أسلحة العدوان المحرمة دولياً تُقطع أوصال اليمنيين
جمال الأشول-الأخبار اللبنانية*
ضاق قسم الحروق والتجميل في «المستشفى الجمهوري» في صنعاء بالمصابين نتيجة العدوان السعودي المستمر على البلاد منذ تسعة أشهر. آلاف الحالات التي يدمى لها القلب وصلت إلى المستشفى لتلقي العلاج. أطباء في المركز أكدوا لـ«الأخبار» أن الإصابات ناتجة من استخدام أسلحة غير تقليدية حيث لاحظوا عدم استجابة تلك الجروح للعلاج بالرغم من اجراء كل العمليات والإجراءات الطبية اللازمة، إلا أن الحالات تستمر في التدهور والجروح في الاتساع، مضيفين أن «كل الشواهد والمعاينات من هذه الجروح الغائرة في أجساد المصابين تؤكد استخدام العدو لأسلحة محرمة دولياً».
حسين الحمزي مواطن يمني، أصيب بقصف لطائرات العدوان على محافظة صعدة، وعانى حروقا صغيرة في ساقيه وبعض الأماكن من جسده، ولكن تلك الجروح ما لبثت أن اتسعت وتآكلت، حيث ظلت الأنسجة تتآكل إلى أن ظهر العظم في ساقية.
مدير «مركز الحروق والتجميل» في «المستشفى الجمهوري» في صنعاء، الدكتور صلاح الحيضاني، أكد في حديث لـ«الأخبار» وجود وفيات عدة نتيجة الإصابة بهذه الأسلحة المحظورة، مشيراً إلى أن المركز يواجه صعوبات في المعدات والعناية المركزة كما أنه لا تتوافر لدى المركز إمكانية تحديد نوعية الجروح. ودعا الحيضاني المنظمات الدولية والعربية إلى المساعدة على تحديد نوعية الإصابات التي تسببها الأسلحة المحرمة دولياً ويستخدمها العدوان السعودي ضد اليمنيين.
وفي موازاة استعمال الأسلحة المحرمة دولياً يمعن العدوان السعودي في إلقاء الآلاف من القنابل العنقودية في محافظة صعدة، حيث تحصد هذه القنابل يومياً عشرات الأرواح. الطفل محمد واحد من الأطفال الذي خدعه منظر الجسم الغريب أمام منزله فانفجر فيه وهو اليوم بين الغيبوبة والحياة. ويقول والد محمد في حديث لـ«الأخبار» أن محمد (11 عاماً) أن العدوان ألقى قنابل عنقودية صغيرة تشبه القلم، مضيفاً أن محمد وجد إحدى هذه القنابل ظناً منه أنها قلم ولم تلبث إلا دقائق حتى انفجرت فيه.
ويكشف الدكتور أحمد اسحاق من «المستشفى الجمهوري» في صعدة، في حديث لـ«الأخبار»، عن أن الكثير من النساء الحوامل في مناطق القصف يلدن أطفالاً مشوهين، جراء استنشاق الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي. ويوضح إسحاق أن الغازات السامة المنبعثة من القنابل التي يستخدمها العدوان السعودي، أثرت على الأجنة.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» رصدت في تقرير لها حالات عدة، ممن أصيبوا بجراح جراء الأسلحة المحرمة التي ألقاها العدوان على صعدة ومنها أسلحة جديدة تجريبية صنعت في أميركا وتؤدي إلى قطع الأرجل والأيدي والإصابة بحروق صعبة جدا تؤدي في نهاية المطاف إلي موت المصاب.
وأكد مسؤول «مركز المعلومات»، صلاح العزي، أن «العدوان السعودي استخدم أنواعا عدة من الأسلحة المحرمة في العديد من المحافظات، وكان لمحافظة صعدة النصيب الأكبر من هذه القنابل». وأشار العزي في حديث إلى «الأخبار» إلى أن العدوان استخدم الأسلحة المحرمة أيضاً بشكل كبير جداً في مناطق عدة، أبرزها في مديرية الصفراء «نشور، شافعة، المقاش، في منطقة خولان التي تضم مران، ساقين وحيدان».
تنوعت الأسلحة المحرمة دولياً التي استعملها العدوان في اليمن بين القنابل العنقودية، الفراغية، الفوسفورية والنيوترونية. المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية، تميم الشامي، قال إن الوزارة أحصت شواهد كثيرة على استعمال «التحالف» للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزل في العاصمة صنعاء، صعدة، حجة، تعز، ومأرب. وأضاف في تصريح لـ«الأخبار» أن «العدوان السعودي قصف منطقة الوازعية في تعز مستخدماً قنابل عنقودية، وأخرى فوسفورية على المخا في تعز، أدت إلى استشهاد عشرات المواطنين وأضرار بالغة في الممتلكات».
وكان الطيران السعودي قد قصف لمرات عديدة بقنابل محرمة دولياً منازل المواطنين والمنشآت الحكومية في منطقة ذو باب في محافظة تعز خلفت أجساداً متفحمة وفقدان بعض الجرحى لأعينهم، وكذلك في المخا والوازعية في المحافظة نفسها. وفي محافظة مأرب أيضاً استخدم طيران العدوان أسلحة محظورة استهدفت تحديداً منطقة الجفينة، وتبة المصارية، والفلق الغربي والشرقي، ومناطق أخرى في صرواح، غير أن المنظمات الدولية لم تصلها ميدانياً حتى اللحظة.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1749 مرة