الشعار يجمعنا ولا يفرقنا .....بقلم/ حمير العزكي
الشعار يجمعنا ولا يفرقنا
بقلم/ حمير العزكي
مايثار هذا الايام وهوماسبق اثارته مرات ومرات حول الشعار والصرخة وترديدها في المساجد والمهرجانات والفعاليات وما أعتقد أنه سيظل يثار ولن يتوقف حتى يتحقق الشعار وتتحقق جميع مضامينه،
هذه الضجة والبلبلة المثارة لاأجد في وجهة نظري – المتواضعة جدا – أي مبرر لها أَوْ أي داعي لحدوثها.. لا دينيا، ولا وطنيا،:ولا أَخْلَاقيا، ولا منطقيا، ولاسياسيا، واستنادا إلى معرفتي البسيطة جدا بماهو معلوم من الدين بالضرورة وتربيتي الوطنية المتجذرة وموروثي الأَخْلَاقي والقيمي اليماني وبعقلية ومنطق سوي واطلاع لابأس به بالانظمة السياسية التي حكمت وتحكم العالم، سأحاول جاهدا أن أثبت لكم ذلك
اولا دينيا:
الصرخة في صميم مضمونها البراءة من أعداء الله وهذه البراءة واجبة حيث يقول الله تعالى ” وأذآن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأَكْبَر أن الله بريئ من المشركين ورسوله” فالآذان يفيد رفع الصوت للاعلام بالبراءة والدعوة اليها كماهو في أذان الصلاة فهو للاعلام بدخول وقتها والدعوة لإقامتها،
وقوله “الى الناس ” للعموم لا للخصوص فلايكتفى بأداء المؤمنين بها فيمابينهم فقط بل وإبلاغها إلى غيرهم من الناس،
وقوله “يوم الحج الأَكْبَر ” حدد الوقت والمكان المناسبين للأداء ففي كُلّ وقت يجتمع ويحتشد المسلمون لابد من إعْـلَان البراءة ورفعها، باعْتبَار يوم عرفة أَكْبَر تجمع للمسلمين على الاطلاق وابرز مظاهر وحدتهم والذي يحظى بإهتمام ومتابعة العالمين وهذا المكان هو اطهر البقاع على وجه الارض والمختار لأقدس الشعائر الدينية وهذا يوضح الارتباط الوثيق بين الشعائرالدينية والاماكن المقدسة وإعْـلَان البراءة من اعداءالله
وفي قوله تعالى ” أن الله بريئ من المشركين ورسوله ” تأكيد على البراءة وتحديدا لاعداء الله ورسوله الذين كانوا في حينها المشركين وكانوا فيمابعد الفرس والروم ومن بعدهم الصليبيين وغيرهم حتى أَصْبَـح اعداء الله ورسوله في ايامنا قوى الاستكبار العالمي،أمريكا،وإسرائيل
إذا فالبراءة واجبة في كُلّ اجتماع للمسلمين وبالاخص في الشعائر الدينية كالحج والجمعة
ثانيا وطنيا:
الموقع الجغرافي والثروات الطبيعية والقيمة الحضارية والتأريخية لليمن جعلت منها محط اطماع القوى الاستعمارية الاستكبارية وخلق ثقافة المواجهة والمقاومة لتلك الاطماع تعتبر السلاح الأَكْثَر فعالية في ظل القدرات التسليحية والدفاعية المحدودة والمتواضعة جدا، وبالتالي فترديد الصرخة وتلقينها للاجيال يجعل الجميع في حالة استعداد وتأهب دائم للمواجهة والتصدي والسعي الجاد والجهد المستمر لتطوير القدرات الدفاعية ووسائل الردع وأيضا يبعث برسالة لحكومات وشعوب العالم الاستعماري أن تحقيق مطامعهم ستكون باهضة التكلفة أن لم تكن مستحيلة
ثالثا أَخْلَاقيا:
لم يفرض الشعار على أحد ولم يرغم أحد على ترديده ولم يستنكر أَي شعار لأي مكون من المكونات اليمنية فهل من الانصاف ارغام أَنْصَار الله على ترك الشعار سابقا وفرض التخلي عنه لاحقا واستنكاره حاليا؟؟!!
من حضر الجمعة في الستين والسبعين في 2011م يتذكر جيداً الشعارات التي كانت تطلق عقب التسليمتين، الشعب يريد..
فهل افتى أَنْصَارالله حينها بتحريمها أَوْ كتبوا في استنكارها أَوْ لمزوا فيمن هتفوا بها؟؟
فإذا كان للأَخْلَاق ميزانا فهو بلاشك الانصاف، فأين المنصفون
رابعا منطقيا:
هل يوجد مسلم على وجه الارض لايقول “الله أَكْبَر”؟
هل سمعتم أن مسلما تضايق من سماعها؟
هل يوجد مسلم يشعر بالرضى على سياسات أمريكا تجاه الشعوب الإسْلَامية؟
هل سمعتم مسلما يمدح ويثني على جرائم أمريكا في بلاد المسلمين؟؟
هل شكر مسلم في يوم من الايام أمريكا على مواقفها من القضية الفلسطينية؟
هل يوجد مسلم يحب إسرائيل؟ويعترف لها بحق في فلسطين؟؟
هل يرضى مسلم بمجازر وجرائم إسرائيل في أَبْنَاءفلسطين؟؟
هل سمعتم بمسلم يقر بحق إسرائيل في هدم المسجد الاقصى من أَجل بناء الهيكل المزعوم؟
أليست نهاية الهيمنة الأمريكية وَزوال إسرائيل أمنية في قلب كُلّ مسلم؟؟
هل ينكر مسلم دور اليهود التآمري ضد الإسْلَام والمسلمين منذ فجرالرسالة وحتى اليوم؟؟
هل ينكر أحد لعنة الله الدائمة الابدية لليهود؟؟
وهل يوجد لسان مسلم لم يدع الله بالنصر للإسْلَام؟؟
وهل سأجد من يجيب على سؤال واحد من اسئلتي ب”نعم يوجد”؟؟
لا اظن ذلك ولا اجد بعد ذلك ما يدعو للاعتراض والاستنكار على رفع الشعار
فمن عجز عن التعبير عن مشاعره كمسلم؟؟ يليق به استنكار من عبروا عنها بشجاعة وثبات!!
خامسا سياسيا:
الانظمة السياسية الديموقراطية الحديثة التي تشبعت مسامعنا بالاشادة والمقارنة بها والتسبيح بحمد وسائلها والثناء على عظمة نتائجها، تقوم على حرية الفكر والمعتقد وحرية التعبير عن الرأي
فهل من حرية الفكر والمعتقد فرض تغييرها وتدجين افكارها وتهجين رؤاها ونسف معتقداتها؟؟
وهل خرج الشعار وترديد الصرخة عن اطار حرية الرأي والتعبير؟؟
أم أن ما تجيزه الديموقراطية تحظره اهواء الديموقراطيين؟!
وما تكفله الدساتير تصادره مخاوف واضعيها؟؟
وما أحلته السياسة تحرمه مصالح السياسيين؟؟
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1586 مرة