قوات الغزو تتعثّر في تعز... ووفد «أنصار الله» إلى مسقط قريباً
الأخبار اللبنانية-علي جاحز
كشف المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، ورئيس وفد الحركة إلى المشاورات التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط، أن «أنصار الله» انتهت من وضع ملاحظاتها على مسودة جنيف التي تسلمتها من المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، نهاية الأسبوع الماضي، وأنها ردت عليها بصورة رسمية من خلال رسالة إلى ولد الشيخ قبل يومين.
وفي حديثٍ إلى «الأخبار» قال عبد السلام إن ولد الشيخ ردّ على رسالتهم، طالباً لقائهم في مسقط لمناقشة بعض النقاط التي لا تزال مثار خلاف. وأكد عبد السلام أن ثمة عودة قريبة إلى مسقط، قائلاً: «قد نغادر إلى مسقط مجدداً نهاية الاسبوع الحالي للقاء ولد الشيخ ومناقشة مسودة جنيف». وأشار عبد السلام إلى أن ولد الشيخ وصف ملاحظات «أنصار الله» على المسودة التي تسلمتها منه، بـ «الايجابية».
عودة هادي شكلية ومؤقتة
وفيما شغلت عودة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى عدن الرأي العام وأثارت تساؤلات عن أهدافها وإمكانية استمرارها، يعتقد عبد السلام أن عودة هادي إلى عدن «تأتي في سياق محاولة إضفاء بعد سياسي بعد العسكري على الوضع الداخلي بهدف تحريك المياه الراكدة». ويعتقد أنه تم اختيار الوقت المناسب لعودة هادي بحيث يفهم منها أنه تحقيق مكسب سياسي وأن هناك تسوية سياسية مقبلة، مرجحاً أن تحالف العدوان يريد تقديم عودة هادي بكونها انتصاراً للقول إنه يريد الذهاب إلى حلّ سياسي.
وعن إمكانية أن يدير الرئيس الفار مؤسسات الدولة من عدن، قال عبد السلام إن هادي لا يمكن أن يدير أي مؤسسة من داخل عدن، مؤكداً أن عدن ليست تحت سيطرة ميليشياته حالياً، وهو لم يستطع أن يعود إلا بحماية جنود إماراتيين، وأن من يرافقه في القصرالرئاسي هم جنود أجانب من السودان أو الإمارات، ما يعني أن هادي لا يستطيع أن يثق بالوضع الأمني في عدن ولا بأبنائها أو أبناء الجنوب عموماً حتى هؤلاء التابعين له»، معتبراً أن هذا يعني أن محاولة تقديم عودته كأنها انتصار «تأتي في سياق تقديم صورة للرأي العام بأن هناك تغييراً كبيراً على الأرض لا أكثر».
وفيما شاع الحديث إعلامياً عن كون هادي عاد ليدير عملية عسكرية في تعز، أكد عبد السلام أن هادي لا يستطيع أن يفعل ذلك «لا من قبل ولا الآن، فمن يحميه هم قوات أجنبية، وهو لا يمتلك قراراً عسكرياً ولا عملياتياً، فيما تدير المعارك أطراف خارجية».
«التحالف» يتعثّر في تعز
وفي مساء أمس، وقعت قوات تابعة لهادي في كمين محكم للجيش و«اللجان الشعبية» في منطقة وعرة في مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز، ما أسفر عن المئات بين قتيل وجريح، وفق مصادر ميدانية، وصفت المعارك بأنها «طاحنة»، وبأن الكمين أكبر من كمين باب المندب لجهة الخسائر البشرية والمادية.
ولا تزال المعارك مستعرةً في تعز، ولا سيما في جبهات الوازعية وذو باب والمضاربة. ودفعت الضربات التي تلقتها قوات «التحالف» والمسلحين من المجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح» و«القاعدة» بطيران «التحالف» إلى شنّ عشرات الغارات على مناطق عدة أهمها المخا والعمري وذو باب والوازعية (غربي وجنوبي تعز) في محاولة لدعم المقاتلين الموالين له.
ونقلت قناة «المسيرة» عن مصدر عسكري، ليل أمس، سقوط العشرات من عناصر قوات «التحالف» والمسلحين فضلاً عن مئات الجرحى خلال صدّ هجوم جديد لقوات «التحالف» والمسلحين على منطقة الوازعية.
وفي وقتٍ سابق، أكدت مصادر خاصة وصول نحو 400 جثة إلى مستشفيات عدن من قتلى قوات «التحالف» والمرتزقة إثر ضربة الجيش و«اللجان الشعبية» في الوازعية، التي أدت إلى سقوط 200 قتيل، أول من أمس. وساد هدوء نسبي محاور المواجهات في ذو باب والوازعية ونجد قسيم، فيما حاولت مجموعات من المسلحين المتمركزين في بعض الجبال المطلّة على قرية الظريفة في حدود مديرية الوازعية مع محافظة لحج، التقدم باتجاه سوق قرية الظريفة بإسناد من طيران العدوان، في أوقات متفرقة من يوم أمس. غير أن الجيش و«اللجان الشعبية» تصدّوا لتلك المحاولات، مسيطرين على ثلاث من التلال المطلّة على السوق وأحرقوا ثلاث مدرعات إماراتية.
وبحسب المصدر، تمكنت مجموعة من المرتزقة من دخول أحد الأسواق في منطقة الوازعية قبل أن يحاصرهم الجيش و«اللجان الشعبية» بداخله لساعات.
ووفقاً لـ «الإعلام الحربي»، من يقود جبهة الوازعية هو المدعو تركي الصبيحي المسنود بقوات كبيرة تقدر بـ 100 دبابة وعربة مدرّعة انتشرت من منطقة المضاربة إلى جبهة الوازعية على طول السلسلة الجبلية.
من جهة أخرى، دارت مواجهات عنيفة طوال نهار أمس في منطقة كرش جنوب شرق محافظة تعز، على الخط الفاصل بينها وبين محافظة لحج، تحت غطاء جوّي كثيف من قوات «التحالف». وأكد المصدر رصد قوات إماراتية تشارك بالآليات المدرعة والمدفعية من داخل قاعدة العند وتستهدف مناطق الشريجة، مشيراً إلى أن طائرات من دون طيار تزودها بالاحداثيات. وبحسب المصدر، تشارك دبابات وعربات بطواقمها من الجنود الإماراتيين في المواجهات بالإضافة إلى مجموعات من القوات السودانية بعتادها العسكري ومجموعات من المرتزقة من عناصر «القاعدة» و«الإصلاح» يقودها المدعو فضل حسن، تشارك في المعارك على جبهة كرش. أما في منطقة المضاربة جنوب تعز، فقد أكد المصدر العسكري حدوث اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة، وبين المسلحين من جهة أخرى، طوال أمس في منطقة نجد قسيم التي تسيطر عليها قوات الجيش و«اللجان الشعبية» وفي مناطق النشمة والمنصورة التي تتمركز فيها عناصر المرتزقة، كما شهدت جبهة باب المندب معارك ضارية تركزت في محيط منطقة العمري.
وفي سياق استمرار تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» في محافظة الضالع، أفاد المصدر في «الإعلام الحربي» بأن الجيش و«اللجان الشعبية» سيطروا أمس على عدد من مواقع مرتزقة العدوان من عناصر «الإصلاح» و«القاعدة» في مريس بعد معارك كبدتهم خسائر بشرية ومادية كبيرة.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 420 مرة