كلمة في أسبوع
كلمة في أسبوع.. (عمود اسبوعي ثابت)
الاقتدار الصاروخي اليمني والتخبط السعودي الشامل
بقلم: حمود عبدالله الاهنومي
تثبت التطورات الأخيرة في ما يتعلق بالقدرات الصاروخية اليمنية أن اليمن تشق طريقها باقتدار نحو تثبيت معادلة ردع جديدة مع السعودية رأس حربة العدو الأمريكي الصهيوني؛ تلك المعادلة تقوم على أساس الردع الصاروخي أمام التفوق الجوي لدى المعتدين. لسنا قادرين على شراء الطائرات الحديثة لكننا قادرون على الوصول الى العدو وارغامه على كف شره عنا وعن بلدنا وأهلنا وعن وجودنا وكرامتنا وحريتنا واستقلالنا والتي ظنوا انه يمكنهم سلبنا اياها؛ سنصل اليه من خلال الاقتدار الصاروخي المتصاعد لدى جيشنا ولجاننا الشعبية، ودلالة التعديلات المدخلة على صواريخ سام أرض جو وتحويلها الى أرض أرض، وتشغيلها بالوقود الصلب الخاص بصواريخ الاسكود - يشير الى تمكن اليمني الحر والمستقل والأبي الكريم من انتاج منظومات صاروخية عملاقة في القريب العاجل تمكنها من تثبيت المعادلة الردعية ضد المعتدين لاسيما اذا اخذنا بعين الاعتبار الظرف الزمني والمكاني الذي حدثت فيه هذه التطورات السريعة في غضون هذه الأشهر القليلة وتحت حرب ضروس وفي ظل رقابة دولية بأحدث التقنيات ومن أقوى الأجهزة الأمنية العالمية وفي حصار شامل، وقادم الأيام ستفصح عن تطورات فاعلة وقوية في هذا الصدد.
لقد كانت الضربة اليمانية المسددة والمظفرة (توتشكا 2 ) حيث استهدفت مقر قيادات العدوان الميدانية.في باب المندب - العنوان الأبرز للمرحلة الجديدة التي دخل اليها اليمن بنجاح وفعالية مشهودة؛ لا سيما وقد تم ضرب قادة العدوان مع عدد كبير من مرتزقته وشذاذ آفاقه المنتمين لشركة بلاك ووتر سيئة الصيت، وصفعهم من خلال تخسيرهم معدات حربية ضخمة ومكلفة من بينها طائرات أباتشي وعشرات الاليات والمدرعات، وليست قوة هذه الضربة القاصمة ونوعيتها وزخمها من حيث الخسائر الكبرى التي تلقاها العدو؛ بل من حيث توقيتها أيضا المرافق لتطورات الاقتدار الصاروخي، فتوقيتها كان عشية جنيف2 حيث وظف اليمني الفذ الوقت توظيفا حسنا في معركته الحربية ووجه صفعة مهينة ومذلة للعدو في آخر اللحظات المتاحة والتي تجعل العدوان يدخل قاعة التفاوض وهو لا يزال يتحسس ألم تلك الصفعة ان كان له احساس.
إن الاستعدادات والتطورات لدى اليمنيين تشير للصديق والعدو أنهم حذرون من خيانات العدو المتكررة، ولا نعول على المفاوضات في سويسرا، ونعتبرها (براءة ذمة) و (إقامة حجة) أمام هذا العالم الأعمى والوقح؛ وفي كل ذلك نؤمن أن الله سبحانه وتعالى المدبر لأمر السماوات والأرض الذي كتب على المعتدين نهايتهم الطبيعية بالجزاء الوفاق حيث يستمرون في فشلهم والذي سينعكس على وضعهم الداخلي فشلا وارتباكا وبحثا عن مخارج غير آمنة تزيدهم فشلا وهزيمة يقودان الى نهاية مخزية ومنهية لسلطتهم حيث باتت ضرورة تاريخية وأمنية للحفاظ على الأمن الاسلامي والعالمي.
ومما يشهد على تخبطهم وفشلهم وهو أول حصادهم المر أنهم أعلنوا بشكل متسرع عن تحالف وصفوه بالاسلامي لمحاربة (الحركات الارهابية)، وكأن الارهاب شيئ آخر غير ال سعود، انه تحالف يموت قبل ان يولد، وتتبرأ منه الدول الاسلامية تباعا، واذا كان تحالفهم قد فشل في اليمن فان هذا التحالف سيكون أشد فشلا، وأنى للسعودية أن تحارب التكفير الارهابي وهي من تنتجه وتموله؛ فحين يعلن احدهم الحرب على نفسه فهو اما صادق فيقتل نفسه، او كاذب وفيه اعلان فشله، وفي كل ذلك خير.
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة من الفشل السعودي الامريكي في المنطقة ونحو مزيد من التصعيد والادعاء الفارغ والمتناقض الذي سينتج انجازا جديدا في كومة الفشل المتراكمة، وكل ذلك يقود الى نتيجة طبيعية وهي في نهاية المطاف طي صفحة ال سعود الداكنة والسوداء، الصفحة الاشد خسة ودناءة في كتاب هذا العالم المعاصر.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2206 مرات