بيان رابطة علماء اليمن بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف
بيان رابطة علماء اليمن بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه المبين: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ، والقائل: ﴿تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين القائل: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.. وبعد
في ظل ما تسمى بصفقة القرن المبرمة بين صهاينة اليهود وخونة العرب من آل سعود وآل نهيان ومن يدور في فلكهم من أنظمة العمالة العربية وأمراء نجد الأشد كفراً ونفاقا والأعظم مسارعة في طلب ود اليهود والنصارى يتم اليوم إنها تصفية القضية الفلسطينية وتسليم القدس الشريف للصهاينة ونقل سفارة العدو الأمريكي إليها في ظل صمتٍ عالمي وتخاذل من أبناء الشعوب العربية والإسلامية الرازحة تحت جور وطغيان هذه الأنظمة العميلة التي صار الخروج عليها وإسقاطها وإطفاء فتنها التي تشعلها فرضاً لازماً على كل أحرار الأمة وحكمائها ، فلو كانت هذه الأنظمة العميلة وهؤلاء الأعراب يعرفون للعروبة معنى والمتأسلمين منهم يعرفون للإسلام قيمة ووزنا لسلطوا سلاحهم ووجهوا جنودهم ورجالهم نحو أعداء الإسلام من صهاينة وأمريكان، ولوجهوا عواصف الحزم والعزم كما يقولون باتجاه من نهانا الله عن موالاتهم وأمر بوجوب البراءة منهم اليهود الغاصبين وطغاة العالم المستكبرين وما وجهوها نحو شعبٍ مسلمٍ قال فيه النبي الخاتم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: «الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانة» وما أشعلوا الفتن والحروب في الساحة العربية والإسلامية تحت مسمى الحفاظ على العروبة والحاضنة العربية تارةً، وتحت مسمى الطائفة والمذهبية تارة أخرى.
وعليه فإننا في رابطة علماء اليمن ندعو كل أحرار العالم العربي والإسلامي إلى التحرك والنهوض في وجه أنظمة العمالة والخيانة التي باعت القدس الشريف والقضية الفلسطينية، ونؤكد لكل أبناء أمتنا الإسلامية أن الطريق لتحرير القدس من دنس اليهود هو بالخروج على هذه الأنظمة العميلة الفاسدة التي أدخلت شعوب الأمة الإسلامية في دائرة الحروب والفتن والإقتتال وحرفت بوصلة العداء من الكيان الصهيوني إلى الشعوب الإسلامية الأخرى والتخلص منها، وبالتالي فإن مواجهة هذه الأنظمة العميلة وعلى رأسها نظام آل سعود وآل نهيان وآل خليفة وبقية أنظمة العمالة المشتركة مع الصهاينة والأمريكان في صفقة القرن هو من أولى الواجبات التي يجب على الشعوب الإسلامية أن تنهض بها في سبيل رد الاعتبار للأمة العربية والإسلامية وتحرير مقدساتها من دنس اليهود وعملائهم.
وإننا إذ نحيي مسيرات العودة وكل جهود علماء المقاومة في مؤتمراتهم وتحركاتهم في كلٍ من بيروت، وطهران، ونؤيد تلك المقررات والتوصيات التي خرجوا بها لنؤكد دعمنا الكامل لحركات المقاومة المناهضة لإسرائيل ومباركتنا لكل عمل من شأنه أن يفشل مخططات الأعداء ومؤامراتهم، وندعو كل المسلمين حكومات وشعوباً إلى التحرك الجاد والفاعل، والقيام بسمئولياتهم في مقاومة الاحتلال وأذنابه لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، آخذين بعين الاعتبار أن النصر حليف المؤمنين وأن العاقبة للمتقين.
نسأل الله سبحانه وتعالى النصر لأمتناـ والتحرير لفلسطين، والنصر للمجاهدين والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى.
صادر عن رابطة علماء اليمن
18/شعبان 1439هـ الموافق 14/5/2018م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1844 مرة