انتصاراتٌ تليقُ بعظمة المجاهدين............بقلم/ حميد رزق
انتصاراتٌ تليقُ بعظمة المجاهدين
بقلم/ حميد رزق
شهدتِ الثلاثةُ الأَسَابيعُ الماضيةُ واحدةً من أَكْثَــر مراحل العدوان تصعيداً واندفاعةً في مختلف الجبهات الداخلية، من نهم إلى الجوف، فصحراء ميدي وجبهات تعز وشبوة والبقع وغيرها، في محاولةٍ جديدةٍ للعدوان وأَدَوَاته تَحقيقَ تقدُّم يكسِرُ معادلاتِ المواجَهة التي رست على حالة عجز وفشل سعوديّ أمريكي يصعُبُ على كثيرٍ من المراقبين تفسيرُه والوقوفُ على أسبابه الحقيقيةِ، في ظل موازين القوة المختلّة لصالح تحالُف الإثم السعوديّ الأمريكي..
جبهةُ نهم، كمثال، شهدت خلال الأَسَابيع الثلاثة الماضية عشراتِ الزحوفات المدعمة بشكل كبير عدداً وعُــدَّةً، بالإضَافَة إلى الغطاء الجوي المكثّف توفره مختلفُ تشكيلات سلاح الجو المعادي، وكانت النتيجة -كما العادة- جبالُ نهم ووديانُها تلتهمُ الأعداءَ وتذيبُ كُلَّ ما جمعوه بحرارةِ الإيمان والصبر والثبات الذي يتمتعُ به أَبْطَالُ الجيش واللجان الشعبية.
لم يكنْ وصولُ علي محسن الأحمر إلى منطقة نهم مجرد حَدَثٍ عادي أَوْ عابر، لقد كان تتويجاً لتحضيرات واسعة في هذه الجبهة، ونتيجة رهانات سعوديّة أمريكية على التقدُّم وحسم المعركة مع الشعب اليمني وإسْقَاطه بإسْقَاط عاصمته الأبية والشامخة صنعاء.
وبعد أيام من الضجيج والتقدُّمات في وسائل إعلام السعوديّة وقطر والإمَارَات تلاشت آمال الغزاة واندثرت أَحْلَامُهم..
مقترحاتُ كيري التي تضمّنت طَيَّ صفحة هادي والمرتزِقة ممن يطلقون على أنفسهم شرعيةً كانت سبباً رئيسياً في اندفاعة قيادات الارتزاق على الأَرْض؛ خوفاً من تخلّي أمريكا وآل سعود عنهم؛ نتيجة فشلهم المتراكم على الأَرْض، فدفعوا بالآلاف من مرتزقتهم بشكل هستيري يشبهُ حالاتِ الانتحار الجماعي؛ أملاً في تحقيق مكسب ميداني يتم تقديمُه عربوناً للأمريكيين لنيل رضاهم.
السعوديّة بدورها ضغطت ولا تزال تضغَطُ على مرتزقتها؛ من أجل تحقيق إنجازاتٍ ومكاسبَ على الأَرْض تُحسَبُ لها وتصب في رصيدها العسكري بعد سقوط هيبتها أَمَــامَ العالم، كما تود السعوديّة استعادةَ هيمنتها على اليمن، لا سيما أنها خسرت الكثيرَ الكثيرَ من المال ولم تجن سوى الخيبة والسمعة المنهارة.. كما أنها -أي الرياض- باتت في ضيق من اسْتمرَار وجود المرتزقة على اختلاف أشكالهم وأحجامهم وأوزانهم على أراضيها وفي فنادقها وهي التي بدأت في اتخاذ إجراءات تقشف تشملُ المواطنين السعوديّين، فكيف لها أن تستمرَّ في دفع فاتورة بقاء مئات المرتزقة اليمنيين مع عوائلهم وقد أَصْبَح هؤلاء يرون في فنادق الرياض غاية وهدفاً؟!، بل يتمنى بعضُهم أن لا تتوقفَ الحرب والعدوان حتى لا يرحلوا ويخسروا الامتيازاتِ والمرتبات والفلل والفنادق التي يعيشون فيها..
إن صمودَ الشعب اليمني وبطولاتِ وتضحياتِ الجيش واللجان الشعبية أفشل كُلّ حسابات العدو، فإدَارَة أمريكا الراحلة تغادر والملف اليمني يمثل أبرزَ نقاط الإخفاق والفشل لأوباما ومعاونيه، الرياضُ من جانبها تعيش حالة تخبط وضبابية في الأفق، فلا العملية السلمية السياسية قادرة على حفظ ماء الوجه السعوديّ، ولا المسار العسكري بأفضل حال من المسار السياسي، بل هو الأسوأ بالنسبة لحكام نجد والحجاز ممّن بات اليمن بالنسبة لهم صداعاً وعُقدةً ستلازمُهم وتظلُّ تلاحِقُهم إلى أن يسقطوا ويتلاشَوا جراء ما اقترفوه من جرائمَ بحق الإنْسَانية وجراء ما تجرعوه من هزائمَ وفضائحَ واخفاقاتٍ لم تخطر لهم على بال..
إن السقوط المريع الذي تتعرض له السعوديّة في اليمن.. مقابل ثبات يطاول رسوخ الجبال يسطره الأَبْطَال اليمانيون لَهُوَ بدايةُ عصر جديد يليق بعظمة الإنْسَان اليمني ومجاهديه الميامين في مختلف الجبهات..
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) صدَقَ اللهُ العلي العظيم
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1353 مرة