تأجيل «جنيف 2»... و«أنصار الله» تحمّل ولد الشيخ مسؤولية التعثر
علي جاحز-الأخبار اللبنانية
رغم أجواء التفاؤل التي سادت في الآونة الأخيرة باقتراب الذهاب إلى محادثات سياسية، تعثر مسار الحلّ مجدداً، حيث تأجل لقاء «جنيف 2» الذي كان من المفترض أن ينطلق بداية الأسبوع المقبل.
ورأت حركة «أنصار الله» أنه لا يمكننا الحديث عن تأجيل للمؤتمر لأنه لم يتم تحديد موعده بوضوح في السابق، وهذا يعود إلى عدم وضوح المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ وعدم جدّيته في مسألة المفاوضات.
وأكد المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أنه لم يجرِ أي اتفاق مع ولد الشيخ حتى الآن حول أجندات الحوار، وأنها لم تصل إليهم من طرفه إلا متأخرة (يوم الأربعاء الماضي)، وكأن ولد الشيخ كان راغباً في تحقيق إنجاز إعلامي عبر جمع الأطراف حول طاولة واحدة ولو شكلياً فقط.
وكشف عبد السلام تسلّم الحركة مسودة «جنيف 2»، أول من أمس، مؤكداً أنها تُدرس حالياً في صنعاء ومن ثم يتم الردّ عليها رسمياً برسالة رسمية إلى الأمم المتحدة ومبعوثها خلال الأيام المقبلة.
وقال عبد السلام إن تأخر المفاوضات يأتي بسبب تأخر ولد الشيخ في إرسال الأجندة والمسودة الأولية، التي تتضمن محاور المفاوضات وصيغتها وآلياتها ومرجعياتها. في المقابل، جدد عبد السلام حرص جماعته على الحل السياسي باعتباره المخرج الحقيقي للخلافات، وقال: «نحن نبحث عن حل شامل يضمن عودة اليمن دولة مستقلة ذات سيادة ومن دون أي تدخلات خارجية وأن تحل جميع الخلافات والإشكالات بناء على التوافق السياسي بين اليمنيين وليس عبر ترحيل الأزمات والمشاكل»، مشدداً على الحاجة إلى «حل سياسي يتناسب مع مطالب الشعب وتطلعاته التي خرج من أجلها في 21 سبتمبر».
وأكد عبد السلام تعاطي «أنصار الله» بإيجابية مع تحركات ولد الشيخ، قائلاً إن الحركة «ستبذل كل الجهود لتجاوز كل المراحل التي من الممكن العمل فيها على إيجاد حلول منصفة وعادلة، رغم استيائنا البالغ لتجاهله مشاورات تمت معه في مسقط». وأشار إلى أن من يتهرب من الحل السياسي «هو الطرف الآخر الذي يريد أن يعود الى السلطة من دون أي إطار قانوني سوى التغني بالشرعية».
وعلى وقع التقدم الذي يحققه الجيش و»اللجان الشعبية» في جبهات الداخل والحدود، بدا متحدث «أنصار الله» ثابتاً في ما يخص المرتكزات التي يمكن التفاوض على أساسها، مؤكداً عدم نية الحركة تقديم المزيد من التنازلات. وشدد على تمسك «أنصار الله» بموقفها في الرسالة الأخيرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مطلع تشرين الأول الماضي، في ما يخص «النقاط السبع» وبكل ما ورد فيها، قائلاً إن «النقاط السبع لا تزال تمثل إطاراً حقيقياً للحل السلمي للوضع القائم، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، وأي تجاهل لها لا يمكن أن يكون مقبولاً».
