هؤلاء في الداخل وَأُولئك في الخارج................بقلم العلامة/محمد محمد المطاع
هؤلاء في الداخل وَأُولئك في الخارج
بقلم العلامة/محمد محمد المطاع
قبل أن أدخل في الموضوع أُقبّل أيدي صُنّاع الصواريخ ومن قصم ظهر العدو وأسقط رهانه وكبريائه وعنجهيته في عقر داره وأُقبّل ايدي وجباه أُولئك الابطال في الجبهات، واسأل الله العلي العظيم أن يصعد بشهدائه إلى أعلى جناته وأن يجعل ممن تبقى منهم رموزاً للأبطال والشجعان وحُماة الدين والوطن.
وأعودُ إلى الموضوع الذي اشتغل به مَن لا يفهمون عواقبَ ألسنتهم أنها تهوي بهم في قعر جهنم سبعين خريفاً.
يقولون إن هؤلاء الشيعة يسبون الصحابة وأنهم رافضة وأنهم كفرة وأنهم يقتلون أهل السنة وغير ذلك من الترهات والأكاذيب والزور والبهتان, واذا قلت لأحدهم: هل تشهد لله أنهم هكذا يقول لا أشهد ولكن الناس يقولون، وتقول له هل تكفّر أمة من امة محمد تشهد أن لا إله إلّا الله وتشهد أن محمداً رسول الله يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويصومون ويحجون ويجاهدون في سبيل الله ويرفضون موالاة اليهود والنصارى وأنت تكفّرهم بحكاية قالوا!!؟
هل تعرف ما يترتب على التكفير من سفك الدّماء؟ وهل تعرف أن التكفيرَ يعودُ عليك بالضرر أنت قبل غيرك؟, عندما يسمعُ منك هذا الكلام يدير ظهره عنك ولا يعجبه ويذهب إلى رفيقه الذي على شاكلته يقول له: هذا رافضي وهو مِن مَن يسب الصحابة, وهكذا, أَصْبَحت كلمة سب الصحابة هي قميص عثمان الذي يرفعها الأفّاكون في وجوه الشيعة، ولو سألت هذا وأمثاله مَن هو الصحابي أولاً وهل تعرف مَن هم الصحابة المهاجرون والأَنْصَار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه؟، وهل تعرف من الذي جلده عمر رضي الله عنه منهم؟، وهل تعرف بسر بن أرطأة وما عمل في اليمن إذ قتل طفلين وهما في حُضن أمهما في صنعاء؟!، وهل تعرف مَن هم الذي صُدوا عن الحوض وقال عنهم الرسول: (أصحابي أصحابي فقيل له أنت لا تدري ما احدثوا بعدك)؟، وهل تعرف الطلقاء مَن هم؟، وهل تعرف مَن هو منهم، من قال فيه الرسول لا اشبع الله له بطناً؟, وهل تعرف مَن قال فيهم الرسول لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة وهم يدعونكم إلى النار؟, وهل تعرف مَن قتل هذا الصحابي الجليل، وهل تعرف من هي الفئة الباغية؟، وهل تعرف من الصحابة من قاتل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب الذي قال عنه الرسول: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا؟, وهل تعرف من أول من سب الصحابة على آلاف المنابر؟، وهل تعرف أن الصحابة رضي الله عنهم وَرضوا عنه وغيرهم هم بشرٌ وليسوا معصومين والبشر يحدث منهم الصواب والخطأ؟، وهل تعرف كم عدد القتلى في صفين وفي الجمل بسبب هذا الذي تدندنون حوله، وهو معاوية بن أبي سفيان؟، وهل تعرف ما فعله أبوه في المسلمين وما فعلته أُمُّه هند آكلة الأكباد بسيف الله الحمزة؟.
مشكلتكم أَوْ البعض منكم هو الجهل وخدمتُكم للطغاة، أنتم تجهلون الصحابة وتجهلون أهلَ البيت, والبعض منكم لا يتورّع في التكفير والتفسيق ويجهل عقوبتهما وما يترتب عليهما.
