بيان رابطة علماء اليمن بشأن اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أوْلِيآءَ الشَّيْطَانِ، إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفا)،
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الراشدين ومن سار على هديه إلى يوم الدين، وبعد:
تابعنا في رابطة علماء اليمن الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام عن قيام قوات الاحتلال الصهيوني باقتحام المسجد الأقصى، ومواصلة انتهاك حرمة وقدسية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لليوم الخامس على التوالي، ارتكبت خلالها عشرات الاعتداءات بحق أبناء المدينة وروّاد المسجد المبارك من شيوخ وشباب ورجال ونساء.
إننا في رابطة علماء اليمن ندين ونستنكر اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى واعتداءاتها المتكررة على مدينة القدس والمقدسيين، ونعتبر أن ذلك لم يكن ليحصل لولا تقاعس العرب والمسلمين -شعوباً وحكومات- عن واجب الجهاد في سبيل الله ونصرة الفلسطينيين، والذي انعكس سلباً على حركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل، ووصل الأمر ببعض دول المنطقة التي طبّعت علاقتها مع ذلك الكيان الذي يسمى "إسرائيل" إلى تجريم جهاده ومقاومته أو الحشد والإعداد له، بل وحذفت من مناهجها التعليمية كل الآيات التي تدعو للجهاد وقتال العدو، وحذفت كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف والأراضي العربية المحتلة!
ونؤكد بأنه لولا وجود بعض الأنظمة التابعة والعميلة للعدو الصهيوني، لما تجرأ على احتلال الأرض ونهب الثروات ابتداءً فضلاً عن إزهاق الأرواح وانتهاك المقدسات منذ ما يربو على ستين عاماً، فيما لا يزال بفضل هذه الأنظمة يراهن على الاستمرار والازدهار مستقبلاً، من خلال توجيهها لممارسة نفس سياساته الإجرامية بحق أبناء وشعوب المنطقة قتلاً وتدميراً وغزواً واحتلالا؛ إما من خلال التدخل المباشر كما يحصل اليوم من عدوان سافر على بلادنا بقيادة المملكة السعودية ودول الخليج عدى سلطنة عمان، وإما من خلال التدخل غير المباشر كما يحصل من حشد وجلب عناصر الإجرام وعصابات القتل والذبح إلى سوريا والعراق وليبيا.. الخ، بدعم مباشر ومعلن من السعودية وقطر وغيرهما.
وإزاء ذلك فإننا ندعو أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى نبذ الخلافات والصراعات الداخلية التي يغذيها العدو الصهيوأمريكي وعملائه في الداخل والخارج، وتوحيد الصفوف والجهود والقدرات لمواجهة العدو في مختلف الجبهات والساحات، ونحذر من الاغترار بأساليب وأدوات التضليل والخداع، التي توغر الصدور وتبث البغضاء والشحناء بين الناس بغرض تشتيت أفكارهم وخلط الأمور عليهم وتفريقهم وتقسيمهم إلى فرق ومجموعات مختلفة ومتصارعة .
وفي هذا الصدد نؤكد بأن الفتنة الطائفية والمناطقية مجرد زوبعة إعلامية من حيث الأساس، تم التسويق والترويج لها في بلادنا ومنطقتنا العربية من قبل وسائل الإعلام بصورة أو بأخرى، فيما هي في الحقيقة ليست سوى خدعة صهيونية خبيثة ولعبة شيطانية حقيرة، الغرض الرئيسي منها هو ضرب أبناء المنطقة بعضهم ببعض والتغطية على جرائم العدو الصهيوأمريكي الذي يحتل منطقتنا ويغتصب ثرواتنا ويدمر مجتمعاتنا وكل قيمنا ومبادئنا ليفرغها من مضمونها، والله سبحانه وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، ويقول سبحانه: (وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير(
. إننا في رابطة علماء اليمن لنحيي صمود أبناء القدس الشريف والشعب الفلسطيني قاطبة، وندعو أبناء الأمة العربية والإسلامية لدعمهم ورفدهم بالمال والسلاح في مواجهة العدو الصهيوني، سائلين الله تعالى أن يربط على قلوب المجاهدين في كل مكان وأن يثبت أقدامهم ويسدد رميهم، وأن يجمع شمل أمتنا ويوحد صفها، وأن ينصرنا جميعاً على عدونا الصهيوأمريكي المحتل وأدواته في المنطقة، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن
الجمعة 5 ذي الحجة 1436هـ الموافق 18 سبتمبر 2015م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 618 مرة