#كلمة_في_أسبوع: مولد وشرف الأفذاذ في مواجهة الشذاذ...بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي
#كلمة_في_أسبوع:
مولد وشرف الأفذاذ في مواجهة الشذاذ
بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي
احتفل اليمنيون بمولد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة لم يشبههم فيها أحد من العالمين، إنها اليمن التي تتميز عن كل الشعوب الإسلامية، حيث تضع لكل شيء حقه، فالرسول الكريم يجب أن يحتل الصدارة في قائمة المناسبات الدينية من بين سائر الشخصيات العظيمة في الإسلام، إنها الذكرى التي يفرح فيها اليمنيون الأحفادُ بمولد النور الكريم كما فرح اليمنيون الأجدادُ بتوفيق الله لهم في أن يكونوا أنصاره المخلصين، احتفل اليمنيون في هذا المولد بطرق مختلفة وبأشكال فريدة، وبطرق كلها تصل بهم إلى البركة النبوية، والحياطة الإلهية، والمقاصد الإسلامية، احتفالا يجب أن يسلك بهم جادة صراط هذا النبي الوهاج، ويقفو بهم واضح المنهاج.
في ظل الحصار والإفقار وبعد شهور من العدوان الكوني الذي تجمَّعَ تحت رايته الشيطانية كلُّ شذاذ الآفاق وطواغيت العصر – احتفل اليمنيون واكتست بلدتهم الطيبة وشاحها الأخضر، وفرحوا بفضل الله وبرحمته، وأثبتوا أنهم شعب الإيمان والحكمة بحق، فلا أحد هنا أولى بمقام هذا النبي الكريم، ولا تقصير أبدا عن حق عظماء الإسلام من أهل البيت الأكرمين والصحابة المنتجبين، وهذه خصوصية يمانية لا نجدها في بلد إسلامي آخر، خصوصية تعلل وتفسر ماذا يعني (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان).
في ظل هذه الحصار وتحت سماء هذا العدوان المتوحش تجمّع مئات الآلاف من اليمنيين في ساحات يمّمت بهم شطر القدوة الحسنة والأسوة الكريمة، محمدٍ سيد الأولين والآخرين، والعجب أن أعداد المحتفلين الفرحين بنعمة الله تضاعفت هذا العام متحدية أولئك المعادين لمشروع النبوة العادلة، والمناصرين لمشروع الجاهلية في صورتها الحديثة المتمثل في أمريكا وإسرائيل وعملائهم آل سعود وبعض دويلات الخليج، الذين لا يفتأون يحذِّرون من الاحتفال بمولده والفرح بنعمة الله وفضله عبر وعاظهم ومفتيهم ومن على منابر المسلمين في الحرمين الشريفين، يريدون إلهاء الناس عن الاتجاه نحو قدوتهم الحسنة والبقاء رهن تأثيرات قدواتٍ سيئة وشيطانية وطاغوتية جاهلية تناهض أساسا مشروع النبوة العادلة وتعبث دائما بالمشروع الإسلامي.
إنها اليمن شعب الأنصار وأحفاد الأوس والخزرج شقوا طريقهم من بين ركام الجاهليات الظاهرة والمقنّعة ليتجهوا في مسيرة حية حييت بالقرآن نحو أسوتهم الحسنة، وخلعوا كل تلك الأصنام والأوثان من القيادات المنحرفة والأنظمة العميلة والأموال الخليجية الشيطانية والعصبيات الجاهلية، واتخذوا من مولده صلى الله عليه وآله وسلم مولدا لهم، وتفاجأ العالم بأن هذا الشعب الذي يتعرض للتدمير منذ تسعة أشهر بأفتك آلات الموت وأضخم وأدق آلات التدمير بات اليوم أقوى نفسية من ذي قبل وأكثر اندفاعا إلى المشروع القرآني والهدي النبوي واتضح أن كل مؤامراتهم الجاهلية التي استهدفت الإسلام في قلوبهم وواقعهم وفكرهم واتجاهاتهم باءت بالفشل.
