التَّغَيُّرات الشكلية للاستبداد في ظل عصابة الأنظمة المتحالفة.....بقلم/ وليد الحسام
التَّغَيُّرات الشكلية للاستبداد في ظل عصابة الأنظمة المتحالفة
بقلم/ وليد الحسام
سعى عددٌ من الحُكّام (السلاطين) العرب التابعين لأمريكا _ خلال العقدين الزمنيين الأخيرين _ إلى إحداث تغيير جذري لشكل الاستبداد والتسلط على الشعوب العربية ، وحاولوا تطبيع ذلك الاستبداد من خلال تقديمه بصورة مختلفة أبشع من ذي قبل ، فلم تَعُد الأنظمة التي يترأسها خُدَّام أمريكا تمارس التسلط والقمع وتؤدي دور الجلاد بصورةٍ مباشرة وبدون مبرر ؛ بل استغلت تلك الأنظمة تيارات شعبية وحزبية وسياسية لتشاركها الدور ولتكون هي المبرر لحالة التسلط والقمع والاستبداد والإجرام الذي يُنفذ ضد بقية فئات الشعوب العربية .
لم تَعُدْ الأنظمة المُستبدة وحيدة في الصورة _كما هو في السابق _ بحيث تكون في موضع الاتهام المباشر بالتسلط والظلم والجور ولم تَعُد وحيدةً في حال الانتفاضات الشعبية ضدها، لقد تبنَّتِ الأنظمة ورؤساؤها حشوداً من النُّخب المثقفين والسياسيين والإعلاميين ، وكذلك اتجهت نحو التحشيدات التظيمية وتحشيد تنظيمات الإرهاب ، وإعداد المنظومات الإعلامية اللازمة ، وعمدت إلى شراء الذمم والولاءات لتكون كل هذه الأدوات والوسائل والآلات التابعة للأنظمة المستبدة والمُدَافِعة عنها في ميزان الرؤساء والأنظمة أثناء معادلات القُوى في حال انتفضت الشعوب وثارت ضد تلك الأنظمة وخرجت على عجرفة وعنجهية الحُكَّام .
من أخطر العوامل التي ستؤدي إلى تمييع قضايا الأمة العربية وضياع حقوقها ومظلومياتها هو أن تجد الأنظمة المستبدة والعميلة لأعداء العرب والمسلمين حشوداً شعبية ونخبوية تدافع عن الاستبداد ، حتى أن هذا الشكل من التجهيزات التي تعدها الأنظمة بأموالها ليس له علاقة بالسياسة ولا من مظاهرها ، بل إنها شكلٌ من أشكال التجنيد والتحشيد المبني على الارتزاق المادي والذي يفضي إلى خدمة الأعداء الحقيقيين للأمم ، وبهذا استطيع أن أسأل : كيف لشعوبنا المظلومة أن تثور وأن تدافع عن قضاياها ومظلومياتها في الوقت الذي يكون فيه فئات من الشعب تدافع عن الأنظمة والطغاة مقابل مبالغ مالية ؟!
أما بالنسبة لأبشع وأقبح مظاهر الاستبداد فيتمثل في ظاهرة تجنيد الإرهاب كجزءٍ من النظام يتحرك بسرية تحت إدارة ذلك النظام الذي يدعي كذباً بأنه يحارب الإرهاب ، وكذلك يتمظهر الاستبداد بخبثٍ في تحالفات استراتيجية لعدد من الأنظمة العميلة لأمريكا، حيث تمارس تلك التحالفات الاستبداد على المستوى الجماعي لا الفردي، وتستهدف الأنظمة المتحالفة الشعوب بالقتل والتهجير والتدمير تحت ذرائع ومبررات وشعارات قذرة، وقد سعت بتلك التحالفات إلى التغرير على عديمي التفكير وإيهامهم بأن تحالفات الأنظمة العميلة لم تتشكل إلا بسبب خطورة الأخطار _ الوهمية طبعاً _ المحدقة بالأمة وروجت بأن هدف التحالفات تلك هو الحفاظ على الشعوب العربية من الخطر الوهميّ الذي اختلقته الأنظمة لتحقيق أهدافها الاستبدادية .. مع أن التحالفات تلك توجهت بالسلاح وبالحرب ضد الشعوب العربية وأشعلت حروباً وكانت التحالفات هي الأشد خطورة على العرب وحياتهم ومستقبلهم إذ يحكي الواقع ويكشف تلك الحقيقة .
إذن .. ما يبدو معقولاً هو أنّ تحالفات الأنظمة تحت أي مسمى إنما بهدف تشكيل عُصبة كبرى لممارسة استبدادها وطغيانها ولتقوم بقتل شعوبها وهي بتلك التحالفات _بحسب زعمها _ في موقف قويٍّ يضع العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية أمام واقعٍ تفرضه التحالفات وتتحكم هي بمسارات الصراع ونتائجه، وأيضاً قد تجد _بحسب تصورها _ في تحالفها متعدد الأنظمة سبيلاً للإفلات من العقوبات الجنائية عن جرائمها المرتكبة في حق الشعوب، إذ تزعم عصابة الأنظمة المتحالفة أن المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لن يجرؤ على المطالبة بمحاكمة كل الأنظمة المجرمة مجتمعةً ، وأنه ليس من المعقول أن تُتهم كلها بجرائم الحرب وجرائم قتل الأطفال والمجازر الجماعية بوحشية ، ومحاسبتها عن جرائم دعمها للتنظيمات الإرهابية .. هكذا تفكر عصابات الأنظمة بفرض استبدادها على الشعوب دون أن يكون هناك من يقدر على محاسبتها وهي مجتمعة وكانت يداً واحدة ترتكب الجرائم .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 973 مرة