روح الإمام زيد(ع) ترفرف على الثورات المعاصرة ...أ/ عبد المطلب المآخذي
روح الإمام زيد(ع) ترفرف على الثورات المعاصرة
أ/ عبد المطلب المآخذي
إن كل حركة شريفة وكل ثورة حرة ونظيفة وجدت في هذا العالم بأسره منذ كربلاء الثانية ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي (ع) وإلى يومنا هذا، بل إلي يوم الزحام، ما هي إلا قبس من أنوار النهضة الزيدية المجيدة، والملحمة البطولية الفريدة، و امتداد لخط الثورة الإسلامية الرشيدة، التي قادها الإمام زيد بن علي حليف القرآن، في كوكبة من المؤمنين الأخيار، والغيارى الصادقين الأحرار، ضد سياسة القمع والإرهاب، والتسلط والعدوان، وفي سبيل إسقاط مشاريع الظلم والجور، والفساد والطغيان، التي كان ينتهجها حكام بني أمية، ويمارسها الطاغية هشام بن عبد الملك، المسمى (خليفة المسلمين) آن ذاك.
إن عظمة النهضة الزيدية تكمن في كونها ساهمت بشكل أساسي وفاعل في صياغة الفكر الثوري الصحيح، الذي يتسم بالوعي السليم والبصيرة الثاقبة والرؤية الواضحة، وذلك من خلال الدروس التي تزخر بها ثورة حليف القرآن، والتي هي بمثابة الركائز الأساسية التي ينبغي على كل أرباب الثورات الحرة ورواد حركات التغيير أن يقوموا عليها، وينطلقوا من خلالها، إذا ما أرادوا أن يحققوا لثوراتهم المجد والخلود والانتصار، وكم هو جدير بأمتنا اليوم أن تتعلم من جامعة النهضة الزيدية الكبرى كيف تحافظ على عزتها وكرامتها، وكيف تثور وتناضل وتكافح بإرادة قوية وعزيمة فولاذية.
إن ثورة الإمام زيد بن علي (ع) تحركت وانطلقت بهدف إسعاد المحرومين، والدفاع عن المستضعفين، ورفع الجور عن كاهل المظلومين، وفي سبيل إحقاق الحق، وإعادته الى نصابه، وإزهاق الباطل وردع حزبه وأربابه، وإصلاح البلاد، وإرساء قواعد العدل والمساواة بين العباد، وإزالة الظلم والشر والفساد، وتحرير الأمة من قبضة الطواغيت العابثين بمصير الأمة ومقدراتها، وكرامة أبنائها، ولكي تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الظالمين هي السفلى، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. هذه النهضة الزيدية المجيدة كانت ولا زالت منارة لكل أحرار العالم، الرافضين لكل أشكال القهر والاستعباد، والتسلط والاستبداد.
إن ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي (ع) كانت ضرورية جداً؛ لتصحيح مسار الأمة، وتجديد الهوية الإسلامية، وإعادة الحياة، والاعتبار للقيم الدينية والمبادئ الإنسانية، التي كانت سلطة بني أمية قد عملت على طمسها ومحو آثارها، ولهذا خرج أمير المؤمنين زيد بن علي ليضع حداً لهذا الطغيان، والبغي والعدوان، ليؤدي دوره من موقعه العلمي ومركزه الاجتماعي، لكي يعطي الأمة دروساً قوية في ضرورة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد ضد الظالمين والمفسدين، والتحرك من أجل كرامة الإنسان، ورفعة الإسلام وإعزاز الدين.
لقد بث الإمام (ع) بثورته الإسلامية روح الشعور بالمسؤولية، وأيقظ الإحساس والشعور في نفوس أبناء الأمة، حينما خرج ثائرا في سبيل الله، ومن أجل إعلاء كلمة الله ،وفي سبيل إصلاح واقع الأمة، ولا تزال كلماته المضيئة التي قالها عند خروجه يتردد صداها في قلوب المؤمنين، وهي قوله: «والله إني لوددت أن يدي ملصقة بالثريا فأقع على الأرض أو حيث أقع وأتقطع قطعة قطعة وأن الله يصلح بي أمر أمة جدي رسول الله»،
وقوله (ع) لما قام يخطب في أصحابه أثناء المعركة ويحثهم على طلب اليقين، والتثبت على الحق، ومراقبة الله تعالى، قائلا: «البصيرة البصيرة ثم القتال، فمن قتل نفساً يشك في ضلالها فكأنما قتل نفسا بغير حق، أيها الناس البصيرة ثم القتال» فسلام الله على الإمام زيد بن علي حليف القرآن يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيا، وعلى أصحابه الكرام، تسليماً كثيرا.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 8871 مرة