2,5 مليون نازح يمني... والمنظمات الدولية متواطئة مع السعودية
رشيد الحداد-الأخبار اللبنانية
تصاعدت أعداد النازحين من بيوتهم من 1,4 مليون نازح في شهر تموز الماضي إلى نحو 2,5 مليون نازح بمعدل زيادة بلغت تسعة في المئة، مع استمرار العدوان الذي دخل شهره العاشر ومع توسّع المواجهات الداخلية. وتوقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في صنعاء ارتفاع أعداد النازحين داخل البلاد إلى ثلاثة ملايين نسمة. وشكلت محافظة صنعاء ملاذاً لآلاف الأسر المهجّرة رغم الاستهداف المتواصل للعاصمة. ووفق بيانات رسمية للوحدة التنفيذية للنازحين في محافظة صنعاء، فإن المحافظة استقبلت 125 ألف نازح، كما استقبلت محافظة عمران 100 ألف نازح، وبالمثل لجأت الآلاف من الأسر إلى الحديدة والمحويت وذمار. وتفيد تقارير رسمية صادرة عن السلطة المحلية في محافظة ذمار بأن المحافظة احتضنت 300 ألف نازح قدموا من تعز وعدن. بدورها، أكدت السلطات المحلية في محافظة المحويت أن المحافظة استضافت 100 ألف نازح منذ بداية العدوان، مؤكدةً أن جميعهم يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية ويفتقرون إلى المعونات والمساعدات الإنسانية، وفي مقدمتها مستلزمات الإيواء والغذاء والأدوية. أما في مركز محافظة حجة فقط، فقد بلغ إجمالي النازحين 20 ألف نازح.
7,6 ملايين يحتاجون للغذاء
وأكدت منظمة «أوكسفام» في آخر تقرير لها أن 13 مليون شخص بالكاد يحصلون على القوت الضروري، وأن 7,6 ملايين في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، كذلك أشار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة. ورغم إقرار الأمم المتحدة بأن الحصار البري والبحري والجوي المفروض من قبل «التحالف» يرقى إلى مستوى «جريمة الحرب ضد الإنسانية»، وتحذيرها في الوقت نفسه من كارثة إنسانية كبرى قد لا يستطيع العالم تجاوزها، إلا أنها لم تقم بأي دور من شأنه فك الحصار عن الشعب اليمني. وعلى مدى الأشهر التسعة الماضية من العدوان، اكتفى العديد من المنظمات الدولية بإصدار البيانات، فيما عاود بعضها نشاطه، كبرنامج «الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة، بالتنسيق مع «التحالف» ومنظمة «اليونيسف» و«أطباء بلا حدود» و«الصليب الأحمر الدولي». ووفق آخر إحصائية لبرنامج «الغذاء العالمي»، فإنه وفّر مساعدات غذائية لأكثر من 2,5 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن خلال شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين.
المساعدات للموالين للسعودية فقط
العدوان الذي فرض حصاراً خانقاً على أفقر شعوب المنطقة، عمد أيضاً إلى عرقلة وصول أي مساعدات إغاثية من منظمات دولية وإنسانية من خلال احتجازها لأشهر عدة في عرض البحر تحت مبررات واهية. وإمعاناً في السقوط الأخلاقي، أعلن إنشاء «مركز سلمان للإغاثة» بأكثر من 200 مليون دولار، فيما شُكلت في الرياض «لجنة عليا للإغاثة» لم تمثل فيها الأمم المتحدة، بل تشكلت من شخصيات تابعة لحكومة خالد بحاح المستقيلة، مهمتها صرف المساعدات وفق معايير الولاء والطاعة للرياض.
وعلى مدى تسعة أشهر من العدوان، استفاد قرابة 200 ألف شخص من تلك المساعدات في محافظات عدن وأبين والضالع وحضرموت. في المقابل، حكمت الرياض وحلفاؤها على المحافظات غير الخاضعة لسيطرتها بالموت جوعاً، فعرقلت وصول شحنات الغذاء إليها، كما حدث ويحدث في المناطق الحدودية الواقعة على حدود التماس مع السعودية في محافظات حجة وصعدة.
وفي سياق متصل، استهدف طيران العدوان خلال الفترة الماضية عدداً من شحنات الغذاء التابعة لمنظمات إنسانية، حيث استهدف منتصف شهر تشرين الثاني الماضي أربع شاحنات تابعة لبرنامج «الغذاء العالمي» محملة بمادة القمح على طريق مأرب ـ صنعاء بسلسلة من الغارات أدت إلى تدميرها بالكامل وإتلاف كمية القمح التي كانت على متنها. كذلك، استهدف طيران العدوان شاحنة وسيارتين محملات بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية في مديريتي حيدان وساقين في محافظة صعدة. وسبق لطائرات العدوان أن استهدفت شحنة مساعدات كبيرة في إحدى مدارس محافظة ذمار بسلسلة غارات، ووفق «اليونيسف» كانت الشحنة المستهدفة تكفي لـ10 آلاف شخص.
شحنات موت
وإضافةً إلى الاستهداف المباشر، ضبطت شحنة مساعدات فاسدة تابعة لبرنامج «الغذاء العالمي» في ميناء الحديدة في شهر آب الماضي. وأواخر الأسبوع الماضي، تمكنت السلطات الأمنية في محافظة صنعاء من ضبط شاحنتين تحملان لافتات «تابعة لمنظمة الغذاء العالمي»، وبعد تفتيشها اتضح أنها تحمل كميات كبيرة من الأسلحة. القيادي في حركة «أنصار الله»، توفق الحميري، وصف دور المنظمات الإنسانية الدولية في اليمن بالدور السلبي، وأشار إلى أن هناك تآمراً واضحاً على اليمن برمته. ورأى الحميري في تصريح لـ«الأخبار» أن «القبض على شاحنتين كبيرتين تحملان أسلحة عليها شعار منظمة الغذاء العالمي يكشف عن تواطؤ واضح للأمم المتحدة ليس في حصار الشعب اليمني وحسب، بل في العمل على استمرار العدوان».
وأكد الحميري أن «اللجنة الثورية العليا» سهلت كل مهمات المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد بهدف التخفيف من معاناة الناس، ولم تعترض أي شحنات غذائية حتى تلك الشحنات التي قدمت من الرياض عبر المنافذ البرية إلى بعض المحافظات. وأشار القيادي في «أنصار الله» إلى «وجود علاقة بين تركيز وفد الرياض المشارك في محادثات جنيف 2 على المساعدات الإنسانية وتجاهله وقف إطلاق النار وبين شحنات السلاح التي أُلقي القبض عليها أخيراً»، كاشفاً أن الأجهزة الأمنية ضبطت أشياء خطيرة لم تفصح عنها، وسيُكشَف عنها في حينه.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 702 مرة