هذه الشوارع تتزين، وهذه الساحات والقاعات والمساجد والمجالس تتعطر بذكر شمائل من تضوّعت الأرض بأريج مولده، وهنالك الأبطال من الجيش واللجان الشعبية يحتفلون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على طريقتهم في التنكيل بأعداء الله من طفيليات الجاهلية الحديثة ومرتزقة أئمة كفرها، وهناك أيضا وحدات الصناعة الدفاعية الصاروخية احتفلت به صلى الله عليه وآله وسلم بتسجيلها كل يوم تقدما جديدا في هذا المضمار، فتحلق شُهُبًا مزلزلة وصواعق مزمجرة تقضي على آليات القتل وتبعثر طائرات الموت التي سلطها الجاهليون الأمريكيون على شعبنا وأطفالنا ونسائنا، وشعبٌ يتعلق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتصوره قائدا عظيما كان يحتمي به أصحابه إذا حمي الوطيس لهو شعب قوي الروح متوقد الإيمان مشتعل الحركة والنشاط، يحث خطاه إلى النصر المبين والفتح الأعظم الذي سيعقب هزيمة الأحزاب شذاذ الآفاق الذين يكررون خطأ أوائلهم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن مظاهر الاحتفال التي يجب أن نمر عليها كرنفال الرحمة المهداة برعاية المجلس الزيدي الإسلامي وأمانة العاصمة والذي استهدف تعميق الرحمة في أوساط المجتمع بفعل اجتماعي يحاول إسعاد الأسر لا سيما النساء والأطفال حيث تعرضوا أكثر من غيرهم لوأد الجاهليين الجدد قتلا وحرقا وتمزيقا وتخويفا، لقد كان الكرنفال فكرة رائعة وتجربة رائدة نالت استحسان المجتمع في العاصمة، وتقاطرت على ارتياده الأسر صباحا ومساء، وأثبت اليمنيون من مختلف فئاتهم أنهم سينتزعون سعادتهم ونصرهم من بين مخالب شذاذ الآفاق ومجرمي هذا العصر ولو رغمت أنوفهم وأجرمت أياديهم.
العدوان إذًا يترنّح في خسائره، ويتخبط في ورطته، والمعلَن منها شيء كثير، وما خفي أعظم وأعظم، ومن ينطلقون من منهاج النبي الكريم ومبادئه العادلة وأخلاقه العظيمة لا بد أن ينتصروا، ولا خيار لهم إلا النصر؛ لأنهم يحملون مشروعا عادلا، ورؤية واضحة، لا عدوان فيها، ولا ظلم، ولا حيف، وهكذا تتحرك المعادلة إلى طريق النصر لهذا البلد المعطاء، فبينما العدوان تكثر خسائره، وتتفتت جبهته، ويكثر هرجه ومرجه، وتفشل رهاناته، يتقدم أحباء النبي الكريم وأنصاره في كل الميادين ومختلف المجالات، فيقوى ساعدهم، ويشتد عود أبطالهم، وينمو عمود أحقيتهم، وتتصاعد خبراتهم العسكرية والسياسية، وتضيق مساحة الاختلافات بينهم.
قال السيد عبدالملك الحوثي قائد هذه الثورة اليمانية النبوية المباركة في خطاب المولد النبوي: (في باب المندب بضربة توشكا امتزج الدم الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي والقاعدي والداعشي ؛ ليتضح للجميع أنهم جميعاً في خندق واحد، وكلهم في مشروع واحد)، فكل صنف من هؤلاء يكفيه من القبح ما فيه، فكيف بهم حين يتجمّعون على صعيد واحد، وضد شعب مؤمن سموح، هو اليمن، ألا يكون من دواعي فخرنا أن الله رزقنا أعداء من هذه الشاكلة لكي نتقرب إليه تعالى بجهادهم وتخليص البشرية وبلدنا وكرامتنا من شرورهم؟!
بلى .. يجيب اليمنيون وهم يستعدون لأروع المنازلات، وأقوى التضحيات، وما ذلك على الله بعسير، وبه العون وهو نعم المولى ونعم النصير، وعلى الله فليتوكل اليمانيون المؤمنون.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1555 مرة