هداية العقول شرح غاية السؤل .. للسيد العلامة المجاهد الحسين بن القاسم (ت1050هـ / 1640م)
هداية العقول شرح غاية السؤل .. للسيد العلامة المجاهد الحسين بن القاسم (ت1050هـ / 1640م)
شرح على متن الغاية، من أشهر كتب الزيدية في أصول الفقه، وصفه العلامة الشوكاني بقوله: " الكتاب المشهور الذي صار الآن مدرس الطلبة وعليه المعول في صنعاء وجهاتها، وهو كتاب نفيس يدل على طول باع مصنفه، وقوة ساعده، وتبحره في الفن، اعتصره من مختصر المنتهى وشروحه وحواشيه ومن مؤلفات آبائه من الأئمة في الاصول، وساق الأدلة سوقا حسنا، وجوّد المباحث، واستوفى ما تدعو اليه الحاجة ولم يكن الآن في كتب الأصول من مؤلفات أهل اليمن مثله"، وهو أعلى كتب المنهج المعتمد في مدارس الزيدية لا يكمله الطالب إلا عند بلوغ مرحلة الاجتهاد، وحتى التاريخ المعاصر.
وقد طبع مع متنه في مجلدين. هما هذان.
وأما مؤلفه
فهو الإمام المحقق " الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي. أمير، مجاهد، فقيه، مجتهد، حافظ، أصولي، منطقي، نحوي، من أكابر علماء اليمن العاملين، وعظماء الآل الكرام"، وصفه سيد العلماء والمحققين في عصرنا العلامة مجد الدين المؤيدي رحمة الله عليه بـ"سيد المحققين الأعلام"، و "إمام المحققين الأعلام". وشهد الشوكاني على عظمة هذا الإمام وأنه استطاع تأليف عويصات كتابه هذا، وهو يقاسي عويصات الحروب وعقبات الجهاد في عصره ضد الأتراك، وهي شهادة من غير متهم بمحبة المؤلف، يقول الشوكاني في البدر الطالع: "وبرع في كل الفنون، وفاق في الدقائق الاصولية والبيانية والمنطقية والنحوية، وله مع ذلك شغلة بالحديث والتفسير والفقه، وألف الغاية وشرحها الكتاب المشهور ... ولم يكن الآن في كتب الأصول من مؤلفات أهل اليمن مثله، ومع هذا فهو ألّفه وهو يقود الجيوش، ويحاصر الأتراك في كل مواطن، ويضايقهم ويوردهم المهالك، ويشن عليهم الغارات، وله معهم ملاحم تذهل المشاهد لبعضها عن النظر في كتاب من كتب العلم فكيف به رحمه الله وهو قائد الجيوش وأمير العساكر والمرجوع اليه هو وأخوه الحسن المقدم ذكره فيما دق وجل من أمر الجهاد فان بعض البعض من هذا يوجد تكدر الذهن وتشوشه ونسيان المحفوظات فضلا عن تصنيف الدقائق وتحرير الحقائق". وذكر أنه كان هو وأخوه السيد الحسن مرجعي القيادة العسكرية في معركة التحرر من الأتراك، ويستغرب الشوكاني من عبقريته التي جمعت بين النبوغ الحربي والعلمي، يقول: "فان بعض البعض من هذا يوجد تكدر الذهن وتشوشه ونسيان المحفوظات، فضلا عن تصنيف الدقائق، وتحرير الحقائق، والمزاحمة لعضد الدين والسعد التفتازاني والاستدراك عليهما وعلى أمثالهما من المشتهرين بتحقيق الفن، فما هذه إلا شجاعة يتقاعس عنها الشجعان، ورصانة لا يقعقع لها بالشنآن، وقوة جنان تبهر الألباب وثبات قدم في العلوم لم يكن لغيره في حساب".
وفي هذا أكبر رد على من يرى في طلب العلم مشكلة مانعة عن الجهاد أو العكس.
توفي الإمام المجاهد العظيم والعلامة الأصولي الكبير في ربيع الآخر، سنة 1055هـ/ الموافق يوليو 1640م.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 3344 مرة