المنتخب .. للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام (ت٢٩٨هـ/٩١١م)
المنتخب .. للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام (ت٢٩٨هـ/٩١١م)
من أهم كتب الفقه الزيدية - ويمثِّل آخِرَ أقوالِ الإمام الهادي عليه السلام -، مع مقدماتٍ في أصول الدين - علم الكلام -، سأل عن مسائله الفقيه المحدِّث محمد بن سليمان الكوفي رحمه الله تعالى.
مما اشتمل عليه الكتاب:
معرفة الأصول، مسائل الوضوء، تسمية أوقات الصلوات، مسائل الصلاة، مسائل الجنائز، مسائل الزكاة، مسائل الصيام، مسائل الحج، مسائل الزواج، مسائل الطلاق، مسائل الأيمان، مسائل الكفارات، مسائل القضاء، مسائل البيوع، مسائل الإجارة، مسائل الغصوب، مسائل الشهادات، الوديعة، العارية، الإقرار، الهبة، الصلح، الوصية، الشركة، الوقف، التفليس، النفقة، المزارعة، الحوالة، الوكالة، الديات، التعزير، المحاربين.
أهمية الكتاب:
أنه من "جلائل الكتب، وفيه فقه واسع وعلم رائق" كما قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير، إضافة إلى أنه مع كتاب (الأحكام في الحلال والحرام) يمثلان الفقه الهادوي الزيدي، وكان تأليف المنتخب في أرض اليمن ومتأخرا على (الأحكام)، وفيه آخر اجتهادات الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام، وقد اعتنى بحفظه أئمة العترة النبوية؛ قال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع): "وأما كتاب (المنتخب) فهو عندي لما كان بخزانة الإمام الناصر أحمد بن يحيى وفيه خطوط المتقدمين من بني الهادي إلى الحق عليه السلام".
أما المؤلف فهو:
الإمام يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل ابن الإمام إبراهيم ابن الإمام الحسن ابن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو الحسين، الهادي إلى الحق، أحد أئمة الإسلام، وأعلام أهل البيت الكرام.
مولده: ولد بالمدينة المنورة سنة ٢٤٥هـ، ونشأ على العلم والعبادة في ظل أسرة علوية علمية كريمة، أخذ العلم عن آبائه حتى صار بمنزلة الطبع له، ونال من العلم منالا لم يعلم أن أحداً من المشهورين أدركه في وقت إدراكه، وبلغ مبلغاً يختار عنده ويصنف وله سبع عشرة سنة، فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به، لظهور الحال فيه عند الخاص والعام، والموافق والمخالف.
تراثه الفكري: خلف تراثاً فكرياً أصيلاً شاملاً منه: الأحكام في الحلال والحرام، والمنتخب، والفنون، والمسائل، والمزارعة، والقياس، والتوحيد، والمسترشد، والرد على أهل الزيغ، وبوار القرامطة، والإمامة، والبالغ المدرك، المنزلة بين المنزلتين، والرد على ابن الحنفية، والجملة، والتفسير، والديانة.
إمامته: قام سنة ٢٨٠هـ، أقام الله به الدين في أرض اليمن، وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، فجدد أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين، وله مع القرامطة نيف وسبعون وقعة، كانت له اليد فيها كلها، ومع بني الحارث، نيف وسبعون وقعة، وخُطِب له بمكة المشرَّفة سبع سنين, فامتلأت اليمن عدلا، وتوحيداً، وإرشاداً، وتسديداً ومهّد قواعد السياسة النبوية تمهيداً، وحارب الأشرار المفسدين، توفاه الله بصعدة يوم الأحد ٢٠ ذي الحجة سنة ٢٩٨هـ، عن ثلاث وخمسين سنة، وقبره بها في جامعه مشهور مزور.
طبع المنتخب من قبل دار الحكمة اليمانية، طبعة أولى سنة ١٩٩٣م.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 7424 مرة