خيارات النصر اليمني ...... بقلم/حسين فايع
خيارات النصر اليمني
بقلم/حسين فايع
تعتبر الجغرافيا الإستراتيجية علم هام نشأ من تطور الدراسات والأبحاث في الجغرافية العسكرية حيث أخذت الجيوستراتيجية أبعاداً عملاقة تعدت حدود القارات وجعلت الأرض ميدان واحد للعمليات الحربية وعلى الرغم من كون مسرح العمليات أي ميدان الجيوستراتيجية مسرح مركب يحوي عدد من المستويات السياسية والإقتصادية وببدء الخطوات التصعيدية للجيش اليمني واللجان الشعبية في مراحلها الاستراتيجية الاولي في جيزان ونجران وعسير يكون الجيش اليمني قد حسم امره بالتحرك على الأرض وفق خطط مدروسة ودقيقه وهو الامر الذي حير المراقبين من القدرة على القيام بهذا التحرك بعد تسعة اشهر من العدوان السعودي بعد ان تم استهداف كل المقدرات الأساسية للجيش اليمني من مواقع ومعسكرات ومطارات وخطوط امداد والتي لها اثر فعلي على مسرح العمليات العسكرية وتعرف الجيوعسكرية بأنها تركز على العلاقة بين الأرض كبيئة للعمليات العسكرية، وأثرها في تحديد مكان وزمان ومسار وطبيعة العمليات العسكرية بمختلف أنواعها.
كما تبرز مدى أثر الأرض في تحقيق الأهداف العسكرية في المستويات التكتيكية والعملياتية والإستراتيجية، كما تبرز أثر الطبيعة البشرية في بنية الإستراتيجية العسكرية والإستراتيجية العسكرية الوطنية .
تعد الجيوستراتيجية العسكرية عنصرا أساسياً في بحث ودراسة المهام والغايات الإستراتيجية للحرب، وكذلك أعداد مسارح الحركات الحربية وطبيعة التحركات للقطعات العسكرية، ومن خلالها يتم متابعة سير العمليات الحربية، ويمكن وصفها بـ “استخدام القدرة العسكرية في الحدود الجغرافية المختلفة وبذلك لا يمكن التخطيط للعمليات العسكرية دون دراسة مفصلة لمسارح العمليات وهنا يمكن القول ان معرفة المقاتل اليمني بمسرح العمليات ان في جيزان او نجران اوعسير اسهم وبشكل خبير في صناعة النصر وسهل بشكل كبير في ارتقاء الأداء القتالي الى مستوى الحرفية القتالية الى اعلى مستوياته؛ وماسقوط الخط الدفاعي الأول للجيش السعودي الا شاهد بسيط على الخطة المحكمة لقيادة الثورة؛ وهو مايضع الكثير من علامات الإستفهام حيال الخسائر الفادحة في العتاد والعديد للجيش السعودي؛ وبالشكل الذي يمكن القول معه ان سمعة وجودة الصناعات العسكرية الأمريكية وضعت على المحك في العمليات الجارية في العمق السعودي .
الإنهيار الإدراكي للجيش السعودي
على شاشة قناة المسيرة عرضت مشاهد العمليات النوعية للجيش واللجان الشعبية واثببت وبوضوح الأعداد المحكم للعمليات وهو مايعني اتخاذ القيادة فلسفة الحرب الشاملة بغية تحقيق الغاية السياسية من الحرب، وتم ذلك باستخدام كافة الوسائل لتحقيق الانهيار الإدراكي واستسلام القوات المعادية وهو ما أكده العميد امين حطيط الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، وكانت نتائج ذلك الانهيار كما إرادة القيادة بسقوط الخط الدفاعي الأول وتدمير عشرات الاليات وإزاحة كافة الخطوط الدفاعية كما ترافق مع ذلك ضغط مدفعي وصاروخي كبير وصل الى اكثر من 1000 صاروخ وقذيفة انهمرت كالمطر على المواقع السعودية بغية تحقيق الضغط المباشر على القوات الحربية والمنظومة المدنية التي تشكل العمق الاستراتيجي للقوات السعودية وهنا يمكن القول ان العمليات الأخيرة للجيش اليمني واللجان الشعبية اخذت في بعدها العميق تحقيق انتصار عسكري ساحق يجعل النظام السعودي امام خيارين احلاهما مر؛ اما الهزيمة العسكرية وهي مايبدو عليه واقع الحال؛ او القبول بواقع الحال الذي فرضته السيطرة العسكرية اليمنية في مراحلها الأولى والحفاظ على ماتبقى من ماء وجه النظام السعودي والخروج بتسوية تضمن فيه لملمة الهزيمة المنكرة والمدوية للنظام السعودي .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 6864 مرة