صنعاء القديمة تنتصر على العدوان
على الرغم من استمرار القصف السعودي على صنعاء، وتحديداً صنعاء القديمة، انتقاماً للخسائر والفشل في تحقيق إنجاز عسكري، إلا أن اليمنيين مصرون على إعادة إعمار ما تهدم حتى قبل إنتهاء العدوان. فمع نهاية الشهر الحالي تنتهي المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل وبناء ما تهدم من مباني حيّ القاسمي في صنعاء القديمة نتيجة العدوان.
وكشف نائب رئيس هيئة المدن التاريخية، المهندس نبيل منصر، أن الهيئة ستنتهي من المرحلة الأولى التي مدتها ثلاثة أشهر، في موعدها مع نهاية الشهر الحالي، وسيكون الموقع مهيّأً والمخططات جاهزة والأساسات مكتملة قبل نهاية السنة، لافتاً إلى أنّ كافة تفاصيل العمل ستُعرَض في معرض صور تنظمه الهيئة مع انتهاء المرحلة الأولى.
وأوضح منصر في حديث لوكالة «الأنباء اليمنية ـ سبأ» أنه اتُّفق مع مديرية صنعاء القديمة على تقسيم خطة العمل إلى مرحلتين.
وأشار إلى أن المرحلة من مسؤولية الهيئة التي تقوم عليها تهيئة الموقع ورفع المخلفات لمواد البناء التقليدية القابلة لإعادة الاستخدام وتنظيف الموقع وبناء الأساسات للمباني المنهارة المتمثلة في ستة مبانٍ وتأسيسها على مستوى سطح الأرض.
وأضاف منصر أن المرحلة الأولى أيضاً تتمثل في تجهيز مخططات متكاملة مع الواجهات بعد التواصل مع الأهالي وأخذ مقترحاتهم واستيعابهم في ما يتعلق بالمخططات الداخلية، بينما الواجهات الخارجية ستعود مثلما كانت عليه من قبل باعتبارها جزءاً من تراث المدينة التاريخية.
وعن المرحلة الثانية، لفت منصر إلى أنها حسب الاتفاق ستتولى مديرية صنعاء القديمة تنفيذها، موضحاً أنها تتمثل في استكمال بناء المباني وفق المخططات والتوصيفات التقليدية لمباني الحي ووفق البرنامج الزمني المتفق عليه.
وأكد منصر أن الهيئة، بناءً على معرفتها بمدى قدرة السلطة المحلية على التزام التنفيذ، وفي الموعد المحدد، فإنها لن تترك الموقع مكشوفاً لأنه قد يسبب انهيارات في المباني المجاورة، وقد يدفع الأهالي إلى ارتكاب مخالفات، مبيّناً أن الهيئة قد تبحث عن تمويل لإنجاز المشروع في موعده ووفق برنامجه.
وكانت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية قد شكلت عقب استهداف الطيران السعودي لحي القاسمي التاريخي في صنعاء القديمة في شهر حزيران الماضي وأدى إلى تدمير 6 مبانٍ (4 تدمير كلي واثنان شبه كلي) وتضرر 13 مبنى من المباني المجاورة، فريق عمل للنزول الميداني إلى المنطقة ضم عدداً من المهندسين والآثاريين من الهيئة العامة للآثار والمتاحف للاستعانة بهم في مسائل الحفريات.
ويُعَدّ حيّ القاسمي من أهم أحياء مدينة صنعاء القديمة، وكشفت أعمال الحفريات التي قام بها آثاريون خلال المشروع عن آثار تعود إلى مراحل تاريخية قبل الإسلام.
*سبأ
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 973 مرة