الأموال السعودية في مهب الرياح الترامبية..........بقلم/أحمد يحيى الديلمي
الأموال السعودية في مهب الرياح الترامبية
بقلم/أحمد يحيى الديلمي
في كل مرة تريد أمريكا تنفيذ مخطط تأمري معين في منطقة الشرق الأوسط، فإنها تعتمد بشكل رئيس على النظام السعودي والأنظمة الخليجية لتمويل تنفيذ مخططها التأمري، وهذا ما حصل بالفعل أبان العدوان الأمريكي على العراق عندما قامت الأنظمة الخليجية بتمويل ذلك العدوان الغاشم، ولكن هذه المرة ستكون بصورة أكثر ابتزازًا لاسيّما بعد تولي الملياردير ترامب مقاليد الرئاسة في أمريكا.
الملياردير ترامب هو أول رئيس أمريكي يتم انتخابه من الوسط المالي والتجاري لذا فهو سيُدير أمريكا بعقلية رجل الأعمال وسينصب جلّ اهتمامه نحو البحث عن الربح المالي وتحقيق مصالح دولته الاقتصادية أولًا، بحيث ستكون سياسته الخارجية عبارة عن معاملات تجارية، وإتباع سياسة معينة فقط إذا ما كانت مربحة لأميركا، لاسيّما وأنه كان يتحدث خلال حملته الانتخابية بعقلية الأمريكي "المتغطرس" الذي يعتقد أن بلاده تستطيع فعل ما تريد بعيدًا عن المحاسبة، حيث اتضحت معالم السياسة الجديدة التي اتخذت في طابعها عنوانًا اقتصاديًا، والتي سيقوم بإتباعها في منطقة الشرق الأوسط خصوصًا.
وهذا ما تجلى بوضوح منذ الوهلة الأولى من توليه مقاليد الرئاسة في أمريكا، حيث تم استلام أول قسط من ضريبة الحماية و ”الجزية الترامبية”، والتي قدمها محمد بن سلمان خلال زيارته لأمريكا والتي جاءت تحت يافطة مشاريع استثمارية ب200 مليار دولار، لاسيّما وأن ترامب هدد السعودية خلال حملته الانتخابية أكثر من مرة بضرورة دفع “ضريبة الحماية” التي تقدمها لها أمريكا، واصفًا السعودية بالبقرة الحلوب التي يجب ذبحها متى ما جفّ حليبها، وبات واضحًا في شعاراته الانتخابية بأن على السعودية إما الدفع، أو سترفع الحماية عنها، فالمال هو الهدف الذي يريده ترامب من السعودية.
وطالما وأن أمريكا مازالت تحصل على "الحليب" من البقرة الحلوب التي تعيش فصل جفاف نفطي ألقى بظلاله داخليًا عبر بعض سياسات التقشّف؛ ستظل الأموال السعودية والخليجية في مهب الرياح الترامبية نحو تنفيذ المشاريع الصهيونية في المنطقة ،لاسيّما وأن عين ترامب ترمق لما تبقى من الأموال السعودية بغية الاستحواذ عليها تحت يافطة تنفيذ مؤامرات ومخططات الفوضى الخلاقة في المنطقة التي تصّب في الأساس لمصلحة كيان العدو الإسرائيلي "الطفل المدلّل" لأمريكا، لاسيّما وأن ترامب سيبقى على عهدة للكيان الإسرائيلي حيث سيعمل على كسب المزيد من ودّ اللوبي الصهيوني وتأكيد دعمه الكامل للكيان الإسرائيلي من خلال عدة قرارات ومواقف مؤيدة للكيان الغاصب، والتي ظهرت جليًا، ومنها إقرار المزيد من بناء المستوطنات في فلسطين المحتلة، والتطبيع الشامل مع كيان العدو الإسرائيلي بما يمهّد لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وإنشاء تحالف أمريكي صهيوني عربي لمواجهة المد الإيراني في المنطقة على حد زعمهم والذي تجلت مؤشراته بوضوح في الضربة الأمريكية للقاعدة الجوية في مدينة السورية.
وكل ذلك سيتم تنفيذه دون أدنى شك بتمويل الأنظمة الخليجية عامة وتمويل النظام السعودي على وجه الخصوص الذي سارع إلى مباركة تلك الضربة، حيث ستقوم السعودية بتمويل ودفع تكاليف الضربة الأمريكية والتي تقدر قيمتها بحسب ما تداولته وسائل إعلامية بعشرات ملايين الدولارات وستبقى السعودية في دائرة الابتزاز الترامبي لنهب ما تبقى من ثرواته إلى أن يجف حليبها ليتم ذبحها بعد ذلك.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1598 مرة