الساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس.... بقلم السيد العلامة/ عبدالسلام الوجيه
الساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس
بقلم السيد العلامة/ عبدالسلام الوجيه
مرت سنواتٌ وسنواتٌ من (صدى الأمة) إلى (صدى المسيرة) والسرق السرق.. لا زالوا بيننا على نفس الحال والمنوال لا أشبع الله لهم بطناً، أذكر أني سردت نكتةَ أَيَّـام زمان.. خلاصتها:
((قال بعضُ الظرفاء: وقف إبليس على إحْـدَى تلال صنعاء يتأمل قصورَها وشوارعَها المليئة بالمركبات الفارهة، وقد بدى الحزن على وجهه حتى أدهش أتباعُه من المردة والشياطين، فسأله أحدهم عما يحزنه، فقال: ألَا ترى هؤلاء؟ أعلمهم فنون الاختلاس والنهب والسرقة حتى إذَا عمروا الدور، وامتلكوا المركباتِ الفارهة كتبوا عليها ((هذا من فضل ربي))!!!
طالما سرقوا ونهبوا وامتصوا خيراتِ البلاد والعباد عندما لم يحاسبوا ولم يطبق قانون (من أين لك هذا؟!).
بعضهم نهب ثروات البلاد وخرج بمئات الملايين من الدولارات وأَصْبَح له:
قصر في (إنجلترا) ومَرَه ** ورصيد بالعملة (الوعرة)
و(خورنق) في السويد عمره ** و(سدير) لا إله إلَّا الله
واشترى من (هارفرد) عطور ** وملاعق من ذهب وطيور
وابتنى في كُلّ قُطر قصور ** هيلمان لا إله إلَّا الله
وبـ(كان) أَصْبَح يحوز مكان ** وبـ(روما) طاول (الفاتيكان)
جل من قد قال كون فكان ** (قهرمان) لا إله إلَّا الله
والبعض الآخر ما زال يعيث فساداً وينهب ويسرق تحت مسميات شتى، وها نحن باسم الشراكة تارةً، وباسم الحفاظ على وحدة الصفّ تارةً أُخْــرَى، وبمبررات أُخْــرَى نرى بعض اللصوص والفاسدين ما زالوا في مناصبهم، وبعضهم ترقّى فأَصْبَح قائماً بأعمال وزير، أَوْ وكيلاً لوزارة، أَوْ مديراً عاماً، أَوْ مسئولاً مالياً، أَوْ قائداً عسكرياً لجيشٍ راقد في البيوت، أَوْ متسلقاً متشعبطاً أو… أو…
لست أدري متى تتخلص البلاد ويأمن العباد من الفاسدين العابثين بمقدرات الأمة!؟
أما آن الأوان أن نصرُخَ في وجوه هؤلاء؟ لا يجوز بأي حال من الأَحْــوَال أن نرى الأخطاء تُرتكب فلا نحاسب مرتكبيها، ونرى الانحرافات فنتغاضى ونتعامى ونتستر على أصحابها، وأحياناً نختلق لهم الأعذار والمبررات، لا يجوز أن نرى مواطنَ الخلل والفساد والعبث والاستهتار والتهاون والإهمال فنقف موقف المتفرج وكأن الأَمْــر لا يعنينا ولا يمسنا!
لا بد أن نقول الحق وأن نحترم حرية الكلمة الأمينة الصادقة، وأن نطلقَ حرية النقد الملتزم المسئول، وأن ندرك جيداً أن إثارة أيةَ قضية من قضايا الإهمال والتسيب والفساد وطرحها للمناقشة تعتبر وصفة علاجية ناجعة لما نحن فيه، ووفاءً لدماء الشهداء، وأنّات الجرحى، وعرق وتضحيات المجاهدين.
لا بد أن ندرك جيداً أن السكوت على الفساد والتسيب والإهمال والتهاون والانحراف هو طعنةٌ للثورة والثوار وخيانةً لتضحيات أبناء الشعب الـيَـمَـني العظيم.
السكوتُ والتغاضي عن الأخطاء والانحرافات والفساد لا يخدم إلَّا اللصوص والمنحرفين والعابثين بمصالح البلاد والعباد.
ليس من مصلحتنا الصمتُ الرهيبُ، فمن الصمت ما دمَّر وزلزل، فلنتكلم بالحق ولنصرخ ولنشكوا ولنتذمر من أي عابثٍ أَوْ مقصر أَوْ منحرف، أَوْ مسيء؛ لأن سكوتنا في مثل هذه الظروف جناية على أنفسنا وجريمة بحق بلادنا وأمتنا وأبناء شعبنا وقيادتنا (والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس).
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2373 مرة