اليمن ( 6 صفر 284 ) خرجت سيرة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين- عليهما السلام- إلى النور في جزءين عن مركز شهارة للدراسات والبحوث ومؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، فبوركت جهود الجميع .
كنت أملك السيرة القديمة الصادرة عن دار الفكر تحقيق الدكتور سهيل زكار، لكنها قديمة والأمس وصلتني السيرة هدية من المحقق الدكتور العلامة حمود بن عبدالله الأهنومي- رعاه الله- شاكراً له ذلك ومباركاً له إنجازه وداعياً له بالتوفيق والسداد في رسالته الدعوية، فالكتاب عبارة عن عصارة جهد المحقق عن رسالته لنيل درجة الدكتوراة التي نالها بامتياز .
السيرة من تأليف العالم المجاهد الشهيد علي بن محمد بن عبيد الله العباسي العلوي (ع) الذي جاهد بين يدي صاحب السيرة وأبلى بلاءً حسناً تاركاً بصماته الجهادية في كل معترك بدلالة وجود مزاره ومشهد قبره بمنطقة خيوان مديرية حوث حيث دارت رحى حروب كثيرة في تلك المنطقة .
ومما يجدر ذكره أن المحقق- حفظه الله- قد اتخذ طريقاً فريداً ومنحىً متميزاً في أبحاثه ومؤلفاته وفي مقدمتها :
– مجزرة الحجاج الكبرى في تنومة وسدوان وفيها توثيق نادر وتسلسل مشوِّق لواقعة مرتبطة بالذاكرة اليمنية رغم محاولات الطمس التي تعرض تاريخها له .
– سيرة الهادي إلى الحق الإمام يحيى بن الحسين، وهي موضوع الكتابة هنا، وفيها درة التاريخ والتراث اليمني لحقبة مهمة شابها الكثير من التزوير والتحريف والافتراء .
– وغيرها من الأبحاث النادرة المهمة .
لقد وضع المحقق- رعاه الله- مقدمة للسيرة وصاحبها تجاوزت الـ 250 صفحة بوَّبها كالتالي :
– أوضاع اليمن العامة قبل مجيء الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .
– جهود الإمام الهادي العلمية والفكرية والسياسية والعسكرية .
– عن حياة وسيرة المؤلف .
كل ذلك كان قبل الولوج في تحقيق السيرة المباركة لإمام الحق والإصلاح والتقويم وهادي اليمنيين إلى الدين القويم الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين- عليه السلام .
وعند تصفح الكتاب يظهر للباحث والمطَّلع حجم الجهد والعناية والتدقيق والتوثيق، وهذا ليس بالأمر الهيِّن على الإطلاق ولا يحيط علماً بأغواره غير من ولجه ولو في مهمة تحقيق وتوثيق بسيطة .
إن الجهود التي بُذلت في التحقيق كبيرة ولا يمكن الاستهانة بها والكتاب جاء في وقته حيث يجهل الكثير سيرة وتاريخ الإمام الهادي (ع) والمنجزات التي صنعها والأعباء التي تحملها والتضحيات التي بذلها لاستقامة الحال وتقويم الاعوجاج .
للإمام الهادي (ع) خصوم جهلة وأغبياء سذجة لا يعلمون شيئاً من حقائق التاريخ وليس لديهم أدنى اطلاع على التاريخ وكل ما يلوكونه ويرددونه وما يبنون عليه خصومتهم وعداءهم هو ما تنقله سلالات القرمطة الحديثة الملوثة بشحنات التعبئة والكراهية والتحريض لا لشيء سوى خدمة التحركات الاستخبارية الصهيونية القديمة الحديثة !!
ختاماً : الشكر الجزيل للدكتور حمود ومركز شهارة ومؤسسة الشعب وكل من ساهم في إخراج السيرة وكل مهتم بالتراث الفكري والتاريخي اليمني وبارك الله الجهود وتقبل العمل .
السيرة كتاب جدير بالاقتناء .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1423 مرة