سيرة الإمام يحيى حميد الدين .. في سطور

حاول الدكتور محمد عيسى صالحية رحمه الله أستاذ التاريخ في جامعة اليرموك الأردنية أن ينصف الإمام يحيى من خلال رصد وتحليل وتحقيق ودراسة سيرته، ودرس ما قدمه هو ومعه أبناء اليمن المخلصون لبلدهم في بيئة بحثية موضوعية،  حيث بنوا يمنا مستقلا موحدا مستقرا محكوما بالعدل، ومضبوطا بضوابط الشريعة السمحة، وجدير بالباحثين أن يعيدوا نظرتهم لثورة الإمام يحيى ودولته على ضوء الإمكانات المتاحة وبحسب الظروف الموضوعية بعيدا عن حالة التحشيد السياسية التي ضاعفت إرهاق هذا الشعب بالاتهامات المسبقة والمفتعلة لأسباب سياسية.

لقد كتب الدكتور محمد عيسى صالحية وهو أستاذ التاريخ في جامعة اليرموك الأردنية دراسة ضافية عن الإمام يحيى، تميزت بالعمق والإنصاف لشخصية يمنية صنعت تاريخ اليمن الحديث، ولم تنل حقها من الإنصاف والتقدير، بسبب الظروف السياسية وكأن اليمنيين كتب عليهم أنه كلما "جاءت أمة لعنت أختها".

قد درس الإمام يحيى من خلال عدد من الأبواب، ومنها عن الإمام يحيى من حيث النشأة والدراسة والمكانة العلمية، ثم الإمامة والبيعة، ثم بناء الدولة الحديثة، واستراتيجية الإعداد والعدة، والدولة والمجتمع وحروب الوحدة، والعلاقات الخارجية.

وأخرج السيرة المسماة (كتيبة الحكمة) في الجزء الثاني وتكمن أهميتها في أنها ترصد تطورات بناء الدولة اليمنية الحديثة، وتذيع عددا من الوثائق بين الإمام يحيى وبعض القوى السياسية العالمية الطامعة في اليمن، كما امتازت بدقتها وتتبعها الدقيق للأحداث، وتعتبر إضافة نوعية لتاريخ اليمن في الفترة ما بين 1917م حتى 1927م.

ومؤلف السيرة هو السيد العلامة والأديب عبدالكريم مطهر، الذي كان أحد أعلام اليمن، وأجاد اللغة التركية، وتولى مناصب في الدولة العثمانية، ثم أصبح في دولة الإمام يحيى رئيس الكتاب، وقد توفي في يناير 1947م.