تحول استراتيجي في مسار المعركة مع قوى العدوان
شهدت المرحلة الأخيرة تحولاً استراتيجياً واضحاً في مسار المعركة مع قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم ، حيث استطاعت قوات الجيش واللجان الشعبية بعون الله تعالى وبرفد الشعب اليمني وحكمة القيادة إحداث تغيير استراتيجي وتحول أدهش المتابعين الدوليين والمراقبين العسكريين وذووا الاختصاص ، ليس على مستوى التخطيط والتكتيك العسكري الموفق والمفاجئ ولكن ايضاً على مستوى الأداء والتنفيذ الميداني للعمليات العسكرية .
إتقان المعركة الواسعة
من المعلوم لدى جميع المدارس العسكرية أن تنفيذ أي عمليات عسكرية واسعة تحتاج إلى عوامل كثيرة لضمان نجاحها ومن أبرزها التكتيك العسكري المحكم والزخم البشري للقوات وكفاءة السلاح والإسناد المتواصل وتوفر العامل اللوجستي بكل اقسامه والتغطية النارية المتواصلة ايضاً والقدرة على السيطرة على أرض المعركة ، إلا أن ما يحدث مع الشعب اليمني بجيشه ولجانه في معاركه ضد قوى العدوان الغاشم – بحسب مراقبين، لهم باع في العلوم العسكرية – أشبه شيء بالمعجزة ، إذا لا تكافؤ عسكري لا في العدة ولا في العتاد ومع ذلك يكسب المقاتل اليمني المعركة وتمتلئ خزائنه بالسلاح والعتاد الأفخر على مستوى العالم من المعسكرات التي سيطر عليه .
عملية نصر من الله بمرحلتيها الأولى والثانية تصدرت بحسب المتحدث العسكري قائمة أقوى وأوسع وأكبر عمليات الجيش واللجان الشعبية منذ بدء العدوان وذلك نظراً للرقعة الجغرافية التي طهرت ( 500كم مربع) وعدد الأسرى من قوات العدو ، ولحجم العدة والعتاد الذي غنمه الجيش واللجان الشعبية ، وكذلك الوقت الزمني القصير جداً وحجم ما تكبدته قوى تحالف العدوان سواء على المستوى البشري أو العتاد ، فكان تنفيذ هذه العملية الواسعة والنجاح فيها تحولاً استراتيجياً في مسار العمليات العسكرية مع العدو.
تحليل عسكري
الخبير في الشؤون العسكرية العميد أمين حطيط قال في معرض كلامه عن عملية نصر من الله إن العملية جاءت بحجم وضخامة وعمق يتعدّى كل ما سبقها من عمليات ويفوق من حيث الأهمية العسكرية والقتالية عملية المسيَّرات اليمنية التي استهدفت أرامكو – بقيق ، وأنها أنزلت بتحالف العدوان كارثة عسكرية ميدانية عملانية واستراتيجية فريدة من نوعها تكاد تكون غير مسبوقة في التاريخ العسكري.
وأكد من باب القراءة التحليلية للعملية على نقاط عدة منها أنها كشفت عن وهن قوى العدوان بقيادة السعودية وترهّل بنيوي وضعف عضوي في تشكيلاتها وانعدام معنوياتها، حتى وصل الوضع إلى مستوى الفضيحة واجتمع عندها الانهيار الإدراكي مع الانهيار الميداني ، وليس سهلاً أن يتقبل المراقب العسكري صورة الاستسلام الجماعي كما أظهرته الصور الموثقة وانهيار 3 ألوية قتال وأسر 2000 من عناصرها وسوقهم في الجبال كالقطيع، بعد أن غنمت القوى اليمنية منها الكثير من السلاح والآليات.
وأشار إلى أن العملية تشكل تحوّل استراتيجي هام في الصراع على اليمن انتقل فيه الجيش واللجان الشعبية اليمنية من حالة الدفاع المحدود والقتال بالجماعات الصغيرة للإزعاج والتي تنفذ عبر الإغارات والكمائن الصغيرة والدفاع عن مراكز نقطية، إلى وضع الجيش القادر على الدفاع بالتشكيلات الكبرى بشكل مناطقي مساحي، أو الهجوم بالتشكيلات العسكرية العاملة بمبادئ التساند المتبادل بين الأسلحة والقادرة على مهاجمة تشكيلات بحجم لواء وفرقة ما يفتح الطريق أمام اليمن لتنفيذ عمليات كبرى وتحرير اليمن من الجيوش الأجنبيّة.
*نقلا عن موقع أنصار الله
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 419 مرة