*المراسل نت

كشف ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أن سيطرة المذهب الوهابي على بلاده ونشره في العالم الإسلامي خلال الفترة الماضية، الذي تسبب بوصم المملكة بالإرهاب ونشر التطرف، كان بطلب من الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة لتوظيفه في محاربة الاتحاد السوفيتي، في تصريح يعد سابقة في تاريخ السعودية.

بن سلمان الذي يزور حالياً الولايات المتحدة وسيبقى فيها لأسبوعين أدلى بتصريحات لصحفيي ومراسلي صحيفة واشنطن بوست الأمريكية،  وقال “حلفاؤنا (الولايات المتحدة) طلبوا منّا توظيف الفكر الوهابي المتشدد في الحرب الباردة لمواجهة الاتحاد السوفيتي” وأضاف أن “الاستثمار (السعودي) خلال الفترة الماضية في المدارس والمساجد حول العالم مرتبط بالحرب الباردة، عندما طلبت الدول الحليفة من السعودية استخدام مالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي”.

وأوضح بن سلمان أنه عقب انهيار الاتحاد السوفيني، فقدت الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار، مضيفاً أن بلاده اليوم “تريد العودة للطريق الصحيح”.

اللافت أن التوجه الجديد الذي يقوده بن سلمان في بلاده، نحو الانفتاح والابتعاد عن التطرف الذي يقول إن بلاده اضطرت إليه بسبب مخاطر الثورة الإيرانية عام 1979م، يأتي بطلب أمريكي معلن خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية في مايو الماضي، حيث أكد وزير الخارجية المقال ريكس تيلرسون أن بلاده أنشأت مركزاً في العاصمة السعودية لتصحيح المناهج السعودية التي تحتوي “أفكار متطرفة” وإعادة هيكلة المساجد وتصويب الخطاب الديني.

يذكر أن أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي كانت خلال غزو أفغانستان في ثمانيات القرن الماضي حيث تعرض للاستنزاف ولعبت الولايات المتحدة والمال السعودي والفكر الوهابي دوراً كبيراً في ذلك، حيث موّلت السعودية بشكل معلن إرسال المقاتلين (المجاهدون العرب) كان معظمهم سعوديون إلى أفغانستان والذي شكلوا لاحقاً تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن الذي حظي في تلك الفترة بدعم أمريكي معلن ووصف آنذاك في الصحافة الأمريكي بالبطل.