الناطق الرسمي لأنصار الله يكشف العوائق التي حالت دون مشاورات جنيف
كشف الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في منشور له على صفحته في ” فيس بوك” عن أهم العوائق التي حالت دون مشاورات جنيف التي لم تتم.
فيما يلي نص المنشور”
جرت في صنعاء ومسقط جولات نقاش متعددة مع الأمم المتحدة بغرض عقد مشاورات تناولت ما له علاقة بأجندة المشاورات/ الفريق المفاوض / المدة الزمنية / مكان التشاور / نقل الوفد / خطوات بناء الثقة الى آخر ما له علاقة بهذا الجانب.
وبعد الانتهاء من ترتيبات تشكيل الوفد من قبل المجلس السياسي الأعلى، وقبل أن توجه الدعوة إليه لحضور المشاورات؛ تم إشعار الأمم المتحدة في لقاء بمسقط بأهمية توفير طائرة عمانية لنقل الوفد تفاديا لعراقيل تحالف العدوان، وأكدنا على الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها بهذا الشأن ومن وقت مبكر بما يسمح للمشاورات أن تنعقد في موعدها.
وتمت الأمور على هذا الأساس وعندما انتهينا من مختلف الترتيبات اللازمة وأبلغنا الأمم المتحدة بجاهزية الوفد وانتظاره للانتقال إلى سلطنة عمان مع عدد من الجرحى بحكم وجود الطائرة ومع استعداد السلطنة كالعادة مشكورة على تقديم العلاج والتسهيلات سواء لديها أو لنقلهم إلى دولة أخرى؛ نفاجأ أن الأمم المتحدة ما زالت تسير بروتين مختلف وأن أمامها عراقيل كبيرة من قبل الطرف الآخر، وأن هناك من يريد أن يضعنا أمام الأمر الواقع.
حينها أبلغناهم برفضنا نقل الوفد من صنعاء على طائرة أممية لأسباب عدة أمنية وأخلاقية وإنسانية وشرحنا لهم ذلك في محطات سابقة خلاصتُها تجربةٌ مريرةٌ مع الأمم المتحدة ذاتها بعجزها عن حماية رحلاتها أمام استهتار النظام السعودي باعتراضه مسار طائراتها وإنزالها في مطاراته، وذات مرة عملت على تأخير المبعوث نفسه لساعات عدة في مطار صنعاء، إضافةً إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على تقديم أي ضمانات للذهاب والعودة.
ومن تجربة مشاورات جنيف الأولى حين منعت الطائرة من عبور أجواء السودان، وعقبها لم يعد الوفد الا بعد تدخل من قبل سلطنة عمان، وهكذا في كل جولة تتكرر العراقيل، وفي مشاورات الكويت بقي الوفد الوطني في مسقط لأكثر من ثلاثة أشهر ولم يعد إلا بأشبه بصفقة تمثلت بتسليم جواسيس أمريكيين ألقي القبض عليهم من قبل الأمن القومي في صنعاء مقابل عودة الوفد الوطني.
وهذه المرة فَشلت الأمم المتحدة أو أُفشلت في استخراج الترخيص اللازم، وادعى تحالف العدوان كعادته أننا نفرض شروطا ذاهبا في تطرفه إلى حد زعم أن الجرحى هم إيرانيون ولبنانيون في إفلاس سياسي وإسفاف إعلامي طبع التحالفَ من أول يوم في العدوان.
في هذه الأثناء أبلغتنا الأمم المتحدة أنها وتماشيا مع المخاوف السعودية ومن معها سوف يتم السماح لطائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف، فأبدينا موافقتنا على أن نصطحب معنا مرضى وجرحى لتلقي العلاج في أوروبا نظرا لحالتهم الحرجة كون المطار مغلقا كليا منذ أكثر من سنتين ومن حق الحالات الحرجة أن تلقى اهتمامنا خصوصا وأننا ذاهبون للحديث عن معاناة شعب ولسنا طلاب امتيازات.
وسفر الجرحى والمرضى إلى أوروبا بمعرفة الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية يزيل بل ينسف ادعاءات تحالف العدوان عن حاجته لمعرفة هوية الجرحى وهل هم يمنيون أو غير ذلك.
قيل إن الوفد الآخر لا يشترط إخراج جرحى أبلغناهم أن هذا شأنه، ثم لماذا لا يقومون بإخراج جرحاهم، ونحن لن نعترض على ذلك بل نراه واجبا عليهم، وعندما سهلت السلطات العمانية مرور عدد من جرحى أبناء محافظة تعز شجعنا هذا الإجراء وأكبرناه لقيادة السلطنة كونه موقفا إنسانيا وأخلاقيا، فأي جريح أو مريض من حقه أن ينال علاجه أيا كان انتماؤه، رغم أن من هم تحت الحصار الشامل هم المتواجدون في صنعاء وبقية المحافظات الغير خاضعة للاحتلال.
ومطلبُ إخراج جرحى أو إعادة عالقين لأنه لم تتوفر رحلات خاصة بهم، فلا أتاح لهم العدوان أي رحلة، ولا فتح لهم مطار صنعاء، بل يزيد من إجراءاته المتعسفة والإجرامية بحق كل اليمنيين.
ومن خلال تواصلنا مع بعض سفراء الدول الدائمة العضوية وجوابنا على تساؤلهم لماذا لا نحضر إلى جنيف ؟ كنا نقول لهم هل أنتم مستعدون أن تضمنوا سلامة الوفد وعودته؟ وهل أنتم ستقدمون طائرة رسمية من بلدكم كانوا يجيبون بالنفي، بل أحدهم قال هذا صعب وليس سهلا، وآخر أفاد أنه لا يمكن أن يضمنوا أي جهة أخرى لا أمم متحدة ولا غيرها إلا ما كان يتبع طيرانهم هم .
وأمام هكذا مجتمع دولي لا يثق في تحالف ليس في حرب معه، فكيف لنا ونحن في حرب أن نقبل على أنفسنا وعلى وفدنا الوطني أن يفرض آليةَ خروجه ويتحكمَ فيها عدوٌ متغطرس لا يحتكم لأخلاق ولا لقوانين، ولا تثق به أي دولة، وممكن أن يعمل بحق الوفد أي حماقة من إنزال طائرتهم، وتعريضهم للإذلال والمضايقات، والأمم المتحدة لا تملك أن تقول شيئا وإن تكلمت فلن يسمعها أحد.
وهنا نؤكد أنه وأمام تعاظم معاناة شعبنا فإعادة فتح مطار صنعاء أولويةٌ إنسانية قبل أي اعتبار آخر وسنعمل على مواجهة غطرسة العدوان بكل الوسائل الممكنة، وتقرير الخبراء يقر بعدم قانونية إغلاقه إطلاقا، والأمم المتحدة كما المجتمع الدولي أمام اختبار تاريخي، والشعبُ اليمني لن يبقى مكتوفَ الأيدي، ولن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يظل قابعا في معتقل كبير ولن يحول دون تصديه للعدوان والحصار أي تحد مهما كان، وسيطرةُ التحالف الأرعن على المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية لن تمر بدون ثمن باهظ يدفعه عدو نعلم من توحشه أنه لو كان بإمكانه أن يصادر الهواء لفعل.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 425 مرة