قصيدة: ((باب المندب))...........للشاعر/ كريم الحنكي
((باب المندب))
الشاعر/ كريم الحنكي
ــــــــ
يا مندب الباب: هل للباب مفتاحُ
ومن مضيق عُواء النّدب إفساحُ
تهوي الأحبّةُ، فيه، صوب هاويةٍ
ولا يعودُ سوى مجروح من راحوا
فما لهُم ولهذا الباب، تأخُذُهُم
إليه نزوةُ جُندٍ -قبلهم- صاحوا
جاء الخليجُ بهم من كُلّ قاصيةٍ
ومسّهُم فيه مسّاءٌ وصبّاحُ
فاستهولوهُ، وحاروا؛ إذ أحاط بهم
من صارخٍ فاجع الصّارُوخ سفّاحُ
وأدركوا أنّ سراً فاق عُدّتهُم
به، وغادر مشّاءٌ وسبّاحُ
لم يُكسروا فيه من جُندٍ ولا جبلٍ
لكنّ روح بلادٍ منهُ تجتاحُ
وتستهينُ بمن يأتيه مُنتصراً
بالغير، مهما تجرّا ثمّ جرّاحُ
*****
يا بابُ ما أنت، مهلاً، كيف ما انكسرت
من شدّة الغزو أغلاقٌ وألواحُ؟!
يا واو ندبة أرضٍ لم تجد سكناً
منذ استخفّ بها من نجد لوّاحُ
ألمّ من لمعه مسٌّ بها دبرٌ
لم ينجُ منهُ، عدا بعضٍ، وما ارتاحوا
أنّى يكون ارتياحُ المرء، وهو يرى
أهليه يحصدُهُم للهول فلّاحُ؟!
أو يستجيبُ لداعي نشوةٍ غمرت
وذاك مغلوبُها في القلب نوّاحُ؟!
ما أنت، بابٌ تُرى؟ أم لعنةٌ نشبت
في ليل عاصفةٍ ما منهُ إصباحُ؟
كم فيك من عبرٍ مرّت، ومن صورٍ
لم تكف؛ والموتُ عقّارٌ ، ونبّاحُ
زُرناك من قبلُ، والإقبالُ سانحةٌ
ساعاتُهُ فيك، والإيناسُ نفّاحُ
والأمنُ يكتنفُ الأنحاء مُنشرحاً
يحدو بنا ماجدٌ غادٍ وروّاحُ
فالقلبُ تقتادُهُ من نشوتيه يدٌ
تضيءُ فيها، بطيب الصّحب، أقداحُ
ليست تُشمُّ بمصراعيك رائحةٌ
لولا شميمُ أمانٍ فيك فوّاحُ
والليلُ ليس به من خيفةٍ وجسٌ
يغشى، ولا حُلكةٌ تُخشى وأشباحُ
حتّى استهلّت بُرُوقُ النّحس شائمةً
نجديّةً، وإذا الإقبالُ برّاحُ
*****
يا نجدُ: لمعُك مشؤومٌ على وطني
هلّا كففت.. فهذا البرقُ ذبّاحُ
منهُ اكتفت لي أشلاءٌ مُبعثرةٌ
في الأرض، والتبست بالمسّ أرواحُ
البابُ ليس لهُ فتحٌ بعاصفةٍ
كادت تنوحُ؛ وثغرُ النّدب صدّاحُ
مفتاحُهُ في يدي أهليه، لو وقفت
أبراقُ غيرهُُمُ عنهُم، وما التاحُوا
فالبابُ: معنىً؛ بميدي منهُ لافحةٌ
أُخرى؛ وفي مأربٍ والجوف لمّاحُ
ومنهُ في نهم آياتٌ وبيّنةٌ
لو كان يفهمُ من أنبتهُ صرواحُ
لكنّها عميت أبصارُ مُستترٍ
يكسوهُ -بالعُري- هتّاكٌ، وفضّاحُ
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1890 مرة