غرب اليمن .. هنا المعجزة!
*الأخبار اللبنانية
أكثر من 6 أسابيع مرت على إطلاق تحالف العدوان حملته المسماة «الرعد الأحمر» لـ«تحرير» مدينة الحديدة ومينائها. فترة طويلة خالفت الوعود الإماراتية والسعودية بعملية «خاطفة»، وأتاحت للجيش اليمني واللجان الشعبية الانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم. في ما يُرى من أفق هذه المعركة، لا يبدو سوى أن القوات المشتركة ماضية في تعزيز «المعجزة العسكرية» التي تجلّت على الساحل الغربي لليمن، فيما تتجه التشكيلات الموالية لـ«التحالف» نحو مزيد من التشظي والاستنزاف، بعدما تمّ تجميعها عشوائياً دونما أي عقيدة قتالية مشتركة.
21 ألف مقاتل من السلفيين والسودانيين والحرس القديم من قوات النظام اليمني السابق دفعت بهم الإمارات، الشريك الأبرز للسعودية وأميركا في تحالف العدوان على اليمن، للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها المطلّ على البحر الأحمر. أقلّت السفن الإماراتية هذا الجيش الجرار، المتعدد الولاءات والمعتقدات، من ميناء مصوع في إريتريا، بعد أشهر من تجميع مقاتليه وتدريبهم في القواعد الأميركية في القرن الأفريقي، إلى ميناء المخا، ليطلق «التحالف» في الـ14 من أيار/ مايو 2018 عملية «الرعد الأحمر» لـ«تحرير ميناء ومحافظة الحديدة».
1200 مدرعة إماراتية تتقدّمها كاسحات الألغام تحركت من مدينة المخا صوب محافظة الحديدة، مسبوقةً بقصف سجادي من الجو والبحر على مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية في المناطق الساحلية من المحافظة. اشتعلت المواجهات على الأرض ووَعدت الإمارات بعملية «خاطفة»، وانتعشت آمال «التحالف» في تحقيق نصر يغيّر موازين القوى لمصلحته بعد 3 سنوات من الهزائم المتوالية في أكثر من 40 جبهة قتال يمولها بالمال والسلاح. حملة سياسية وإعلامية رافقت الهجوم، وبشّرت باجتياز قوات «التحالف» مسافة 150 كلم من الطريق الساحلي، ووصولها إلى مطار الحديدة.
وبعد مضي 6 أسابيع من إطلاق العملية، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، من لندن «وقف الهجوم على الحديدة ودعم جهود السلام الدولية»، مناشِداً «الأمم المتحدة الضغط على الحوثيين لتسليم ميناء الحديدة والقبول بحل سلمي». فأين ذهبت وعود الوزير قرقاش وقوات «العمالقة» و«الحرس الخاص» و«الرعد الأحمر»؟ ولماذا تخلى «التحالف» عن عنترياته فجأة ومن دون مقدمات؟
أحال المقاتل اليمني عملية «الرعد الأحمر» «موتاً أحمر». بالـ«كلاشينكوف» وصواريخ الـ«كورنيت»، خرجت وحدات الجيش واللجان من خنادقها في بطن رمال الساحل الغربي، ومن بين أشجار النخيل والمانجروف لتحرق المدرعات الإماراتية بمن فيها على الطريق الرابط بين مدينتي الخوخة والحديدة، وتحاصر الكتائب التابعة لـ«التحالف» في مدينة حيس وقرية منظر ومنتجعات النخيل والفازة والجاح، وتقطع أوصال الأرتال التي تسللت في الساحل كأفعى، ويتوقف الإمداد من المؤخرة بعد فصل الرأس عن الوسط عن الذيل. يتدخل الطيران الحربي وطيران الـ«أباتشي» لتمكين البوارج الحربية من إخلاء كتائب «العمالقة» المحاصرة في منتجع الفازة على ساحل مديرية التحيتا، لكن البوارج تعجز عن الاقتراب من الشاطئ بعد استهداف القوة البحرية اليمنية بارجة إماراتية في الأيام الأولى من عملية «الرعد الأحمر» قبالة التحيتا.
هكذا، لم يتبقّ للوحدات السودانية المستأجرة، ومجاميع السلفيين المحاصَرين في أكثر من بؤرة في الساحل، سوى مواجهة الموت بنيران الجيش واللجان، أو انتظار القوارب التي يبعث بها «التحالف» كوسيلة أخيرة للهرب. لا رعد ولا برق لـ«التحالف» في الساحل الغربي، بل مقاتلون يمنيون يحرقون المدرعات الإماراتية بـ«القداحات»، ويواجهون القادمين من الشاطئ الآخر بصواريخ الـ«كورنيت» والرشاشات التي ابتكروا طريقة لتثبيتها في مقدمة الدراجات النارية التي صارت وسليتهم الرئيسة ليصولوا ويجولوا بها في أرض المعركة. تلك هي المعجزة التي تحدث عنها أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، في خطاب متلفز له قبل أيام، قال فيه أيضاً مخاطِباً المقاتلين اليمنيين: «يا ليتني كنت معكم، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلاً من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع»، في تمنّ أضحى أيقونة الصمود على الجبهات كافة.
تؤكد مصادر متعددة من المناطق الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، أن «حديث نصر الله عن معركة الساحل الغربي أسهم في تدافع الآلاف من أبناء القبائل اليمنية إلى محافظة الحديدة للتطوع في الدفاع عن سيادة بلدهم واستقلاله»، مضيفة أن «قيادة الجيش واللجان الشعبية أعادت توزيع فائض المقاتلين الذين توافدوا إلى الحديدة على بقية الجبهات»، وأن «خطاب نصر الله لا يزال يتردد حتى اللحظة في المحافظات الشمالية والإذاعات المحلية وأجهزة الاستماع في سيارات المواطنين ومنازلهم، كوسام شجاعة وتكريم لليمنيين من سيد المقاومة وبطل حرب تموز في مواجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب».
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1121 مرة