طغيان فرعون .. والعاقبة للمستضعفين....بقلم السيد العلامة/ عدنان الجنيد
طغيان فرعون .. والعاقبة للمستضعفين
بقلم السيد العلامة/ عدنان الجنيد
إن الله تعالى عندما يذكر فرعون في كتابه الكريم إنما يقصد به كل ظالم وطاغية سواء كان فرعون الذي في زمن موسى _ عليه السلام _ أو من جاء بعده من الظلمة والمجرمين إلى قيام الساعة ،وسواء كان الظالم أشخاصاً أو أنظمة أو دولاً ، فالقرآن عالمي صالح لكل زمان ومكان ، وهو- أيضاً- عالمي لما بقى من الزمن.
"إن فرعون علا في الأرض ، وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحىِ نساءهم إنه كان من المفسدين".
"إن فرعون علا في الأرض" إن الاستكبار العالمي قد تجبر وزاد في طغيانه وجبروته ، وملأ الأرض بفساده .
"وجعل أهلها شيعا" قام عبر عملائه ومرتزقته بنشر الفتن الطائفية والمذهبية ليصبح المسلمون متشاجرين متخاصمين يقتل بعضهم بعضا .
فهناك العشرات من القنوات الفضائية تقوم بالتحريض الطائفي وهي مدعومة من بريطانيا وبعضها تدعمها السعودية .
فعلى سبيل المثال :" قناة آل البيت" ،بعض برامجها تهدف إلى الحط من رموز السنة ، وقناة "وصال" من برامجها الحط من رموز الشيعة وهكذا تجد غيرها من القنوات الفتنوية التي تهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعوب الإسلامية وقد سبق لسماحة السيد حسن نصر الله أن حذر الأمة العربية والإسلامية من هذه القنوات الفتنوية التي ليس هدفها إلا اغراق الشعوب الإسلامية بالفتن الطائفية والمذهبية .
وما يجري في بلادنا لا سيما في مدينة تعز ما هو إلا ثمرة هذه الفتن الطائفية حيث قام دواعش الوهابية بذبح الأطفال وسحل وإحراق الجثث كل هذه الجرائم التي قاموا بها من أجل أن يشعلوا الفتنة الطائفية في بقية المدن اليمنية إلا أنهم فشلوا لأن الشعب اليمني قد عرف حقيقتهم الخبيثة ولهذا لم ينخدع بأخبارهم الكاذبة ، وحكاياتهم الزائفة.
إذاً الاستكبار العالمي وأحذيته في المنطقة من الأنظمة العميلة دائماً يستخدمون الفرقة بين الشعوب عن طريق نشر الفتن الطائفية والمذهبية ، كي يشغلوهم عن قضيتهم المركزية (فلسطين) وحتى لا تفكر -أي الشعوب- بالحرية والاستقلال عن انظمتها العميلة
"يستضعف طائفة منهم" وهي الطائفة التي يشعر الاستكبار العالمي بخطرها عليه ،وهم أنصار الله، حيث خرجوا ومعهم الشعب اليمني بثورة مباركة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تحت راية قائدهم سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي - حفظه الله -خرجوا رافضين للوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية .
لهذا شعر فرعون العصر بالخطر فاستضعف الشعب اليمني وقام بشن حرب عالمية عليه كي يركعه ولكن هيهات له ذلك .
"يذبح أبناءهم" عن طريق دواعشه من أجل الإرهاب والتخويف ومن أجل تشويه الإسلام بنظر الشعوب الغربية حتى يصبح الإسلام بنظرهم دين إرهاب لادين حب وسلام وما جرى في مدينة تعز خير شاهد على ذلك.
"ويستحىِ نساءهم" يستبقوهن للخدمة ويقومون باغتصابهن باسم نكاح المجاهدة كما فعل احد قادة المرتزقة بتعز مع بعض المقاتلات اللواتي يقاتلن معه، وكما حصل – أيضاً- في سوريا وهو أمر معروف.
"إنه كان من المفسدين" لأنه أهلك الحرث والنسل ولهذا يجب استئصاله من الوجود حتى تكون العبادة لله الإله المعبود.
وهنا نجزم يقيناً بأن الاستكبار مهما بلغ طغيانه ومهما زاد ظلمه وإجرامه إلا أن نهايته قريبة ، والظلم له ناموس كوني إذا زاد عن حده انقلب على أصحابه.
ونجزم _أيضاً_ بأن المستضعفين هم المنتصرون والظهور يكون لهم في نهاية الأمر إذا ما صبروا وثبتوا وقاوموا الطغاة والمستكبرين.
ولهذا قال تعالى -عقب الآية الآنفة -: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".
إرادة الله تعالى هي في نصرة المستضعفين وهم الشعب اليمني -في هذا العصر- وسيجعل الله منهم أئمة وهم المخلصون من أبناء هذا الشعب الذين قادوا الثورة المباركة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هذه الثورة التي ستكون قدوة للثورات اللاحقة وقدوة للأجيال الآتية،،وسيجعلهم الله الوارثين لملك آل سعود والنصارى واليهود.
ثم قال تعالى " ونمكن لهم في الأرض ونرىَ فرعوم وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".
وسيمكن الله تعالى الشعب اليمني بظهور مسيرته القرآنية على بقية الدول العربية والإسلامية حتى تدخل الشعوب في ظلها ويسيرون على نهجها.
وهنا سوف يُري الله تعالى الاستكبار وأحذيته في المنطقة بأن حربهم على الشعب اليمني من أجل إخماد مسيرته القرآنية كانت حربا عبثية وها هو الذي كانوا يخافون منه قد ظهر وانتشر.
"والله متم نوره ولو كره الكافرون"
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1324 مرة