بيان الملتقى الإسلامي بشأن صد النظام السعودي لحجاج اليمن عن بيت الله الحرام
بيان الملتقى الإسلامي
بشأن صد النظام السعودي لحجاج اليمن عن بيت الله الحرام
----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) الأنفال34، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله القائل لحجاج بيت الله الحرام: (مرحبا بوفد الله، مرحبا بوفد الله، مرحبا بوفد الله)، وبعد:فإن الملتقى الإسلامي يعتبِر منع النظام السعودي للحجاج اليمنيين عن بلوغ بيت الله الحرام صدا عن بيته الحرام، ونوعا من أنواع العدوان القائم على شعب الإيمان في اليمن، وهو أمر مستنكَر ومرفوض ويجب على الأمة جميعا أن تنكره وتقبِّحه، ومع ذلك فليس الصد عن البيت الحرام أقل جرما مما يرتكبونه يوميا من مجازر وحشية وهمجية بحق الأطفال والنساء في طول اليمن وعرضه، كما أنه ليس أشد جرما من تلك المجزرة الفظيعة التي ألحقها جيش عبدالعزيز آل سعود بآلاف من حجاج اليمن في وادي تنومة عام1340هـ غدرا وختلا.لقد طالما سيّس آل سعود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، واستغلوها استغلالا انتهازيا لمآرب سياسية عدوانية، وصدّوا عنها كل من أنكر عليهم منكرا، واتخذوها نوعا من العقوبات ضد من يناوئهم، ولم يكتفوا بذلك بل عمّموا جريمتهم هذه على المجتمعات لمجرد أن أشخاصا أو نظاما فيها لا يروق لهم، وهو تسييس قبيح ما كان له أن يتم لولا عدوانية آل سعود ونظامهم المجرم الذي تعدّى على الله وعلى عباده المؤمنين، ولم يراع حرمة ولا شعيرة، ولولا سكوت المسلمين عن التناهي عن هذه المنكرات.لقد أحيا آل سعود سنة القرشيين إذ صدّوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عن البيت الحرام، فآذنهم الله بعذابه الشديد، والذي لن يكون عن آل سعود ببعيد، فقال عز من قائل: (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)، ثم أسقط الله الولاية الواقعية لهؤلاء الصادِّين عن بيته الحرام، فبشّر الله المسلمين بفتح مكة، (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) الفتح: 27.ويعلم جميع المسلمين أن حق اليمنيين في بلوغ البيت الحرام مثل حق أي مسلم في هذا الكون، يستوي فيه الحاضر والبادي، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) الحج25، ولكن مع ذلك نستغرب صمت علماء المسلمين وهيئاتهم الدينية ومؤسساتهم العلمية والدعوية عن إنكار هذا الجرم الكبير، والصدع بقول الحق فيه أمام هؤلاء الطغاة المستكبرين، الذين طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد.إن الملتقى الإسلامي إذ يحذِّر جميع المسلمين من مغبة السكوت على هذه الجريمة الشنعاء، والمعصية الصلعاء، فإنه يدعو إلى تحرير إدارة الأماكن المقدسة من هذا النظام المتمادي في مجازره وعدوانه على اليمن والصاد لحجاجه المؤمنين عن البلد الأمين، ويدعو إلى إسنادها إلى إدارة إسلامية شعبية، لا تأتمر للأنظمة، ولا تخضع لأهواء السياسة وصراعاتها.أخيرا نسأل الله أن يرفع الغمة عن هذه الأمة، وأن يقوي إيمانها حتى تعلم أن كلمة الحق لا تقدِّم أجلا، ولا تمنع رزقا، ونسأله أن يثبِّت المجاهدين، وينتقم من الظالمين المعتدين الباغين، المتمادين في غيهم وضلالهم ومجازرهم البشعة وصدهم عن البيت الحرام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
وصل اللهم وسلِّم على سيدنا محمد وعلى آله الأكرمين.
صادر عن الملتقى الإسلامي الأربعاء بتاريخ 3 ذي الحجة 1436هـ الموافق 16 / 9 / 2015م.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1233 مرة