والمشكلة الثانية أي شخص يبيع دينه مقابل المال هذا لا مكان له في جماعة المؤمنين, مهما تشدّق ومهما خدع الجماهير فإن الله يكشف خباياه عندما يمثُل بين يديه.
والمشكلة الثالثة أنكم لا تتعمقون ولا تتفهمون في القُرْآن الذي يحذركم ويقول ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)).
ولا تفهمون ما معنى [من كفّر مسلماً فقد كفر], فبغضكم لأهل البيت قد أعمى صوابكم، يخطب الخطيبُ منكم ساعةً أحياناً ولا يذكر أحداً من أهل البيت سوى الرسول عليه وعلى آله الصلاة والتسليم وعلي فقط يقول علي قله من هو علي؟؟! علي محسن أَوْ علي مقصع أَوْ علي عبدالله صالح!! علي علي من هو علي!!؟ حتى وهو يستعرضُ الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وفي معرض حديثه وكأنه لا وجود لمن زكّى بخاتمه وهو راكع ولا وجودَ لقول الرسول الذي قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي من بعدي، وكأنهم لا يعرفون من هو الذي يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، ومن هو الذي فتح خيبر, ومن هو الذي بارز عمرو بن ود وقتله، ومن الذي فَدَى رسولَ الله في مرقده، فلما لم تغاروا عليه وتلعنوا مَن لعنه على المنابر وأمر بلعنه، ألستم أغبياءً ألستم تبغضون أهل البيت، انا اتحدى واحداً منكم أن يطلع المنبر ويثني على علي بن أبي طالب وزوجته بضعة رسول الله وولديه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وبصفة دائمة كما تتشدقون بغيرهم وبصفة دائمة، إنكم تبررون بغضكم لأهل البيت برفع قميص عثمان سب الصحابة، الصحابة الذي رضي الله عنهم ورضوا عنه لا يسبهم إلا ناقصٌ في إيْمَانه، أما من أعوج منهم أَوْ أعوج من أهل البيت فلا مكانَ له في شرف الصحبة وشرف بيت النبوة.
افهموا افهموا وخافوا الله، أعراض المسلمين حرام حرام عليكم وعلى غيركم هل تعرفون مَن هم الشيعة في اليمن؟؟ هُم الذين يحبون أهل بيت النبي.
هل هي كبيرة عليهم وهم أَيْضاً يحبون المؤمنين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، هذا المحبة أوجبها عليهم دينهم وإسْلَامهم وأخْلَاقهم، أما الكراهية أما الحقد أما الطغيان أما الفساد أما المفسدون أما الكذب أما الكذابون أما العنصرية أما العنصريون أما التكفير أما التفسيق أما أكل لحوم البشر الموحدة أما القتل الحرام القتل الحرام القتل الحرام أما الفتنة بين الناس أما أكل المال الحرام أما بيع الدين بالدنيا أما موالاة اليهود والنصارى والارتماء في احضانهم أما موالاة ومساندة الظالم أما طاعة من يعصي الله أما الرضاء بالمنكر أما ما يغضب الله فإن كُلّ ذلك ليس من أخْلَاقهم ولا من دينهم ولا من مرؤتهم.
هل تعرفون أن اليمن بشقيه الشافعي وَالزيدي كانوا على هذا المنوال منذ أن بزغ فجرُ الإسْلَام حتى جاء هؤلاء الجهلة بالإسْلَام والذين يتركون القُرْآن والسنة الصحيحة التي تتفق مع القُرْآن ويتمسكون بأحاديث غير صحيحة تتصادم مع القُرْآن، وقد حذر الرسول عنها وقال (سيُكذب عليّ من بعدي ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعدَه في النار)، وهي تخدم الطغاة في الدرجة الأولى، ولهذا روّجوا لها، افهموا الأمر جد ومَن أنذر فقد أعذر، أنقذوا أنفسكم من النار وصونوا أعراض المسلمين المؤمنين، افهموا يا أغبياء.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1793 مرة