وجاهدوا في سبيله...... بقلم العلامة/ عدنان الجنيد
وجاهدوا في سبيله
بقلم العلامة/ عدنان الجنيد
إن الله تعالى أمرنا أن نجاهد في سبيله ، والجهاد مشتق من الجهد وهو الطاقة والمشقة والمجاهدة استفراغ الوسع في مدافعة العدو وفي كل أمر يؤدي إلى مرضاة الله تعالى .
فالجهاد لا ينحصر معناه في القتال فقط بل معناه واسع ومجالاته كثيرة . قال الشهيد القائد _ رضوان الله عليه _ ما نصه : " الجهاد في سبيل الله دائرة واسعة بسعة ساحة الصراع وميدانه ، وهو أوسع من القتال فهو يعني التحرك لإقامة دين الله في كل مجال يمكن التحرك وبذل الجهد فيه ، في المجال الثقافي ، والاقتصادي والعسكري والسياسي والإعلامي ، والحرب النفسية التي تعتبر من أبرز مظاهر الصراع في هذا الزمن " انتهى كلامه .
قلت : إن كل مسلم فضلاً عن المؤمن مُطالب بالجهاد حتى ولو لم يكن هناك غزو على بلاده فكيف إذا كانت بلاده تتعرض لأبشع عدوان عرفته الإنسانية لاشك أنه في هذه الحالة يصبح الجهاد من أوجب الواجبات لهذا وجوباً على جميع أبناء الشعب اليمني على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم أن يجاهدوا أعداء الله من الغزاة والمحتلين دفاعاً عن أرضهم وعرضهم قال تعالى: ( انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله..) والقصد بالآية _ كما قال الراغب الأصفهاني _ هو الحث على النّفر على كل حال تصعَّب أو تسهَّل . إذاً لابد من الجهاد في سبيله بأي وسيلة أمكنت _ فالجندي عليه أن يجاهد في ساحات الشرف وميادين البطولة بقتال اعداء الله من الغزاة والمحتلين دفاعاً عن أرضه وشعبه _ والصحفي أو السياسي أو المثقف عليه أن يجاهد في نشر الحقائق وفضح الأعداء والرد على المرجفين عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة _ والعالم أو الخطيب عليه أن يجاهد ويصدع بكلمة الحق ويقوم بتوعية الناس ويخبرهم بالحقيقة ويكشف لهم زيف الباطل وأهله وذلك عبر خطبه ومحاضراته وندواته وكذلك عبر قلمه _ والطبيب عليه أن يجاهد من خلال مداواته للجرحى والتحرك مع الجيش في الجبهات للقيام بإسعاف المصابين وتوفير كل وسائل العلاج للمجاهدين _ ورجل الأعمال أو صاحب المال أو صاحب الجمعية عليه أن يجاهد بماله بدعم الجبهات بالمال والسلاح _ وشيخ القبيلة أو القرية أو المنطقة عليه أن يجاهد بجمع التبرعات المالية والغذائية من قبيلته أو قريته أو منطقته وذلك لدعم المقاتلين إضافة إلى إرفاد الجبهات بالمقاتلين _ والشاب العاطل عن العمل عليه باللحاق بجبهات القتال وإن لم يتمكن من ذلك لظروف فعليه أن يكون عيناً على منطقته يراقب أي تحركات مشبوهة لعملاء الوطن وخونة الدين ويقوم بإبلاغ الجهات المختصة بأي تحرك يخل بأمن المنطقة ، وعمله هذا يُعد جهاداً في سبيل الله -والمدرس في مدرسته أو الدكتور في جامعته عليه أن يجاهد بتوعية طلابه عن خطر العدوان وعن خطر داعش والقاعدة والعملاء وأنهم أدوات الإستكبار العالمي الذي أراد من خلالهم تخريب البلاد وقتل العباد _ والشاعر عليه أن يجاهد بتأليف القصائد وكتابة الأشعار الحماسية والوطنية فإن للقصائد والأناشيد والزوامل الدور الكبير في تقوية همم المجاهدين
وأصحاب المهن الأخرى وأصحاب المواهب والمراتب وغيرهم حسب اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الوظيفية والعلمية عليهم بالجهاد حسب المهمة التي انيطت بهم وحتى المريض المُقعد في بيته يستطيع القيام بالجهاد إذا كان له القدرة على أن يمسك الجوال بيده فيمكن له أن يقوم بنشر الأخبار الصحيحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذا إذا كان متمكناً من ذلك ولديه القدرة وإلا فلا حرج عليه إن أي عمل يقوم به المرء فيه خدمة لوطنه وحفاظاً لأرضه وعرضه يُعد _ أيضاً_ نوعاً من أنواع الجهاد بل وكل جهاد يؤدي إلى مرضاة الله فهو داخل في سبيل الله قال الشهيد القائد _ رضوان الله عليه _ " قد تسمع عنوان : (في سبيل الله ) لكن يجب أن تفهم بأن القضية ليست مجرد عنوان بل القضية : أن تكون متوجهاً إلى الله ، والسبيل هو : الطريق التي رسمها لتتحرك فيها ، وأنت تقاتل وتجاهد في سبيل الله " انتهى كلامه.
قلت : إذا فهمت الجهاد بهذا المفهوم الواسع تدرك بأنه لاعذر لأي مواطن يمني سواء كان عالماً أو طبيباً أو ضابطاً أو ... الخ لا عذر له في ترك الجهاد ومن العار أن يظل المرء صامتاً لايُحرك ساكناً فإن النساء أعظم منه جهاداً حيث قمن بدورهن الجهادي بعمل وتجهيز الكعك للمجاهدين ولو لم يكن عملهن إلا هذا لكان كافياً فكيف والحال أن الكثير منهن قمنا بالتبرع بما معهن من مجوهرات وحُلي دعماً للمجاهدين. هذا وليعلم الصامت عن مناصرة الحق والمتخلف والقاعد عن الجهاد بأنه سوف يُسأل بين يدي الله تعالى عن صمته وتخلفه وخذلانه للحق وأهله.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 814 مرة