أقطاب التنافس الإسْلَامي... لمن الغلبة اليوم؟...........بقلم/عبدالملك العجري
العرب، الفرس، الأتراك -أقطاب التنافس الإسْلَامي..لمن الغلبة اليوم؟
بقلم/عبدالملك العجري
تأريخياً تتنازَعُ المنطقة الإسْلَامية والعربية ثلاثة أقطاب: العرب، الفرس، الأتراك. ولا زالت هي نفسها اليوم تبدلت مضامين وأدوات الصراع كلياً أَوْ جزئياً، لكن بقيت العناصرُ الثلاثةُ هي أقطاب التنافس والصراع الإقليمي.
كانت العلاقة بين العناصر الثلاثة على هذا النحو: الخلافة للعرب والوزارة للفرس والجندية للتُرك إلى نهاية العصر العباسي الأول.
****
أثرى الفرسُ الثقافةَ العربيةَ والإسْلَاميةَ، وفي فترة وجيزة اتقنوا اللسان العربي وَصاروا أئمةَ الأدب والشعر واللغة وعلوم الدين والحديث، قال ابن خلدون في مقدمته: “من الغريب الواقع أن حمَلَةَ العِلم في الملة الإسْلَامية أكثرُهم العَجَمُ لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية إلا في القليل النادر، وإن كان منهم العربي في نسبه فهو أعجمي في لُغته ومرباه ومشيخته”، فسيبويه فارسي، والفراهيدي مؤسّس عِلم العَرُوض فارسي، وفيروز أبادي فارسي، وبشّار بن بُرْد أبرز شعراء العصر الأموي والعباسي فارسي، والجرجاني فارسي، والبخاري ومسلم والنسائي فرس، وأبن سيناء والغزالي والرازي فرس أَيْضاً..
توسَّعَ نفوذُ الفرس في الدولة، لكنهم حرصوا على الحِفاظ على أبهة وَهيبة الخلافة وقنعوا بمعادلة الخلافة مقابل الوزارة وأن يكونوا في الترتيب التالي للعرب ولم يطمحوا للخلافة ولا على تجاوز الخليفة.
الترك كان تأثيرُهم وإسهامُهم في الثقافة العربية والإسْلَامية محدوداً، فهم أصحابُ شجاعة وعادات وتقاليد لا أصحاب حضارة وفلسفة وسياسة، ببطء شديد تعلّموا اللسان العربي لم يبرز فيهم شاعرٌ ولا ناثرٌ يكتُبُ بالعربية وفي العلم برزت نماذج نادرة مثل الفتح بن خاقان والفيلسوف أبو نصر الفارابي.
عندما قويت شوكة الترك قتلوا الخليفةَ المتوكل وَأسقطوا هيبةَ الخلافة وصار وضعُ الخلفاء معهم كوضع هادي مع تحالف السعودية والإمارات.
انتهت العلاقة بين الأقطاب الثلاثة كالتالي:
سقوط الخلافة العربية كلياً وانتهاء أَوْ تراجع دور العرب.
تقلد الأتراك الخلافة وسيطرتهم على معظم العالم الإسْلَامي.
انحصار نفوذ الفرس في خراسان وأصفهان والجيل والديلم وطبرستان والعراق.
***
اليوم كيف هي معادلة ومستقبل الصراع؟
بالنسبة للعرب يكفي تصدُّرُ أقزام كمحمد بن زايد زعامةَ العرب لمعرفة البلاء العظيم الواقع على العرب والمَسْخ الذي لحق وسيلحق بالعروبة. وماذا عسى يكونُ مستقبلُ النظام العربي الذي يتزعَّــمُه قزمٌ وَتحكمُه الغريزةُ وعقلُه ناشبٌ ما بين البطن والفَـرج، وبوصلته تندفعُ بقُـوَّةٍ نحو تل أبيب؟ لا شيء ينتظرُ العربَ غيرُ الهاوية ما لم تحصل مفاجأةٌ تُنقِذُ العربَ من هذا البلاء وتستعيدُ هُوية النظام العربي وتستنقذُه من بين أيدي هؤلاء الأقزام.
المارد الفارسي يخرُجُ من قُمقُمه ويتفكك من الحصار المضروب عليه غربياً وعربياً، مؤهّلاته أعلى من الأتراك وحظوظُه أقل، وجهتُه الاستراتيجية أفضلُ لكن حدودَ نفوذه لن تكونَ أكبر من حدود أسلافه إلّا إذَا نجح في التخفّف من شرك الطائفة والأيديولوجيا.
الحِصانُ التركي مؤهلاتُه أقل من المارد الفارسي وحظوظه أفضل غربياً وعربياً، أطلق له العنان لكنه علق في شرك سوريا والأيديولوجيا، لا زالت لديه فرصةٌ أفضلُ إذَا نجح في تجاوز رحاب الجماعة إلى فضاء الأمة، وفي تغيير وجهته الاستراتيجية من الغرب إلى الشرق.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1042 مرة