قصيدة: ((راية الوعي الثقافي))........للشاعر/عبدالقوي الجنيد
((راية الوعي الثقافي))
الشاعر/عبدالقوي الجنيد
ــــــــ
رواسي الهجر تهزأ بالمرافي
وتسعى للتغلغل في الضفاف
ولم تدرك مدى بحر تسجت
به الأحلام في أقصى شغافي
وما لا يشتهيه البحر يبقى
على ظهر المنى المزْوَرِّ طافي
فآتت حزنها ضعفين لبنى
وأزعجها أوان الإنصراف
تظل تجول من صنعا لسلع
ومن نجد تصول إلى كتاف
وتمضغ في الجوى الآهات لما
تشظت من تلابيب الجفاف
وباتت في الأسى تمتد قهرا
تميد من المتون إلى الجراف
وتذرف دمعها المسفوح مثنى
وترمي هالة الحلم الخرافي
وعادت في خضم الصفح تزهو
ولا ترجو سوى قوت الكفاف
أقول لها وقد ألفيت منها
غراما قد تلظى كـ "المآفي"
إذا نظرت إلي تقول أهلا
وتقرأ بوح عيني باحتراف
فتخبرني بما أخفيت عنها
أسارير المنى تهوى اكتشافي
يخامرني هواك ولست أدري
بما دبرت من أمر اختطافي
فهل لك أن تبيني الأمر؟! أم قد
دمجت الشهد بالسم الزعاف؟!
فقالت خطف قلبك لي مرام
بخطف الود في حلل العفاف
فقلت لها لقد رديت روحي
برد طاب من برد العوافي
توضأ حلم شرفتها بدمعي
فأشرقنا بنور الإئتلاف
وأزهر حلم وجنتها ابتهاجا
بلمحة آخر الشوط الإضافي
وفاح أريج بهجتنا وظلت
تشع ملامح الفجر المضاف
وفوق رؤوسنا الشماء زهوا
ترفرف راية الوعي الثقافي
لقد أضحت تعيش سمان عمر
يقض مضاجع السبع العجاف
وماج ببحر وجداني غرام
وسجرها الهوى بلظى الأثافي
كأنا في الهوى فرسا رهان
تضيء دروبنا الغرا القوافي
أضفنا للهوى ألقا غريبا
وأغلقنا متاهات الخلاف
وداوينا تفرقنا بوصل
وما قد كاد يتلف بالتلافي
ودونا المشاعر في كتاب
وأبدعنا تصاميم الغلاف
كأنا يوم أشرق في يدينا
فرغنا من مراسيم الزفاف
تطوف بنا الأماني قاب قوس
من الحرم المبارك في الطواف
هنا حيث الهدى ينساب صرفا
وتذوي كل أسباب التجافي
هنا حيث المسرة خالجتنا
بأنوار المحبة والتصافي
هنا الأحلام تزهر فهي يقظى
وحلم من ازدراها الدهر غافي
سنام المجد نعل في ثراها
ومبغضها من الأمجاد حافي
نهارا في حميم القيض يسعى
ويرقد في المساء بلا لحاف
هنا مهوى النفوس وخير أمن
وكل الخير ساحتها يوافي
هنا حيث استقر بني معد
وعبد الدار بعد بني مناف
هنا الرحمن مد ظلال أنس
وكهفا من خفي اللطف دافي
وأمطر غيث حب في الحنايا
به ائتلف الجلاف مع الضعاف
وأطعم أهلها من بعد خوف
فآلوا للغنى بعد "الحِراف"
هنا أمر من الرحمن حقت
بشائره لدى نون وكاف
فليس لنا سوى الرحمن ربا
من الأعداء والآفات كافي
ومن عسر الزمان يفيض يسرا
ومن كل السقام الله شافي
فليس يؤوده والله شيء
جزيل الفضل مظهر كل خافي
أنار بنور مكة ما عداها
فلم تلمس دهاليز التنافي
هنا حيث النبوة أسعفتنا
بغيث من شجى الأقذاء صافي
وتهتز الجوانح في ثراها
كمن رشف الرحيق من السلاف
وشع السعد في أفياء روحي
وطاب بنهلها الصافي اغترافي
تهادت في الجوانح ورد بوح
ترنح بين نهل وارتشاف
فواعجبا لمن يرمي بعجب
يقين الحق بالظن الجزاف
ومن قطعوا طريق الحق ظلما
جوارحهم تقطع من خلاف
فبت أنوح خوفا من ذنوب
كظمآن توغل في الفيافي
تمادى بي الأسى وسني بشر
فأهرقت المدامع باعترافي
عسى المولى يكفر سيئاتي
ويصفح عن شنيع الإقتراف
ويكرمني بصرف رضاه عني
وجنة عدن دانية القطاف
ويطفئ نار حرب أنهكتنا
بنصر الحق في ختم المطاف
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2450 مرة