وفيما تضمنت النقاط السبع إشارة الى إمكانية عودة الحكومة المستقيلة لتصريف الأعمال لمدة محددة لا تتجاوز 60 يوماً، لوّح متحدث «أنصار الله» بأن ذلك «لم يعد مطروحاً». وفي تطور لموقف الحركة، وصف عبد السلام الحكومة المستقيلة في الرياض بأنها «ليست مؤهلة، بل لم تعد مقبولة لتوكل إليها مهمات وطنية مثل تنفيذ مخرجات الحوار أو اتفاق السلم والشراكة ولا غيرها من الاستحقاقات»، معتبراً أن مسألة الرئاسة باتت محسومة ومنتهية بانتهاء فترتها التي حددتها المرحلة الانتقالية السابقة التي جاءت وفقاً للمبادرة الخليجية وحددت بعامين فقط». وأشار إلى أن من غير الممكن القبول بأي مقترحات أو حلول من شأنها أن تمسّ بالجيش والأمن و»اللجان الشعبية» لكونها مؤسسة عسكرية وطنية، أثبتت أنها ليست فردية ولا عائلية، وقدمت ولا تزال تقدم التضحيات ضمن «الدفاع المقدس» عن الوطن ضد الغزو و»القاعدة» و»داعش».
على الصعيد الميداني، وصلت دفعة جديدة من القوات الإماراتية إلى عدن صباح أمس. وقال مصدر محلي إن آليات إماراتية وناقلات جند جديدة وصلت إلى ميناء عدن وانتشرت في مديريات المحافظة. وفيما يجري الحديث في الشارع اليمني عن هوية القوة الجديدة التي أتت مع العتاد والآليات الإماراتية، باعتبارها قد تكون قوات مستأجرة من «بلاك ووتر»، قال المصدر إنه لم يتم التأكد بعد من هويات المجندين الذين وصلوا على متن تلك الآليات.
ومساء أمس، تقدم الجيش و»اللجان الشعبية» إلى منطقة الشماسي وباتوا في الطريق لتطهير مستشفى «الثورة» الحكومي، وصولاً إلى حوض الأشراف. وأفاد المصدر بأن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف مسلحي «القاعدة» و»الإصلاح» في المعارك التي دارت في المدينة. وأضاف المصدر «هناك انتصارات كبيرة في جبهات الضباب أيضاً». وفي تعز أيضاً، داهمت قوات الجيش و»اللجان الشعبية» منزلاً لأحد المواطنين في مديرية ماوية وعثرت بداخله على كميات كبيرة من الأسلحة.
وأفاد مصدر خاص بأن الأسلحة التي أنزلها طيران العدوان قبل يومين على مناطق ذي عنقب والميهال ومشرعة جرى توزيعها على المسلحين من «القاعدة» و»الإصلاح» في مديرية مشرعة وحدنان في محاولة لفتح جبهة جديدة لمواجهة الجيش و»اللجان الشعبية».
على صعيد متصل، صدّ الجيش و»اللجان الشعبية» محاولة تقدم لقوات «التحالف» ومسلحي «القاعدة» و»الإصلاح» باتجاه معسكر العمري في مديرية ذباب غربي تعز. في المقابل، قصف مسلحو «القاعدة» و»الإصلاح» مستشفى «الثورة» العام في مدينة تعز، بعد ساعات من فرارهم من مديرية المسراخ التي سيطر عليها الجيش و»اللجان الشعبية» في وقت سابق. وبحسب «جبهة تعز الإعلامية»، فقد أسفر القصف عن سقوط ضحايا من المرضى والكادر الطبي، واعتبرت الجبهة أن المجموعات المسلحة تهدف من وراء قصف المستشفى إلى سقوط ضحايا واستثمار صورهم في التضليل وتحميل الجيش و»اللجان» المسؤولية.
أما في جبهة محافظة الضالع، فقد تمكن الجيش و»اللجان الشعبية»، بالتعاون مع أبناء مديرية جبن، من تأمين جبل بحضان ودحر المسلحين. وكان عناصر «القاعدة» و»الإصلاح» يتحصّنون في هذا الجبل، بعد فرارهم من مديرية دمت التي تم تأمينها في وقت سابق.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 480 مرة