الأمم المتحدة .. ازدواجية المعايير ومنح صكوك الغفران
أمر غريب تصنيفات الأمم المتحدة للعديد من القضايا الرئيسية، المنظورة أمامها، حيث تصيب تلك التصنيفات المتابع والمراقب لأداء الأمم المتحدة بالغرابة والذهول وهي توزع صكوك الغفران والخطايا للعديد من الدول والمنظمات والشخصيات القيادية في العالم.
يفترض أن تكون هناك معايير قانونية وأخلاقية لرؤية الأمم المتحدة للقضايا المنظورة أمامها باعتبارها هيئة دولية اتفق العالم أن تكون مرجعية تحق المحق وتجرم المخطئ دولا كانت أو منظمات .. ترسي أسس قانونية للعدالة في العالم، تساهم بهذا القدر أو ذاك في ترسيخ أسس القانون الدولي والعدالة والمساواة.. ترفض الضغوط التي تمارس على عملها من قبل الدول الكبرى ودائمة العضوية وتؤكد بصدق أنها منبر للعدالة على مستوى العالم.
لكن الحاصل الآن أن الأمم المتحدة قد أفرغت من محتواها وسيطرت الدول الكبرى دائمة العضوية فيها على قرارها وأصبحت منبرا لأمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية لتصفية حساباتها مع الدول التي لاتدور في فلكها ولتنفيذ أجندة استعمارية لتلك الدول في العديد من بلدان العالم.
يوم أمس جاء قرار الأمم المتحدة وبالتحديد أمينها العام أنطونيو غوتيريش بتصنيف أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال.. قرار عجيب وغريب يجافي الحقيقة ويضيف إخفاقاً إلى سلسلة الإخفاقات التي وقعت فيها الأمم المتحدة في العديد من القضايا.
وهذا ما يجعلنا نتساءل، عما أرتكبه تحالف العدوان الأمريكي السعودي على مدى أكثر من ست سنوات من مجازر مروعة بحق أطفال ونساء اليمن، وما المعايير التي جعلت أمين عام الأمم المتحدة يقول مثل هذا الكلام؟ هو بالتأكيد لم يراعي الحق وإنما عمل من أجل استمرارية عمله في منصبه ليس إلا.
إن مثل تلك القرارات تدخل في إطار النفاق ولا تراعي الحقيقة، ولا تمثل الدور الكبير الذي من أجله تم تأسيس هذه المنظمة الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وحدد لها مجموعة من الأهداف السامية أبرزها إحقاق الحق مهما كان طرفه الثاني ضعيفا حتى تسود العدالة في العالم .
الجرائم التي ارتكبت بحق أطفال اليمن من قبل تحالف العدوان يندى لها جبين الإنسانية وبات العالم كله على علم بها، إلا الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمته الدولية.
سبأ
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 333 مرة